الزواج عبر الإنترنت: حقيقة أم سراب!

بعد أن طرأت تغيرات كثيرة على حياتنا، وبعد أن فقدت الكثير من الفتيات الأمل في الإلتقاء بالشخص المناسب الذي تقبله شريكا لها لآخر العمر، خاصة في ظل الظروف التي تجعل الفتاة بعيدة عن بلدها وجيرانها ومدينتها، وبعد أن بات الحلم برؤية فارس الأحلام مستحيلا، تواجدت فرصة تظنها بعض الفتيات هي آخر الفرص، وهي الزواج عن طريق الإنترنت، فما أسهل وأسرع التعارف اليوم، ولكن هل هو دوما حقيقي؟ وهل المشاعر المصاحبة لهذا التعارف صادقة أم أنها فقط للتسلبية، ولإشباع إحتياجات الفتيات والشباب من العاطفة والرومانسية؟
 
في الحقيقة لا أحد يستطيع أن يجزم بحقيقته، أو خداعه، فقد تلتقي فتاة بشاب عبر شبكة الإنترنت ويكون كل منهما غاية في الأخلاق، ولديهم مصداقية فيما يسطر بينهم من خلال محادثتهم عبره، ويسفر ذلك عن زواج سعيد يباركه الجميع، ولكن يظل الغموض مصاحب لبعض هذا التعارف على الإنترنت، وقد يرفضه الأهل في جميع الحالات خوفا على مصير أبنائهم وفتياتهم، وحفاظا على بعض العادات والتقاليد.
 
وعلى الرغم من إيجابيات هذا الزواج في حل الكثير من المشكلات إلا أن له العديد من السلبيات التي لا يمكن التغاضي عنها ومنها:
 
•إفتقاره للصدق فهناك عدد كبير لحسابات وهمية لفتيات على أنها رجال يريدون الزواج، ويبدأ العبث بمشاعر وتبدأ النفس بالتعلق بأمر وهمي وهذا أخطر ما في الأمر.
 
•لجوء بعض الرجال المتزوجين لخلق حياة رومانسية جديدة بعيد عن زوجاتهم لتفادي الملل والرتابة، فينسجون خيوطهم على فتيات حالمة كل ما تتمناه رجلا صادقا حنونا يكون لها زوجا وأبا وأخا وصديقا، يكون لها الحياة بأكملها.
 
•قد يتم الزواج ولكن مع الوقت تحدث صدمة قوية للفتاة أو الشاب كأن تكون هي الزوجة الثانية، أو أن يكون الرجل قد وقع مع زوجة غير صالحة، تفتقد للأخلاق، والقيم.
 
•إنتهاؤه بالطلاق في أغلب الأحيان فما قام على الكذب، يكون الفشل أو نتائجه.
 
عزيزتي الفتاة الحالمة، إن سعيك للزواج وتكوين بيت واسرة سعيدة لأمر نبيل، ولكن عليك أن تعلمي أننا نعيش في عالمنا هذا وسط أشخاص كثيرون منهم الصادق والعفيف، ومنهم السيء الذي يسعى للهو ومضيعة الوقت لذلك اهتمي بالأتي:
•كوني حذرة قدر الإمكان في تعارفك بهذا الشخص، حاولي تركه يتحدث عن نفسه أكثر.
 
•وضحي أسس التعارف بينكم وضعي لها حدودا.
 
•لا تستجيبي لرغبات تتنافى مع خلقك ومبادئك.
 
•إذا لاحظتي عليه التمادي في التعارف دون التحدث إلى من يعود إليه أمرك فامنعي نفسك من الإستمرار فهو شخص أناني يعبث بمشاعرك.
 
•يجب التعرف على عنوانه وجهة عمله وكذلك عنوان منزله ليطمئن أهلك بالإستعلام عليه.
 
وعلى الشاب كذلك تحري دقة في إختيار شريكة العمر عبر الإنترنت وتوخي الحذر قبل اتمام الزواج 
 
وللرجال والفتيات الذين يخدعون آخرين عبر الإنترنت، تيقظتوا وأوقفوا إيذاؤكم للآخرين، فكم من فتاة وشاب يتمنون الزواج وبناء أسرة، وكم من فتاة تتصارع بداخلها الأشواق والحنين لنصفها الآخر،  فلا تعبثوا بمشاعر الآخرين فتهلكوا غيركم وتأثموا على حياة اللهو التي لن تجلب لكم إلا السوء.