رقم عالمي لمركز الملك فهد لجراحة القلب

كشف البروفيسور محمد بن علي فودة، مدير مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب بجامعة الملك سعود ورئيس فريق جراحة القلب بالمركز، أن المركز أجرى مؤخراً جراحة لعلاج انسداد في شرايين القلب لمقيم سوري الجنسية، وهي من الحالات النادرة نظراً لأن عضلة القلب تأثرت بشكل قوي للغاية بسبب جلطة سابقة؛ ما أدى لضعف شديد في عملها.
 
وقال فودة إن نسبة ضخ الدم بالقلب أقل من 20% من النسبة الطبيعية، وهي من الحالات التي يتم غالباً رفض إجراء عمليات قلب مفتوح لها لسبب الخطورة العالية جداً لطريقة ونتائج عمليات القلب المفتوح الروتينية في مثل هذه الحالات؛ إذ قد تصل إلى أكثر من 30% نسبة الوفاة داخل العمليات أو بعدها مباشرة.
 
وتابع: "أثبتت الكثير من الدراسات التي أجراها مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب بجامعة الملك سعود وغيره من المراكز العالمية التي تميزت بإجراء مثل هذه النوعية من الجراحة تفوق جراحة القلب النابض بشكل ملحوظ في نسبة نجاح مثل هذه الحالات الصعبة. وقد اشتكى المريض من ألم في الصدر، إضافة إلى ضيق في التنفس بشكل أقعده عن القيام بأبسط الواجبات اليومية؛ ما دفع الفريق الجراحي لإقرار عملية ترقيع للشرايين، وذلك باستخدام تقنية القلب النابض التي لا يتم فيها استخدام جهاز القلب الصناعي في معظم الحالات الأخرى، بل يتم عمل التوصيلات الجديدة أثناء النبض الطبيعي للقلب، ودون إيقافه".
 
وأضاف: "بفضل من الله وتوفيقه، لم يحتج قلب المريض - بالرغم من ضعف العضلة الشديد - إلى أي مقوٍّ للعضلة أثناء وبعد العملية، وتم التخلص من التنفس الصناعي بعد ساعتين فقط من وصول المريض للعناية المركزة، كما أن المريض نُقل إلى الجناح العادي في اليوم التالي مباشرة بعد العملية، وأُخرج من المستشفى بصحة ممتازة في اليوم الرابع".
 
وفي سياق حديثه، أوضح البروفيسور محمد فودة أن تقنية جراحة القلب النابض بدأت في المركز قبل نحو 20 سنة، وتحديداً في عام 1996م، بوصفه أحد أوائل المراكز العالمية في ذلك المجال، وتم خلالها عمل الآلاف من هذه الحالات في المركز باستخدام هذه التقنية؛ ما أهّل المركز منذ أكثر من 15 سنة لأن يكون أحد المراجع العالمية في هذا المجال. كما شدد سعادته على أن تقنية القلب النابض ليست بديلة عن التقنية الروتينية باستخدام جهاز القلب الصناعي، التي يتم فيها إيقاف القلب تماماً لمدة معينة، لكنها إحدى التقنيات البديلة المهمة جداً في مثل هذه الحالات النادرة التي لا يمكن استخدام جهاز القلب الصناعي فيها لخطورته العالية.