رعاية ضحايا العنف الأسري تحتاج إلى تقييم

تشير الدراسات التي تم إجراؤها في مختلف أنحاء العالم أن واحدةً من كل سبعة نساء قد تعرضت للعنف الأسري وأنه سيتم إيذاء من 20 إلى 40% من النساء مرة واحدة على الأقل خلال حياتهن. ويُعتبر العنف الأسري ظاهرةً منتشرة أيضًا في المجتمعات العربية، وعلى الرغم من أن انتشاره يعتمد على الشرائح السكانية قيد الدراسة (سواء في المنازل أو مراكز الرعاية الأولية)، فإن الأرقام تماثل تلك المسجلة في مختلف أنحاء العالم. ويحمل العنف الأسري تأثيرًا ضارًا على المجتمع والأسرة والأفراد أنفسهم، فضلاً عن العبء الاقتصادي الناجم عن الإصابة بالأمراض. ويتعين على أطباء الرعاية الأولية إستيعاب حجم المشكلة في العالم العربي من أجل تزويد الناجين من العنف الأسري بخدمة متفهمة للجوانب الثقافية.
 
ووفقًا لدراسات إقليمية مختلفة، يصادف جميع أطباء الرعاية الأولية ضحايا العنف في عياداتهم. على سبيل المثال، تبيّن أن نحو 35% من النساء - اللواتي يسعين للعلاج في مراكز الرعاية الأولية في لبنان - قد تعرضن للعنف. وفي الأردن، كشف مسح السكان والصحة الأسرية لعام 2008 أن واحدةً من كل 3 نساء متزوجات - تتراوح أعمارهن من 15 إلى 49 عامًا - قد أبلغت عن تعرضها للعنف البدني، في حين أفادت 21% من النساء اللواتي شملهن الإستطلاع في مسح صحة الأسرة في العراق أنهنَ قد تعرضن للعنف البدني.
 
في هذا الإطار، قالت الدكتورة جنان الأسطة، رئيسة الجمعية اللبنانية لطب العائلة في العاصمة اللبنانية بيروت: "أرى أن نظام الرعاية الصحية يلعب دورًا كبيرًا في القضاء على العنف الأسري. ومن المهم جدًا أن تتم المجاهرة بالعنف الأسري، مع تسليط الضوء عليه باعتباره عامل خطر رئيسي لاعتلال الصحة، إلى جانب معالجته بشكلٍ مناسب. ومن الضروري تصنيفه بالشكلٍ الواجب على أنه غير مقبول وغير مبرر".
 
كثيرًا ما تتوجه النساء - اللواتي يقعن ضحايا للعنف المنزلي - إلى أخصائي رعاية صحية بمجموعة كبيرة من الشكاوى، من بينها أنماط النوم المضطربة والصداع والقلق والإكتئاب وهو أكثرها شيوعًا. وعلى الرغم من ارتباطه القوي باعتلال الصحة النفسية، فإنه كثيرًا ما يتم تجاهل العنف الأسري في المرافق الصحية.
 
وأوضحت الدكتورة جنان الأسطة: "تتبقى شواغل رئيسية للعنف الأسري، وهي كيفية الحفاظ على وحدة الأسرة مع محاولة إنهاء أو وقف العنف، وكيفية خفض أو تخفيف تأثير العنف على الأطفال، وكيفية البقاء في صحة جيدة، وتجنب الإكتئاب".
 
ومن المقرر أن تناقش الدكتورة جنان الأسطة الأبحاث التي تتناول العنف الأسري في العالم العربي في مؤتمر الصحة العامة في إطار مؤتمر الصحة العربي، والذي سينعقد في الفترة من 26 إلى 29 يناير 2015 في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.