فقدان 30 دقيقة من النوم يومياً يسبّب زيادة الوزن

كشفت دراسة علمية جديدة أن خسارة 30 دقيقة من النوم يومياً وعلى المدى البعيد تتسبب في زيادة الوزن وتؤثر على عملية تنظيم سكر الدم وتسبب خلل في التمثيل الغذائي في الجسم.
 
الباحث الرئيسي في هذه الدراسة هو البروفيسور شهراد طاهري (Shahrad Taheri) وهو أستاذ دكتور في كلية طب "وايل كورنيل" (Weill Cornell Medical College) في مدينة الدوحة في قطر قال إن الدراسات السابقة أثبتت أن حرمان الجسم من فترة النوم التي يحتاجها ترتبط ارتباطا وثيقا بالسمنة ومرض السكري ولكنهم اكتشفوا من خلال هذه الدراسة أن فقدان 30 دقيقة من النوم يوميا يسبب زيادة الوزن ومتلازمة مقاومة الأنسولين "insulin resistance" (مقاومة الأنسولين هي عبارة عن حالة مرضية ترتبط ارتباط وثيقا بالسمنة وفيها يؤدي تركيز معين من هرمون الأنسولين إلى استجابة بيولوجية أقل من الحد الطبيعي بمعني أن هرمون الأنسولين الذي يفرز داخل الجسم يصبح عديم التأثير تقريبا ولا يستطيع تنظيم سكر الدم).
 
شارك في الدراسة التي أجراها البروفيسور شهراد طاهري وزملاؤه 522 مريضاً تم تشخيصهم حديثا بمرض السكري من النوع الثاني (type 2 diabetes mellitus)، هؤلاء المرضى تم تقسيمهم إلى 3 مجموعات مجموعة "قياس" (Control)، مجموعة يمارس أفرادها النشاط البدني ومجموعة يمارس أفرادها النشاط البدني ويتناولون مجموعة محددة من الأطعمة طبقا لنظام غذائي محدد.
 
بعد ذلك تم حساب عدد ساعات النوم اليومية لمرضى السكر في المشاركون في هذه الدراسة في المجموعات الثلاثة وتم قياس أوزانهم، وكذلك قياس نسبة سكر الدم في حالة الصيام (fasting blood) وقياس درجة حساسيتهم للأنسولين (insulin sensitivity)، بعد ذلك تبين أن المشاركين في التجربة ممن لم يحصلوا على نسبة النوم الطبيعية يوميا يزداد خطر معاناتهم من السمنة في المستقبل بنسبة تصل إلى 72% مقارنة بالأفراد المشاركين في الدراسة ممن حصلوا على عدد ساعات النوم اليومية التي يحتاجونها، وقد تبين أيضا أنه مع الاستمرار في الحرمان من نسبة من عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم لمدة 6 شهور فإن المريض يزداد وزنه وقد يعاني من متلازمة مقاومة الأنسولين، وإذا امتدت الفترة التي يحرم فيها الجسم من نسبة من ساعات النوم اليومية التي يحتاجها لتصل إلى 12 شهر فإن كل 30 دقيقة يفقدها الجسم يوميا من النوم تزيد من فرصة الإصابة بالسمنة المرضية ومقاومة الأنسولين بنسبة تتراوح ما بين 17-39%.
 
لذلك يوصي الباحثون في هذه الدراسة بحصول الفرد على عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم يوميا مع مراعاة إضافة عدد من العوامل الأخرى في حالة مرضى السكري من النوع الثاني مثل تنظيم وجبات الطعام وممارسة النشاط الرياضي وهي العوامل التي- وبالإضافة إلى تنظيم النوم- ستساعد على تنظيم التمثيل الغذائي للجسم ومنع تدهور حالتهم المرضية.