الإنتحار: ما الذي يدفع لقرار إنهاء الحياة؟

أن يصل المرء للحظة التخلي الكبرى ويقوم بإنهاء حياته بشكل بسيط هي من أصعب المواقف التي يمكن أن يعيشها أو يختبرها أحدهم في يوم ما. لكن الإنتحار موجودٌ وبكثرة في المجتمعات اليوم، وهو منذ القدم كان نتيجةً لحدث جلل أو اكتئاب ويأس شديدين وهو المعترف به طبياً واجتماعياً.
 
وهذا ما أكدته أيضاً أخصائية الطب النفسي في مؤسسة حمد الطبية في قطر الدكتورة سهيلة غلوم، معتبرةً أن معظم حالات الإنتحار ليست فعلاً متعمداً بل تنتج عن تراكم في الأمراض النفسية ومنها الإكتئاب الحاد والقلق، اللذين يضعفان توازن العقل لدى الشخص الذي يقدم على الإنتحار.
 
هذا التصريح أعلنته د. غلوم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإنتحار الذي يوافق العاشر من شهر سبتمبر، مؤكدةً على أهمية التحدث عن الإنتحار مع الأشخاص المعرَضين له، لإشعارهم بالراحة وبأنهم ليسوا وحدهم ولا يتم الإستخفاف بالحالة التي وصلوا إليها. عندها سيسارعون لطلب المساعدة للتخلص من هذا التفكير السلبي ومحاولة إيجاد الحل والدعم النفسي لتجاوز هذه المرحلة من حياتهم، ما قد يؤدي إلى منع حدوث الإنتحار أو الحد منه بشكل كبير.
 
المرض النفسي كأي مرض آخر
بحسب موقع مكتوب العربي، شدَدت د. غلوم على أن الأمراض النفسية كالإكتئاب والقلق، لا تختلف كثيرًا عن الأمراض الأخرى من ناحية الأسباب وراءها وسبل علاجها، وبالتالي لا بدَ من طلب المساعدة والمشورة من أصحاب الإختصاص من الأطباء وأخصائيي علم النفس والمرشدين خصوصاً عندما تبدأ هذه الحالة النفسية بالتأثير الكبير على حياة الأفراد وأنشطتهم وأعمالهم، ما يدفعهم للعزلة والإنزواء عن الآخرين. وتلعب مجموعات الدعم دوراً فعَالاً في هذه الناحية عبر إشعار المكتئبين أنهم ليسوا وحدهم.
 
وفي دراسة بحثية أجرتها مؤسسة حمد الطبية حول هذا الموضوع، تبيَن أن معدل الإنتحار وإيذاء النفس ينتشر بشكل أكبر بين المراهقين والشباب في دولة قطر لا سيما بين 16 عاماً وأوائل العشرينيات، مع أن نسبة الإنتحار في دولة قطر قليلة مقارنةً بغيرها من الدول الأخرى. وما زالت هذه البيانات قيد التحليل.
 
ما الذي يؤدي للإنتحار؟
تقول د. غلوم أن الذين يُلحقون الأذى بأنفسهم هم عادةً يعانون من ضغوطات نفسية وتوتر زائد كضغوطات الدراسة والضغوطات الإجتماعية من علاقات وغيرها، وعلى الرغم من عدم وجود نية فعلية للإنتحار إلا أن معظمهم يقومون بإحداث جروح في أجسامهم وهو ما يعطيهم إحساساً بالراحة. وتفسَر د. غلوم هذه الحالة بأنهم يحوَلون حالة التوتر من نفسية إلى جسدية يسهل التعامل معها، كما أنها طريقةٌ للفت انتباه الآخرين إلى معاناتهم.