الحب من طرف واحد: وجع بلا نهاية

إن القلب لا يستأذن عندما يخفق بحب شخص ما، وتزيد ضربات قلبه بمجرد رؤيته، ولم ولن يعطي فرصة أبدا للإنسان ليقول نعم أو لا، بل يفاجئه بدقات سريعة ومستمرة بمجرد رؤية من اختاره قلبه ليشعر به ويحبه، ويفضله ويعيش على حلم الإرتباط به.
 
هو شعور جميل لكنه ناقص لأنه حب من طرف واحد، فهو مؤلم جدا لصاحبه يصيبه باليأس والإحباط، فما أقساه على من يقدر له أن يعشق ويحب، ويتخيل، ويحلم، ويخلص لشخص لا يشعر به، وقد لا يراه في كثير من الأحيان.
 
هو حلم بعيد المنال، صعب التخلص منه، وهذا ما يجعل نسيانه والتخلي عنه أمرا صعبا للغاية، فقد يفضل المحب في هذه الحالة أن يعيش في حالة الحب هذه دون تراجع، ولكن بألم ومعاناه لا ينتهيان أبدا، فحلاوة الحب يشعر بها الإنسان عندما يبادله شخص آخر نفس الإحاسيس، والشعور، إذ تتوافر مقومات عديدة في هذه الحالة تجعل الإنسان يطير في السماء من الفرح والبهجة، لأنه يستطتيع البوح لحبيبه، فلبوح الحبيبان لبعضهما عن مشاعرهما وإستجابة قلوبهما لهذا الحب أثر كبير في نفس المحبين، هو أثر مبهج وسعيد يعم عليهما معا، أما في حالة الحب من طرف آخر فنرى الإنسان كئيبا، حزينا يميل للعزلة والإبتعاد عن الناس، يخلق له عالما خاصا يستطيع من خلاله التنفيس عن مشاعره، ولكن إلى متى سيظل حاله هكذا، فعمره يضيع هباء، وتثقل نفسه بما لا تطيق فهل من طوق نجاة له.
 
على كل من يحب من طرف واحد أن يفكر في نفسه ومستقبله، وأن لا يترك فرصة لتزايد هذا الحب، حتى لا يزداد الأمر سوءا، فاستمراره في هذا الحب معاناه كبيرة لا يحتملها قلبه الضعيف، والإبتعاد عنه والتخلص منه معاناة كذلك ولكنها أقل ضررا من الأولى.
 
أعلم أن القلب يفرض علينا أحيانا ما لا نطيقه ولا نحتمله، وأقدر كل مشاعر جميلة بقلب المحبين، ولكن الحب أمل وحياة سعيدة، فلنجدد بحثنا عن حبيب آخر يبادلنا نفس مشاعرنا حتى ترتاح القلوب المتعبة والجريحة التي لا زالت تنزف بحورا من الدماء حزنا على من لا يشعر بها وبما تحويه من مشاعر جميلة مهملة.. فلنساعد أنفسنا حفاظا على القلوب، فما أقسى جرح القلوب وأعمقه.