الأمير هاري يبدأ عام الحسم... اليوم

هي: عمرو رضا
 
هنري تشارلز ألبرت ديفيد إسم سيتردد كثيرا في عاصمة الضباب لندن اليوم، فمع احتفاله بعيد ميلاده الثلاثين ستتغير الكثير من الأمور في كواليس العائلة المالكة البريطانية الأعرق في العالم، كما سيتغير هو شخصيا بعدما بات مؤهلا "لإدارة ثروته من والدته الأميرة الراحلة ديانا" لأول مرة، ومطالبا بتحديد مساره في المستقبل، إنه الأمير هاري يطفئ شمعة عيد ميلاده ليفتح الباب أمام عام الحسم.
 
"أشعر للمرة الأولى بأننى كبرت" هكذا اختصر الأمير هاري أحاسيسه وهو في طريقه لتحمل المسؤولية بعد ثلاثة عقود من التدليل على يد والدته ثم الملكة وأخيرا زوجة أخيه كيت المقربة بقوة من قلبه، فالاختيارات الصعبة ستبدأ اليوم وأولها اتخاذ قرار واضح بخصوص ثروته من والدته وبالتحديد كيف سيتصرف فى مقتنياتها الشخصية كالفساتين الغالية والمجوهرات التي ظلت طوال الأعوام الماضية تحظى بالرعاية اللازمة من شقيق ديانا في معرض أقيم خصيصا لحفظها وعرضها، مع تخصيص العائد للإنفاق على مشروعات خيرية تحمل اسم الراحلة.
 
هاري أمام خيارين لا ثالث لهما. الأول أن يتولى مهمة خاله ويصبح حارسا على مقتنيات والدته النادرة ومنظما للمعارض السنوية لأهم أغراضها الشخصية وبخاصة فستان زفافها ومجوهراتها، والثاني أن يوافق على مقترح شقيقه الأكبر ويليام ببيع أغلب هذه المقتنيات فى مزاد عالمي كبير يخصص عائده للإنفاق على المؤسسات الأهلية التي أسستها ديانا وتتركز جهودها فى مجال نزع الألغام ومكافحة الفقر، ولا أحد يعرف قرار هاري حتى الآن.
 
ثاني الاختيارات الصعبة يتلخص في مستقبل الحياة الشخصية للأمير الملقب حاليا بالعاشق الأحمر، ويقال وفقا لتكهنات "محبوبته الأكثر قربا تشيلسي دافي" أن هاري لن يتزوج أبدا لأنه يخطط لحياة "رحالة" يتجول فيها حول العالم بحثا عن المتعة ومن دون أى التزامات عائلية، وهذه النبوءة تبدو صحيحة للغاية حتى الآن وانطبقت على علاقته بكريسيدا بوناس، فالأمير يتنقل بين قلوب العشيقات كما تتنقل الفراشات بين الزهور، ومغامراته داخل النوادي الليلية اللندنية أكثر من أن تحصى، ولكن هل شعوره المفاجئ بأنه كبر سيدفعه للتفكير جديا فى تأسيس أسرة؟
 
ثالث المطبات التى تواجه هاري الآن هي "المهام الملكية" فاللافت أنه لا زال يسير في ركاب شقيقه وزوجته، ولا تكلفه الملكة بمهام منفردة الا فيما ندر مثلما حدث فى فعاليات كأس العالم السابقة، ومن الواضح أن الملكة تخشى فضائح حفيدها، ولكنه في نفس الوقت يشغل المرتبة الرابعة فى ولاية العهد وقد يتراجع للخامسة بعد ولادة كيت لطفلها الثاني، وهو ما يحتم عليه اختيار دوره داخل العائلة المالكة التى تكافح للأستمرار على العرش والحفاظ على الثروة فى مواجهة الرقابة المشددة من الحكومة البريطانية. كما سيتوجب عليه أن يحدد موقفه تجاه أزمة ولاية العهد المقبلة بخصوص من يتولى المنصب الملكي والده الأمير تشارلز أم شقيقه الشاب ويليام؟ وعليه أيضا أن يقرر هل سيبقى على حاله فى الجيش الملكي، أم يتفرغ لإدارة ثروته؟
 
ثلاث مطبات صعبة يجب على الأمير هاري أن يفكر كيف سيعبرها وهو يطفئ شمعة عيد ميلاده الثلاثين... ترى ماذا سيفعل؟ الأيام القادمة وحدها تحمل الاجابة.