كاثرين الصربية أميرة "تحت الاختبار"

علمنا التاريخ أن العروش التي تغيب شمسها لا تشرق مجددا، ولكن الأميرة كاثرين لا تصدق هذه الحكمة، وتجري بكل قوتها عكس حركة التاريخ والجغرافيا لتستعيد عرش العائلة المالكة الصربية الغائب منذ نصف قرن، والمفاجأة أنها على بعد خطوة واحدة من تحقيق المعجزة.
 
السيدة التي لا تتباهى الا بإنسانيتها في بلد لا يحتاج الان الا للمسة حنون لرأب صدع سنوات من الحروب، من خارج العائلة المالكة بل ولم تولد في صربيا أو ما كانت يعرف بيوغوسلافيا، وصارت أميرة بالصدفة، ولكن كانت هذه آخر صدفة في حياتها فكل خطواتها منذ صارت زوجة ولى العهد الصربي دقيقة وصائبة وتقربها خطوات من تاج العرش.
 
ولدت Katherine Clairy Batis في مدينة أثينا باليونان يوم 13 نوفمبر 1943، وتلقت تعليمها الأساسي في المدينة نفسها ثم استكملت دراستها في سويسرا، لتتخصص في ما بعد في عالم إدارة الأعمال فحصلت على عدة ديبلومات متقدمة من جامعة دنفر بكولورادو وجامعة دالاس بتكساس بالولايات المتحدة الأميركية، وهناك بدأت خطواتها الأولى لتصبح سيدة أعمال بعد زواجها من جاك جورج أندروز في 25 نوفمبر 1962، وانتقلت معه لتعيش في استراليا وأفريقيا ولكن الحياة بينهما انتهت كما بدأت في أميركا في 7 نوفمبر 1984.
 
الصدفة الكبرى في حياة كاثرين كانت تعرفها بالمصادفة الى ولى عهد صربيا الأمير ألكسندر الخارج لتوه هو الاخر من تجربة انفصال عن زوجته الأولى الأميرة ماريادا غلوريا، وسرعان ما تم الزواج مدنيا ودينيا يوم 20 سبتمبرعام 1985برعاية ملك اليونان قسطنطين وموافقة العائلة المالكة الصربية، في العاصمة لندن لتصبح كاثرين رسميا زوجة ولى العهد، وقد مارست مهامها بأسرع مما تخيل الجميع ونجحت فيما فشل فيه الجميع أيضا.
 
أسست الأميرة كاثرين فور زواجها مؤسسة خيرية دولية مهمتها الأساسية رعاية أطفال صربيا من ضحايا الحروب الأهلية والنزاعات العرقية، ونجحت بفضل الجهود الكبرى لجمعيتها في التعاون مع المعارضة الصربية للإطاحة بنظام سلوبودان ميلوسيفيتش عام 2000، لتحصل العائلة المالكة للمرة الأولى منذ عزلها على حق العودة للبلاد ثم استرداد كل الممتلكات المصادرة بما فيها القصر الملكي الشهير في ديديني بالعاصمة بلغراد، وبعدها بدأت دعم جهود زوجها ولى العهد الأمير الكسندر في الدعوة لنظام ملكي دستوري يحكم البلاد وهى الخطوة الأخيرة التي لا زالت بحاجة لموافقة البرلمان الصربي على دعوة الشعب للاستفتاء.
 
وان كانت المؤشرات ترجح أن يوافق الشعب على عودة الملكية، بعدما أثبتت الأميرة كاثرين نجاحها في كل المهام الإنسانية التي نفذتها، وقدمت نموذجا للأميرات المثقفات فهي تتحدث اليونانية والفرنسية والإنكليزية وبعض الإسبانية وأخيرا اللغة الصربية.