كلمة الأميرة حصة بنت سلمان في حفل جامعة الملك سعود

احتفلت جامعة الملك سعود للطالبات الأسبوع الماضي بمناسبة يوم الكتاب و حقوق المؤلف الذي يوافق 23 ابريل من كل عام . وقد كانت ضيفة الشرف لهذا الحفل الكريم صاحبة السمو الأمير حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وهي أستاذ مشارك بكلية الحقوق في جامعة الملك سعود حيث ألقت كلمة رائعة ..  إليكم تفاصيلها:  
 
بسم الله الرحمن الرحيم
زميلاتي منسوبات جامعة الملك سعود من أعضاء هيئة تدريس وموظفات ،،
 
 في هذا الزخم المفعم بذوات البلاغة و العلم يصعب علي التعبير بعد هذا البرنامج الرائع الذي لم أكن أتوقعه وخصوصاً ما رأيته في الفيلم الوثائقي عن مكتبة جامعة الملك سعود في مبناها و حلتها الجديدة التي لم أعهدها وأنا طالبة حتى أكاد أن أتمنى العودة للدراسة فيها؛ ولكن من أكثر ما يبهجني ـ و الحمد لله - أنني كعضوة في هذه الجامعة ما زلت أستطيع  الاستظلال  بنخيلها الوافر.
 
من مميزات وطننا الغالي و شعبنا الكريم القدرة على كسر القواعد عندما يحتاج الأمر إلى كرم و عطاء، فجامعة الملك سعود ومكتبتها نافورة تفيض على المؤسسات العلمية و الثقافية و الأفراد بطبيعتها كواحدة من أقدم جامعاتنا الشامخة التي نفتخر بها عالمياً.
 
 الحمد لله الذي وفقنا إلى أن نتجاوز مرحلة اختارتها بلادنا بلاد الإسلام لإرساء السلام و عقيدتنا السمحاء.
 
نشارك أولاً أمهات و أسر الشهداء الشرف و العزاء ، كما نشاطره مع خادم الحرمين الشريفين و قياداتنا الأبية و حسبنا دخولنا في فترة إعادة الأمل والبناء التي حملتنا إلى هذا المحفل اليوم لنشارك العالم  الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب مع  جامعاتِ دولِ العالمِ التي تعد مصادر النهضة والتطوير لدولِها، وعليها الاعتمادُ في بناءِ صروحِ التقدمِ وتنويرِ الفكرِ ومحاربةِ الجهلِ والتخلف، الدورٌ الذي يتضاعفُ أثرُهُ وتأثيرُهُ حينَ تتكاتفُ معها الجهاتُ العليا في دولِها فتقدم لها الدعمَ بأشكالِهِ، وتعالـج قضاياها العالقة، وتمهد الطريقَ لمشروعاتِها ومبادراتِها المختلفة.
 
يصادف اليوم العالمي للكتاب كل عام الثالث والعشرين من شهر إبريل، وهو يوم رمزي ؛الهدف منه توجيه انتباه العالم أجمع إلى أهمية الكتاب ودوره في حياة الأفراد وتطور المجتمع و تشجيع القراءة واكتشاف متعتها. 
 
وجامعة الملك سعود هي أولى من يحتضن مثل هذه الفعاليات في المملكة العربية السعودية حيث إنها إحدى القنوات الأساسية التي تصل الكاتب بالقارئ، وهي ظاهرة ثقافية يتواصل من خلالها الأدباء والمفكرون والقراء، كما تتيح الفرصة للتعرف على قيمة نتاج مثقفينا.
 
 إن الاحتفاء بيوم الكتاب العالمي خطوة هامة على طريق نشر القراءة لجميع الأعمار وتشجيع فرص الاستمتاع بها، كما أنها فرصة جيدة لكل من المكتبات ودور النشر والجامعات والمدارس والأفراد للعمل جميعاً لدعم الكتاب الذي لم يفقد بريقه اللامع رغم تعدد وسائل النشر وخاصة التكنولوجية منها مثل الإنترنت ووسائل الإعلام الفضائية.
 
الكتاب هو الكتاب سواء كان على ورق أو على شاشة الحاسوب و لكن الكتاب الورقي قد يكون أكثر حميمية و قرباً من الأنامل الإنسانية في الوقت الذي  تكون التكنولوجيا مكملة له .
 
و يستوجب علي أن أذكر ما عرفه العلم في وقتنا الحالي عن صعوبات التعلم التي تنعكس علي قدرة الطالب و الإنسان عموماً على القراءة  التي أرى أننا يجب أن نكون من الثقافات السباقة التي تربط هذا النداء الضروري و الهام مع يوم القراءة و المكتبات
 
في ظل الإحصائيات العالمية التي تشير بأن أربعين بالمائة من  الناس لديهم مثل هذه الصعوبات بنسب و أشكال متفاوتة لكل شخص . في هذا المضمون و الارتباط العلمي و التعليمي و الثقافي و الإنساني  أؤكد خاصة بعد وصول العلم لإستراتيجيات مختلفة من التعليم لتصحيح هذه الأنواع من الصعوبات التي تكون التكنولوجيا و التقنية حافزاً كبيرا لها و التي تؤهل كل ذي صعوبة أو حاجة خاصة إلى أمل أكبر للنهل و العطاء. و الحمد لله إن وطننا كان و مازال - يحفظه الله لنا - سباقاً إلى استحداث كل التقنيات  التي تؤهلنا للحاق بركب العالم المتقدم و الأوطان التي تملك أعداداً أكبر من العلماء و المبدعين مع التمسك بديننا الحنيف  و قيمنا الثمينة.
 
وفي أول  كلمتي و ختامِها أتقدم بالشكرِ الجزيلِ لمقامِ سيدي خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمان بنِ عبد العزيزِ -يحفظُهُ اللهُ- القارئ الشغوف بصديقه الكتاب و لكريمِ ما يخصُّ بهِ الجامعةَ من دعمٍ ومساندةٍ .
 
و أوجه التحية إلى كل من خط بقلمه كلمة فأحيت فكرة وإلى من نشر كتاباً فأحيا كاتبه وأبرزه.
 
كما أشكر جامعة الملك سعود ممثلة في معالي الدكتور بدران العمر على توجيه الدعوة لحضور هذه المناسبة، و أشكر عمادة شؤون المكتبات  و الأخوات الدكتورة إيناس العيسى وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات و الدكتورة بنية الرشيد عميدة أقسام العلوم الإنسانية و الدكتورة فتحية عقاب وكيلة عمادة شئون المكتبات على تنظيم مثل هذه الفعاليات و الدكتورة الشاعرة فوزية أبو خالد و الأستاذة الدكتورة الأديبة  سعاد المانع على هذا البرنامج الممتع و المشرف متمنية أن يجد الجميع فيه ما يلبي رغباتهم  ويثري عقولهم ...
 
أسألُ اللهَ أنْ يديمَ على بلادِنا أمنَهَا واستقرارَهَا وأنْ يكتبَ  لها النجاحَ والتوفيقَ .