عرس محمد عساف الفلسطيني

هي – أسماء وهبة ارتبطت فلسطين بفكرة "الظلم" و"القهر" الذي يتعرض له الشعب الفسلطيني يوميا على يد الإحتلال الإسرائيلي. وهذا ما انعكس بطبيعة الحال على الفن، بشكل عام سواء السينما أو الرواية أو الشعر، فتحضر فكرة النضال والإحتلال والمقاومة، بعد أن أصبحت هذه المفاهيم جزءاً حياتياً من معاناة شعب داخل الأرض المحتلة أو في الشتات. وهذا يفرض على الإيقاع الفني نوعاً من النوستالجيا الحزينة المليئة بالحنين والشجن، الذي يعود بنا إلى واقع مؤلم وذكريات أرض محتلة نحلم بعودتها ذات يوم. وإن كان هذا حال الفنون السينمائية والروائية والشعرية الفسلطينية، فهو ينسحب أيضا على الأغنية التي اتسمت بعنصر المقاومة القائمة على فكرة العودة، سواء بالإيقاع الحماسي البطولي أو اجترار الدمع من مقلة المتلقي، الذي يتأثر رغما عنه بكل ما يذكر حول فلسطين سواء انتمى إلى هذه الأرض أم لا. لكن رغم كل ذلك، استطاع المشترك الفلسطيني محمد عساف في حلقة الجمعة من Arab Idol أن يجعل الصورة مختلفة، بصوته الذي جعل من فلسطين عنوانا للفرح، ومكانا يتسع للإيقاع والأنغام والشباب والأحلام. وهذا ما أكدت عليه الفنانة أحلام خلال تعليقها على أدائه في الأغنيات الثلاث التي قدمها، حتى أنها وقفت مصفقة طوال غنائه لأغنية "علي الكوفيه" التي أشعلت المسرح والجمهور ابتهاجا على أنغام الدبكة الفلسطينية. وبطريقة أخرى، أكد السوبر ستار راغب علامة في معرض تعليقه على أداء محمد عساف في حلقة الجمعة على فكرة "الفرح الفسلطيني" التي نعيشها كل أسبوع من خلال صوت محمد عساف، قائلا: "شعب فلسطين يفتخر بك. يتابعونك هناك في رام الله وغزة وغيرها عبر الشاشات، ليس لأنك تغني "كتير حلو" أو "صاروخ" كما لقبتك، بل لأنك من خلال موهبتك تؤكد أن فلسطين المقهورة والمظلومة التي أنجبتك تطلق صواريخ سلام وفن وحب". للمرة الأولى يشعر المشاهد العربي أن فلسطين يمكن أن تعبر بالفرح إلينا في الوقت الذي حاولنا مجتمعين أن نقوم ذلك معها دون أن نعرف إن نجحنا في ذلك أو أخفقنا. وسواء فاز محمد عساف باللقب أم لا يبقى ان هذا الشاب كسر قاعدة الحزن والإنتظار، راسما بصوته أمل قادم ومؤكدا أن الشعب الفلسطيني يعرف معنى الإحتفاء بالحياة.