في اليوم العالمي لصحة القلب: كي تبقى قلوبكم تدق!2

في مقالة البارحة، تحدثنا عن أبرز الأمراض القلبية، واليوم نتابع الموضوع لنتطرق للأسباب وراء أمراض القلب وسبل الوقاية منها، يقدمها لنا الدكتور جورجي توماس، أخصائي أمراض القلب في مستشفى برجيل في أبوظبي.
 
أسباب أمراض القلب:
السبب الرئيسي لأمراض القلب هو تصلَب الشرايين الذي يحدث بسبب تراكم الدهون والكالسيوم داخلها، ما يؤدي إلى انسدادها تدريجياً. ويُعدّ اتباع عادات وأنماط الحياة غير الصحية مثل تناول كميات كبيرة من الدهون والسمنة والتدخين من العوامل التي تساهم في انسداد الشرايين، كما أن التوتر لفترات طويلة يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وبالتالي التعرض لأمراض القلب.
 
عوامل الخطر المؤدية لأمراض القلب:
تاريخٌ عائلي: وفقاً لمعهد القياسات الصحية والتقييم، يوجد في دولة الإمارات أكثر من 66 في المئة من الرجال و60 في المئة من النساء ممن يعانون من السُمنة المفرطة أو زيادة الوزن. وهذه الأرقام تعتبر عاليةً سواء كان لمواطني دولة الإمارات أو غيرهم من مواطني دول الخليج العربية. وتشمل نتائج الدراسة التي أُجريت في دولة الإمارات، بعض البيانات التي شملت المغتربين. كما ذكرت الدراسة بأن النسب المئوية الحقيقية قد تكون أعلى من هذه الأرقام، وتعزو الدراسة سبب ذلك إلى حياة الرفاهية التي يعيشها سكان هذه المنطقة.
 
العادات غير الصحية: وجدت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن هناك ستة بلدان في المنطقة وهي: الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر والكويت وعُمان والمملكة العربية السعودية - هي من بين أكثر عشر دول في العالم يُسجَل فيها انتشار مرض السكري معدلات مرتفعة. وبالنسبة لمرضى السكري فإن خطر الإصابة بالنوبات القلبية يساوي ثلاث مرات أكثر من الذين يعانون من أمراض أخرى، في حين أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية يتراوح بين مرتين إلى أربع مرات أكثر. وأظهرت الدراسة أيضاً أن سبب وفاة ما يقرب من 50 في المئة من مرضى السكري هو نتيجة لإصابتهم بأمراض القلب.
 
التدخين: وفقاً لدراسة أجرتها هيئة الصحة في دبي في عام 2011، يشكَل المدخنين في دبي ما نسبته 17.2 ٪ من إجمالي السكان مع تعرَض ما يقرب من ثلث سكان دبي لمخاطر التدخين السلبي. علاوةً على ذلك، كشفت دراسةٌ أجرتها وزارة الصحة في عام 2013 أن 28 في المئة من المدخنين هم دون سن الـ 18.
 
التدابير الوقائية للحدَ من أمراض القلب
الطعام الصحي: نتلقى العديد من النصائح والإرشادات حول طرق وأساليب تناول الطعام الصحي، ومع ذلك فإننا لا نقوم بتطبيقها بما فيه الكفاية. فنحن نعيش في عصر حيث الأغذية المصنَعة متاحةً بكل سهولة وتناول الطعام في المنزل أصبح نوعاً من الترف بالنسبة للكثيرين منا، لذلك من الضروري الحرص والتأكد من اختيار الغذاء الصحي المناسب وتجنَب الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المُشبعة وغير المُشبعة، والكوليسترول، والصوديوم والسكريات المصنَعة. وفي نفس الوقت الحرص على اتباع نظام غذائي يحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك والبذور مع الحدّ من تناول اللحوم، والحرص على تناول الوجبات النباتية مرة واحدة على الأقل في اليوم.
 
التمارين الرياضية: إحرصي على ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي السريع لمدة ساعة واحدة يومياً ثم التحول تدريجياً إلى زيادة النشاط البدني كالركض. يمكنك أيضاً إستشارة مدربي اللياقة البدنية حول بعض التمارين المفيدة للعضلات.
 
تغلّبي على العادات السيئة: إذا كنت مدخنةً، فهذا هو الوقت المناسب للإقلاع عن التدخين. وإذا كنت تواجهين صعوبة في ذلك فعليك طلب المساعدة اللازمة من المتخصصين في هذا المجال، أو استخدام لصقات النيكوتين أو محاولة الإقلاع عن التدخين تدريجياً. أما إذا كنت من غير المدخنين فيجب عليك الحدّ من الجلوس مع المدخنين (التدخين السلبي) لأن له عواقب صحية خطيرة.
 
التحكم في التعب والإجهاد: الإجهاد المزمن يزيد من نبضات القلب ويؤدي في نهاية المطاف إلى التعرض لمرض ارتفاع ضغط الدم، وهذا الأمر يشكَل خطراً كبيراً على جدران الشرايين. للتقليل من ذلك، يمكنك ممارسة تمارين التنفس العميق يومياً والإنضمام إلى برنامج طوعي مع تخصيص وقت من كل أسبوع لممارسة النشاط الرياضي الذي يروق لك.
 
حافظوا على صحة قلوبكم كي تبقى تدق بعافية!