عطر Nina L’Eau : عالم خيالي وأنوثة راقية

باريس: سهى حامد Souha Hamed في أحد القصور الباريسية، قالت لنا فتاة جميلة: "اتبعوني لتكتشفوا أسرار نينا"... تنقلنا من غرفة إلى أخرى نكتشف سرا بعد آخر من أسرار عطر "نينا لو" Nina L’Eau من "نينا ريتشي" Nina Ricci. عالم الكوتور، أوراق شجر فضية، بومة بيضاء. وأخيرا فستان كوتور ناعم أمام مرآة تذكر بالحكايات الخيالية، كما وجدنا قارورة العطر الزهرية التي تحتضن في صميمها سائلا به نفحات منعشة هي مزيج أريج الغاردينيا وزهر التفاح، وتعبر عن أنوثة شابة، وهي بذلك تحمل صفات أناقة الدار. إنه العطر الثالث الذي يكمل قصة عطرية بدأت عام 2006 بعطر "نينا" Nina، وتبعها في عام 2012 عطر "نينا أليكسير" Nina L’Elixir. في باريس التقينا أوليفييه كريسب، مبتكر هذه العطور الثلاثة، ليكشف لنا أسرار أحدث عطوره. "نينا لو" هو عطرك السادس مع الدار، والثالث مع قصة "نينا". عندما بدأت العمل مع الدار، كيف استوعبت روحها وشخصيتها؟ عندما كنت طفلا، وأردت أن أصبح عطارا، كنت أحلم بماركات مثل "شانيل" و"ديور" و"نينا ريتشي". كانت والدتي ترتدي تصاميم منها ومن "هيرمس". وتمنيت لو نجحت في أن أبتكر يوما ما عطرا خاصا لـ"نينا ريتشي". كنت معجبا جدا بعطر "لير دو تان" L’Air Du Temps الذي يعد من أنجح ثلاثة عطور في العالم (إلى جانب نمبر5" و"تريزور"). احترم الماركة ـ والمرأة وراءهاـ فهي ناعمة أنيقة. بعض الماركات تلهمني، ونينا إحداها. "نينا لو" هو العطر الثالث في قصة "نينا". كيف يتشابه مع العطرين اللذين سبقاه؟ وكيف يختلف؟ عندما ابتكرت عطر "نينا" اعتقدت أنه سيروق للسيدات دون سن الثلاثين، لكننا وجدنا أنه يجذب المراهقات من سن 15. أما "نينا أليكسير"، فهو برأيي عطر ناضج للسيدات في منتصف الأربعينيات. أما عطر "لو" فأراه يناسب السيدات في الثلاثينيات من عمرهن. هناك جسران صغيران يربطان العطور الثلاثة. الأول هو أريج الغاردينيا. في العطر الأول استخدمت الكثير من زهر البرتقال والياسمين، وهمسة من الغاردينيا. لكن في العطر الجديد أزلت الياسمين وزهر البرتقال، ووضعت مكانه النيرولي، وأكثرت من الغاردينيا لأنها بالغة الأنوثة. كما حافظت على همسة زهر التفاح لتكون جسرا أيضا. أما ما تخلصت منه تماما، فهو البرالين الذي يعطيه عنصر الحلوى والطعام، وذلك لأنني أردت للعطر أن يكون منعشا. وقد مللت من عنصر الطعام (gourmand) الذي بات يستخدم كثيرا في العطور اليوم. (أوليفييه كريسب كان أول من قدم النفحات الطعامية في العطور باستخدام أريج الشوكولاته والكراميل والفانيلا في عطر "أنجيل"). يمكننا الآن تطوير العناصر المنعشة والزهور، مثل الفريسيا أو الفيوليت وغيرها. هل كان العمل على عطر "نينا لو" سهلا بالنسبة لك؟ العمل على العطر ليس سهلا في أي حال، لكنه كان سهلا نسبيا بالنسبة لهذا العطر. أتاني مدير التسويق طالبا أن أطور العطر ليكون منعشا، وتكون نفحاته دائرية على شكل الحدائق الفرنسية. تلك العناصر الصغيرة كانت دليلي، وعرفت فورا التوجه الذي أسعى إليه. بدأت العمل على زهرة النيرولي التي تعطيه برودة تذكر بالريف. ثم مزجته مع الغاردينيا التي أضافت الأنوثة عليه، ومن ثم أضفت همسات ناعمة من زهر التفاح لتعطيه قوة. وأخيرا musk الذي يعطيه دفئا وtexture. حققت نجاحات عديدة في عالم العطور، ونلت لقب "ماستر برفيومر"، ومنحتك فرنسا وسام "فارس الآداب والفنون". أي الإنجازات التي تفخر بها دون غيرها؟ أهم إنجاز حققته في حياتي هو أبنائي. إنني فخور جدا بابنتي، وهي مهندسة معمارية تبلغ من العمر 27 عاما، وابني الذي يبلغ 29 عاما، سيصبح عطارا عندما ينتهي تدريبه مع شركة "فرمنيش" في العام المقبل (بدأ منذ 5 أعوام). وقد أعمل معه في المستقبل. بدأت أسرة جديدة في عالم العطور باستخدامك عنصر الطعام (gourmand) في عطر "أنجيل". ماذ برأيك سيكون التجديد المقبل في عالم العطور؟ صعب جدا أن نجدد في عالم العطور. لكنني واثق أن التوجه في عالم العطور سيتحول إلى التركيز على الزهور. في عالم الإنترنت والمعلومات. هل يؤثر ذلك فيك عندما تعمل على تطوير عطر ما؟ أحيانا أقرأ مقالات أو تعليقات على الإنترنت قد تؤثر فيّ، إذ تدفعني لتجنب الأخطاء. أهتم بها لأن المستهلك يكتب تعليقات وملاحظات قد تكون مفيدة لي. فأنا أريد أن أعرف المستهلك. إن لم يحبوا عطري أريد أن أعرف السبب، إنه أمر خطير لو أغفلت ذلك.