ملوك وأمراء على عرش الرياضة

الرياضة مملكة شعوب العالم، وأبرز ما يجمع كل الأعراق، ولهذا ليس عجيبا أن يتنافس أشهر أمراء وملوك العالم على عضوية مجالس إدارات الإتحادات الرياضية الدولية، فبعضها يحظى بمكانة أهم من كل الألقاب السياسية، وكلها تضمن الوصول السريع لقلب وعقل البشر.
 
قصص تولي الأمراء والملوك لرئاسة الاتحادات الرياضية بدات في القارة العجوز أولا، ولكن انتهت بهيمنة عربية واضحة، والمثال الأبرز هو الاتحاد الدولي لرياضة الفروسية الذي خضع لرئاسة الأمير فيليب زوج الملكة اليزابيث الثانية منذ عام 1964 حتى 1986، وسلم المهمة للأميرة آن في الفترة من 1986-1994، لتنتقل الرئاسة الى العائلة المالكة الأسبانية ممثلة في الدوقة انفانتا بيلار، وانتهى الأمر الى تولي الاخت غير الشقيقة للعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وزوجة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين لرئاسته منذ عام 2006 بعد فوزها على منافستها الأميرة الدنماركية بياترس، لتصبح أول سيدة عربية تراس اتحاداً رياضيا عالمياً.
 
الساحرة المستديرة كرة القدم لديها أقوى اتحاد رياضي عالمى، الفيفا، الذي يمتلك ميزانية تحقق أرباحا بالمليارات ونفوذا معنويا على الكرة الأرضية كلها، ورغم أن الرئاسة لم تذهب من قبل لأحد أعضاء العائلات المالكة في العالم، الا أن منصب نائب الرئيس ذهب في يوم 6 يناير 2011 الى الأمير الأردني علي بن الحسين الذى يشغل أيضا منصب رئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم ورئيس اتحاد الأردن لكرة القدم، هو ابن الملك الحسين بن طلال من الملكة علياء.
 
الأمير وليام الثانى في قائمة ولاية العرش البريطاني لا يخفي غرامه بفريق كرة القدم الانكليزي "أستون فيلا"، رغم أنه الرئيس الفخري للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، وتصريحاته الشهيرة وهو يداعب الكرة تؤكد إدراكه لتأثير هذه اللعبة الشعبية على النفوس، فهي قوة للخير حول العالم، بحسب تصريحاته بمناسبة احتفالات الاتحاد الإنكليزي بمرور 150 عاما على تأسيسه.
 
وأضاف: "شيء رائع بالنسبة لي أن أكون رئيسا للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم. يمكن لكرة القدم أن تفعل الكثير من الخير حول العالم وفي هذه البلاد".
 
أفضل هدية قدمتها بريطانيا لملك اليونان المعزول قسطنطين الثاني لم تكن منحه لقب فخري ولا حق إصدار تصاريح سفر باسم ملك الاغريقيين، وإنما ضمان هيمنته على رئاسته الفخرية للاتحاد الدولي للإبحار الشراعي، وعضوية اللجنة الأولمبية الدولية، وهو ما ضمن له مكانة دولية متميزة ومعترف بها من كل دول العالم.
 
ويشاركه في عضوية اللجنة الرفيعة المسؤولة عن تنظيم دورة الألعاب الأولمبية، وتعد المؤسسة الرسمية الأولى عالميا في عالم الرياضة، الأمير نواف بن فيصل بن فهد، الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، والأمير البير الثانى أمير موناكو، والأمير فريدريك ولي عهد الدنمارك، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر الحالي، والامير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الاولمبية الأردنية، وشقيقته الأميرة هيا بنت الحسين.
 
العائلة الأردنية الهاشمية لها نصيب أيضا في عضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولي لرياضة السيارات، بعد اختيار الأمير فيصل بن الحسين، واحدا من اربعة اعضاء تم انتخابهم في المجلس العالمي للسيارات والتنقل والسياحة التابع للاتحاد الدولي لرياضة السيارات خلال اجتماع الجمعية العمومية الذي عقد في باريس مؤخرا وسيبقى في منصبه لولاية كاملة تمتد أربع سنوات.
 
الاتحادات الوطنية في أوروبا والعالم العربي تحظى بالعشرات من الرؤساء الفخريين من الأمراء والأميرات، الذين يمثلون واحدا من أهم مصادر الدخل لهذة الاتحادات الرياضية باشرافهم على حفلات وجملات جمع التبرعات مثلما تفعل الأميرة ماريا من الدنمارك والتي تشرف وحدها على ثلاثة اتحادات رياضية هي الملاكمة والتزلج على الجليد والفروسية، كما تتولى الأميرة عالية رئاسة الاتحاد الوطنى الأردني للفروسية، كما تقلدت الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم، الرئاسة الفخرية لاتحاد الإمارات للكاراتيه والتايكواندو، بالإضافة لكونها رئيسة منتخب الإمارات الوطني للألعاب القتالية للفتيات، إضافة الى رئاسةً لجنة الرياضيين في الاتحاد الدولي للكاراتيه.