ما هي علاقة الغذاء بالخلل الجنسي والشذوذ؟

كارثة جديدة تظهر في مجتمعنا تضاهي السمنة في الخطورة وأصبحت موضوعاً يؤرق الوالدين وبدأ الأطباء وذوو الاختصاص التركيز على هذه المشكلة  منذ أن بدأت تأتيهم حالات من المرضى بسن صغير وهي حالات تعاني اضطرابات كبيرة في مستوى الهرمونات التي ترصد معالم الرجولة والأنوثة عند الإنسان وفق الجنس ما حولها لكارثة جديدة بسبب تصنيع الغذاء.
 
عن هذا الموضوع كان لنا لقاء مع أخصائية التغذية الدكتورة رويدا إدريس حيث قالت:
 
لاحظ الأطباء المختصون وجود أطفال صغار ذكور لا يتجاوز سنهم الأربع سنوات مصابون بالسمنة وخصوصا في منطقة البطن والصدر وحجم منطقة الحوض والأرداف والتكوين الجسماني الذكري، وهذه  السمنة من نوع خطير تؤدي إلى خلل هرموني فظيع قد يصل إلى شذوذ جنسي تام للأطفال في المستقبل، كما ستسبب له في المستقبل عجزا جنسيا ذا أبعاد خطيرة وضمور الجهاز التناسلي لديه.
 
ويفسر الأطباء والمختصون أن تلك الظواهر تعود في الدرجة الأولى إلى المواد المصنعة والأغذية المعدلة وراثيا من خلال حقنها بالهرمونات، وأصبحت هذه الأغذية من ضروريات الغذاء والحلويات عند الأطفال مثل (البسكويت ـ الحلويات المعلبة - الحليب المصنَع - مشتقات الحليب والخضروات والفواكه) وكل أنواع معلبات الأكلالمخصصة للأطفال بكل أنواعها. لذلك تلك المواد المعالجة بالهرمون تعد سبباً مباشراً في السمنة عند الأطفال.
 
نفس الإشكالية تعرفها الإناث ولكن من جهة أخرى فتناول مثل تلك المأكولات المصنَعة تسبَب خللاً كبيراً في معدلات الهرمونات النسائية عند البلوغ . فتتعرض الفتاة إلى ظهور شعر كثيف في مختلف المناطق من الجسم كالصدر أو الوجه أو باقي الجسم ، كما تتسبَب بتكيس المبيض، بسبب السمنة الداخلية التي تسببها تلك المواد المصنعة في المأكولات للجهاز التناسلي للفتاة.وبالتالي يعرض الأنثى إلى الكثير من المشاكل مستقبلاً في بيولوجية الرحم والإنجاب وحدوث الدورة الشهرية.
 
كما أن تلك المواد المصنعة هي مواد فقيرة جداً بالمواد الغذائية الكافية التي يحتاجها الإنسان من معادن وحديد وغيرها من المواد والنقص في التغذية ونقصها يسبب ظهور كل أنواع القلق والتوتر، والقلق بدوره يسبب خللاً واضحاً في توازن الهرمونات في الجسم، ونتيجةً لزيادة الهرمونات الأنثوية في الأولاد والذكرية في النساء نتج الخلل الظاهر في الميول الجنسية ونتج عنه فقدان الهوية الجنسية.
 
وتأتي خطورة تناول الأغذية من الحيوانات التي تُعطى هرمونات نمو مما يؤدي إلى حدوث خلل في التوازن الجنسي في المجتمع لأنها تؤدي إلى الضعف الجنسي للذكور وزيادة الرغبة الجنسية عند الإناث مع حدوث بلوغ مبكر وزيادة حجم الثدي عند البنات الصغيرات وتأخر علامات البلوغ عند الأولاد الصغار، كما تؤدي إلى حدوث سرطانات المهبل عند النساء والبروستاتا عند الرجال وأيضا تؤدي إلى حدوث مرض السكر وارتفاع الضغط والصداع النصفي.