للزوجين: من أجل الحب إبدءا بالتغيير

إبدءا بالتغيير معا حفاظاً على الحب، وإسترجاعا لذكرياتكم الجميلة الغالية على قلب كل منكما بدلا من أن ينتظر كل طرف أن يبدأ شريكه بالتغيير، فما أجمل أن ينبع الحرص على الحب منكما معا، وما أروع النفوس الصادقة المخلصة التي باتت في حنين دائم لمشاعر اختفت وسط أعباء الحياء وانشغال كل طرف في الأمور الحياتية المختلفة.
 
ليكن كل منكما رقيبا على أفعاله متيقظا لردة فعل شريكه، ينتبه لما يزعجه، وما يجرحه، وما يبقيه شاردا في عالم آخر، بعيدا كل البعد عن شريك حياته الذي تقاسم معه كل شيء، وتذكرا دوما أنكما روحان بجسد واحد مهما حدث، ولا تتركا بابا لعودة الحب بقوته لكما إلا وطرقتموه، فالحب وسعادتكما يستحقان ذلك، فلما التكاسل عن خطوات جدية هي السبيل الوحيد لإضفاء روح جديدة على حياة باتت مملة، يغطيها الروتين والكآبة، والإستسلام.
 
إبدءا بالتغيير قبل أن يأتي يوما لا يمكنكما إصلاح ما فسدته الحياة بمشاكلها، وضغوطها، وقبل أن تموت كل الأماني أملا في إحياء الحب، فلا تنتظرا إلى أن يموت الحب نهائيا، وتجبرا على حياة بلا ورح هي حياة من أجل الحفاظ على الأسرة والشكل الإجتماعي لا أكثر ولا أقل من ذلك، وفي هذه الحالة ستكونان أنتما معا السجان الذي سجن روحيكما في سجن مظلم تختنقان فيه مئات المرات يوميا، فقد أغلقتما كل الأبواب، ولم تسعيا سعيا  صادقا لإنعاش الحب بينكما.
 
واعلما أن الله قد خلق الرجل والمرأة ليكملا بعضهما البعض، ولن توجد هناك إمرأة كاملة ولا رجل كامل، واغتنما الفرصة لتسعدا بنتائج التغيير ونحن الآن على أعتاب عام جديد انسيا ما مضى، وفكرا في المستقبل، وغيرا حياتكما للأفضل، فنحن نعيب الزمان والأعوام ونرمي عليها أثقال حملناها إياها، والعيب فينا فنحن من نصنع السعادة فلنتحصن بقوة الأمل ونسعى لتغيير حقيقي يرضي من نحب ويرمم جسور الحب التي كادت أن تهدم في القلوب.
 
أعزائي كل زوج وكل زوجة حاولوا الحديث مع شركائكم، وتراضوا فيما بينكم، وتصارحوا وأسألوا عن عيوب الطرف الآخر، ليستطيع كل منكم البدء بالتغيير من نفسه إرضاء لمن يحب وسعيا لسعادته في محاول جادة لإنقاذ الحياة بينكم.