القلوب المكسورة .. كيف نضمدها مع العام الجديد؟

تحتل علاقاتنا العاطفية جزءاً مهماً من حياتنا وتؤثر بشكل كبيرعلى التوازن الذي نحاول جاهدين أن نخلقه بين العقل والقلب؛ فحتى أكثر الأشخاص اتزاناً وعقلانية قد يشعرون بانفطار قلوبهم و الغرق في بحر لا قاع له من مشاعر الإحباط والخجل والندم والغضب والخوف والحزن. 
 
ولكن هناك دائماً فرص للنجاة وطرق إغاثة داخلية وعقلية تمثل خلاصنا من اضطرابنا العاطفي؛  ولكنها بالطبع تتطلب شجاعة و مواجهة صادقة مع النفس و رغبة حقيقة في المضي قدماً واحتضان الحياة و الاستمتاع بها. نتشارك معكم في موضوعنا اليوم بعض النصائح المفيدة والفعالة لتضميد القلوب المكسورة مع العام الجديد. 
 
1-الحب ليس آمناً
جروح القلب لا تحدث صدفة إنما هي نتيجة لأننا تحلينا بالشجاعة الكافية لكي ندخل أشخاصاً يعنون لنا إلى داخل قلوبنا في محاولة لخلق علاقة مميزة. ولذا، في حال فشل هذه العلاقة فمن المهم أن نتقبل الألم ونستوعبه فليس هناك من طرق حقيقية لتجنبه؛ علينا أن نواجهه و نعيشه ليأخذ دائرته الكاملة. وبعد هذه المواجهة الصادقة يجب أن نتخلص منه ونكسر دائرته عبر الخطوات التالية. 
 
2-التغيير في الأفكار والعادات أيضاً 
هذه الخطوة مهمة للغاية وذلك لأن تغيير الأفكار هو أساس تخطي الآلام و بداية تضميد القلب المجروح. يبدأ التغيير بتجديد العلاقة مع العقل؛ بحيث نبادر بمصالحة خالية من إطلاق الأحكام والترصد والانتقاد. وذلك لأن عقولنا مشحونة بعبارات موجعة مثل "ماذا لو لم أفعل هذا أو أقل ذاك ..؟" أو "كيف يجرؤ ..؟ " أو "يالي من شخص فاشل .." وغيرها. ينصح الخبراء بأهمية استخدام وسائل التأمل لكي نريح العقل من هذه المشاحنات الداخلية الثائرة ونجعله يهدأ ويسترخي. 
 
وبعد أن تهدأ عواصفنا العقلية؛ نبدأ بالشق الثاني من هذه الخطوة والذي لا يقل أهمية عن سابقه وهو تغيير العادات. مع كل علاقطة عاطفية نعيشها نخلق نمطاُ خاصاً في حياتنا ذا علاقة شخصية ومباشرة بالشخص المعني في هذه العلاقة و مرتبط به كل الارتباط. هذه النمط سوف يستكر بإثارة الذكريات والحنين نحو أمر أصبح من الماضي؛ ولذا يجب تغيير هذه العادات سواء عن طريق تغيير ترتيب الأثاث في المنزل أو الاستماع إلى نوع جديد من الموسيقى أو الاهتمام برياضة جديدة؛ فليس هناك أروع من التأثير المنعش لنشاط بدني جديد على الجسم. 
 
3-قلوبنا بلا أقفال بعد اليوم 
يتعلق الأمر كله بالحالة الذهنية لنا؛ ولذا عندما تستقر حالتنا الذهنية إلى حد ما نستطيع أن نشخص بوضوح أكبر حالتنا القلبية التي خلفتها هذه العلاقة. من المهم أن نستوعب بأن الحب شعور حر لا تحكمه تجارب وأن القلب باب يجب أن يظل مفتوحاً دون شروط أو أقفال أو قيود. نعم؛ هو قلب مجروح وبه ندوب؛ ولكنه لا يزال ينبض بالحب و العطف واللطف والتواصل العميق مع أنفسنا ومع الأشخاص من حولنا. هو قلب مفتوح تحولت مهمته من مشقة "البحث عن شخص يحبني" إلى متعة "البحث عن وسائل بث الحب ومشاركته مع الأخرين" وهي الوصفة السحرية الوحيدة للشفاء من جروح الحب.  
 
4-النظر من الزاوية الكبرى
قد يكون تأثير انتهاء علاقة عاطفية مهمة في حياتنا أمراً محبطاً وذلك لصعوبة الفراق وقوة المشاعر؛ ولكن من المهم أن لا تكون الصورة التي نراها محدودة في اللحظة الراهنة. أمامنا حياة طويلة وجميلة نستحق أن نحياها وسوف تمضي هذه الأيام الصعبة مثل غيرها. لقد خُلقنا جميعاً بقصصمختلفة وكل شخص منا سوف يعيش قصته كاملة بكل أجزائها؛  وهذه القصة لا تنتهي حتى آخر لحظات حياتنا. لذا؛ علينا أن نفتح قلوبنا و عقولنا لجميع الإمكانيات التي لا حد لها ونوسع آفاقنا لنستقبل الحب الذي نستحقه والنجاح الذي نطمح له.