"كبسولات" لضبط الساعة البيولوجية لأصحاب المناوبات الليلية

ماذا لو وجدت حبوباً تساعدك على ضبط الساعة البيولوجية الداخلية للجسم والتي تتأثر بفعل السهر في المناوبات الليلية، أو السفر لمسافات طويلة، وتحدث خللا قد يسبب في كثير من الأحيان الإصابة بعدد من الأمراض مثل مرض السرطان، طبقا لفريق من الباحثين الأستراليين يمكن تحقيق ذلك عن طريق كبسولات تحتوي على هرمون جلوكوكورتيكويد glucocorticoid (وهو هرمون تفرزه الغدة الكظرية ويعرف بالهرمون القشراني السكري) وهو ينتمي لمجموعة الهرمونات المضادة للالتهابات والتي تساهم في علاج الكثير من الأمراض. 
 
تقول دايان بي بويفين مدير مركز دراسة وعلاج الآثار المترتبة على خلل الساعة البيولوجية centre for study and treatment of circadian rhythms في مستشفى Douglas Mental Health الجامعي: "هذا الاكتشاف العملي الجديد يساهم في تطوير عدد من الطرق العلاجية التي تساهم في ضبط الساعة البيولوجية في الجسم في حالة فترات النوم غير المنتظمة".
 
وقام الباحثون بدراسة الجين المسئول عن ضبط الساعة البيولوجية في الجسم في خلايا الدم البيضاء ليشاهدوا تأثير إضافة هرمون الـ glucocorticoid عليه.
 
عدد المتطوعين في هذه الدراسة كان 16 شخصا لا يعاني أي منهم من متاعب صحية وتم وضعهم في غرف منعزلة أثناء الدراسة، وقد اثبتت الدراسة للمرة الأولى أن الساعات البيولوجية الطرفية الموجودة في خلايا الدم البيضاء تستجيب لجرعات الـ glucocorticoid المقدمة في صورة "كبسولات".
 
يقول أحد الباحثين في الدراسة وهو دكتور مارك كويستا: " خلايا الدم البيضاء التي قمنا بدراستها تلعب دورا مناعيا هاما في الدفاع عن الجسم ضد العديد من الأمراض، ووجدنا في هذه الدراسة أنه عند ضبط الساعات البيولوجية الطرفية قد نتمكن كذلك من التحكم في رد الفعل المناعي لدى العاملين في المناوبات الليلية".
 
التغيرات الفيسيولوجية التي يتعرض لها الجسم على مدار اليوم تقوم الساعة البيولوجية الرئيسية وعدد من الساعات البيولوجية الطرفية الموجودة في الجسم بضبطها والحفاظ على حالة من التوازن داخل الجسم.
 
البشر كائنات "نهارية" بطبعها لذلك السهر لفترات طويلة في الليل أو الاستيقاظ طوال الليل يؤثر بشكل كبير على الساعات البيولوجية داخل الجسم مما يؤدي-على المدى البعيد-إلى الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية قد تصل إلى الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب وأو بأنواع من السرطان. 
 
هذه الدراسة تبين أن تعرض العاملين في المناوبات الليلية لضوء شبه ساطع يساهم كذلك في ضبط الساعة البيولوجية للجسم لتتناسب مع طبيعة عملهم التي تستلزم السهر.