هل يمكن لألعاب الكمبيوتر أن تساعد على تقليل الذكريات السيئة؟

قام عدد من الباحثون في جامعة أكسفورد بإجراء تجربة أظهرت أن لعبة "تيترس" (Tetris) وهي واحدة من ألعاب الفيديو يمكنها أن تستخدم كطريقة للتقليل من قوة تأثير الذكريات السيئة أو تلك الناتجة عن خبرات قاسية.
 
ولقد شملت هذه التجربة عرض مقطع فيديو يتضمن عرض لمجموعة من الصور المزعجة والمثيرة للألم عن أخطار تناول الكحول أثناء القيادة، ولقد تبين من خلال التجربة أن الأفراد المشاركين في التجربة والذين قاموا بلعب لعبة "تيترس" بعد مشاهدتهم لمقطع الفيديو يعانون من نسبة أقل من الأفكار والمشاعر السلبية المرتبطة بمشاهدتهم لمقطع الفيديو مقارنة بالأفراد الذين لم يقوموا بلعب لعبة "تيترس" في التجربة .
 
وذلك بعد مرور أسبوع كامل على مشاهدتهم لمقطع الفيديو، ومن خلال عدة تجارب تكميلية لهذه التجربة اكتشف الباحثون لعبة "تيترس" لم تساعد فقط على تشتيت من قاموا بلعبها عن الذكريات السيئة وإنما أقوم بعملية التشتيت هذه بطريقة تعطل عملية تكوين المعلومات الخاصة بالذكريات الغير مرغوب فيها أو الذكريات الاقتحامية (intrusive memories).
 
والسبب وراء ذلك هو أن لديه مصادر محدودة يقوم من خلالها بمعالجة المعلومات التي يقوم بتلقيها، ولعبة "تيترس" (وألعاب الكمبيوتر المشابهة لها) تقوم بالحد من قدرة المخ على التركيز على معلومات بصرية أخرى مثل الصور التي يقوم المخ باسترجاعها من التجارب القاسية أو المؤلمة التي يمر بها الإنسان، ومع ذلك لم تؤثر اللعبة على عمليات عقلية أخرى كعملية استرجاع المعلومات اللفظية الأخرى ولذلك ستجد أن التجربة أظهرت أن من قاموا بلعب لعبة "تيترس" قد تذكروا عدة تفاصيل من مقطع الفيديو القاسي الذي شاهدوه إلا أن عملية استرجاعهم للصور القاسية التي عرضت في مقطع الفيديو (flashbacks) كانت أقل قليلا من أقرانهم المشاركين في التجربة والذين لم يقوموا بلعب "تيترس".