هشاشة العظام.. ألمٌ نسائي قاس

ليس المقصود من هذا العنوان، أنه مرضٌ يقتصر على النساء، فهو مرضٌ عام يصيب الجميع رجالاً ونساء وحتى الأطفال أو الشباب. إلا أنه من المعروف أيضاً، أن معاناة النساء مع هذا المرض أكثر بكثير من غيرهن، خاصة في مرحلة معينة من العمر، وهي مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، فكيف يمكن أن نقلل من احتمالات الإصابة بهذا المرض، وما هي أسبابه؟
 
ما هو مرض هشاشة العظام؟
بدايةً يجب أن نعرف أن هشاشة العظام مرضٌ يصيب الإنسان ويؤدي إلى نقص في كثافة العظم، وبحسب درجة هذا النقص، تكون شدة المرض. فهو يؤدي إلى سهولة تعرض العظام للكسر، أو إلى تفتتها في مراحل متأخرة، وهو ألم قاسٍ جداً، قد يؤدي إلى إقعاد المريض عن الحركة في بعض الأحيان.
 
أسباب هشاشة العظام
السبب الرئيسي وراء هذا المرض، هو نقص عنصريّ الكالسيوم وفيتامين "د"، وهذا النقص لا يحدث بين يوم وليلة، بل أنه أمرٌ تدريجي يبدأ الخلل فيه من أساسيات بنية الفرد، بمعنى أن عدم حصول الطفل على ما يكفيه من هذين العنصرين في الصغر، يجعله عرضةً بدرجة كبيرة جداً للإصابة بالمرض في كبره. أيضاً هناك أسبابٌ أخرى للمرض مثل استخدام مادة الستيرويد العلاجية Steroid لفترات طويلة، كذلك الأسباب الوراثية والتاريخ المرضي العائلي للشخص، وبالتأكيد نقص بعض الهرمونات في الجسم مثل هرمون الأستروجين Oestrogen مع انقطاع الطمث، إلى جانب الإصابة ببعض الأمراض الأخرى التي يكون من أعراضها الجانبية التأثير على العظام، مثل الغدة الدرقية والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي، ومرض الإضطرابات الهضمية والكبد المزمن أو أمراض الكلى، أو نقص الوزن المرضي.
 
كيفية الحماية من هشاشة العظام
تعتمد الوقاية من هشاشة العظام – كما سبق القول – على التأسيس السليم، وحصول الجسم على احتياجاته من الكالسيوم وفيتامين "د" بشكل منتظم وبالكميات القياسية المطلوبة، حيث يحتاج الطفل من عمر سنة واحدة إلى ثلاث سنوات إلى 500 ملغم يومياً، بينما يحتاج ما بين أربع وثمان سنوات إلى 700 ملغم يومياً، ومن 9 إلى 11 عام يحتاج إلى 1000 ملغم، وما بين 12 و18 عاماً يحتاج إلى 1300 ملغم. ولا ينبغي أن يقل المعيار عن 1000 ملغم للبالغين بأي حال من الأحوال، أما النساء في مرحلة انقطاع الطمث، والرجال ما فوق السبعين، فيجب أن يتناولوا ما يعادل 1300 ملغم يومياً. 
 
هذا بالنسبة للكالسيوم، أما فيتامين "د" فإن أفضل الطرق للحصول عليه هو أشعة الشمس في فترة الصباح الباكر وما قبل المغرب، وإن لم يتوفر يمكن الحصول عليه من بعض المكمَلات الغذائية الدوائية أو بعض أنواع المأكولات، وإن كانت نسبته ضعيفة بها.
 
كذلك يجب على البالغين المحافظة على إجراء اختبار كثافة العظام بشكل منتظم، خاصةً لمن يملك تاريخاً عائلياً له علاقة بهذا المرض، وأيضاً إجراء الإختبار بعد التعرض لأية أزمة صحية.
 
وغنيٌ عن القول، الآثار السلبية للعادات الصحية الخاطئة على العظام، مثل التدخين وتناول الكافيين أو الكحول، وهو ما يجب أن يبتعد عنه الإنسان بشكل طبيعي.