مشاعر قتلتها التكنولوجيا

لكل ما يخترع الإنسان وجهان إحداهما إيجابي والآخر سلبي، وكذلك التكنولوجيا برغم فوائدها الجمة إلا أن لها تأثير سلبي على الجميع كبير وصغير وعلى اختلاف أجناسهم، وأحد هذه التأثيرات السلبية اصابت أحاسيسنا ومشاعرنا.
 
للدكتور النفسي محمد علي رأي في هذا الجانب حيث قال: "كلنا نعلم مدى تأثير مشاهدة الصور المؤلمة والمشاهد العنيفة للحروب والكوارث التي تعرض على كافة الوسائل الاجتماعية التي قد تؤدي بنا للاكتئاب والضيق النفسي.
 
ولكن هناك جانب أخر من المشاعر التي قتلتها التكنولوجيا رغماً عنا، مثل مشاعر الحب، فكثرة قراءتنا لقصص الحب المتنوعة أصبحنا نشعر أن الشخص الذي نحبه ليس على نفس المستوى الذي نشاهده، وتعرضنا للكثير من صور الحب والورود لم يعد يعجبنا ما يقدمه لنا الحبيب.
 
وكذلك مشاعر الأمومة فمشاهدة الأطفال المميزين واللطيفين في البرامج ومقاطع اليوتيوب خلق لدينا نوعا من عدم الاقتناع التام بأطفالنا وما يملكون من جمال وبراءة ومهارات.
 
وينطبق ذلك على كل المشاعر التي يملكها الإنسان، فلم تعد تلك المشاعر والأحاسيس صحيحة بل تغيرت وتبدلت وأصبحنا نقارنها بما تشبعت به عقولنا من جراء متابعة كل البرامج الاجتماعية والفنية بكثرة.
 
حتى في مشاعر الحزن اصبحنا نرى أن من لايحزن على فقيد بالبكاء والصراخ والإغماء أنه شخص قاسي القلب لا يتأثر، من هنا يجب أن نذكر أنفسنا دائماً بأن ليس كل ما نشاهده يمكن أن ينطبق علينا وأننا ليس آلة للنسخ. وأن كثرة المتابعة والمشاهدة وحتى القراءة في كل ما يتعلق بالمشاعر يقتل مشاعرنا الأصلية الخالصة، ويجب أن نكون على الحياد في كل ما يعرض لنا".