ألم الصدر اللا قلبي

يربط الناس دوماً أوجاع الصدر بالذبحة الصدرية أو السكتة القلبية، في حين أن ما يقارب 10-15 في المائة من المرضى الذين يتوجهون لطلب المساعدة الطبية عند الشعور بهذه الأعراض، يتبين أن مصدر الألم ليس من القلب.

 

وهو ما يُعرف بألم الصدر اللا قلبي، ولديه مميزات الذبحة الصدرية ويشكَل عامل إنذار للمريض والطبيب.وعندما يخضع المريض لعملية قسطرة في القلب، يتبَين أن شرايين القلب سليمةٌ.

 

يكون مركز الألم خلف عظم القفص الصدري (عظمة الصدر) ويمكن للألم أن يطال الذراعين، والظهر، والرقبة أو الفكين. يستمر الألم من دقائق معدودة الى ساعات، وحتى لأيام. ولدى نحو النصف من الذين يعانون من أعراض الذبحة، تظهر أعراضٌ نموذجية مميزة لالم مصدره المريء، مثل الحرقة، وارتفاع تركيز الحموضة أو اضطرابات البلع. 

 

أما الآليات المسؤولة عن ألام الصدر فغير واضحة. إذ أن هناك عدة أمراض في المريء يمكن أن تسبَب ظهور ألام في الصدر، ومنها مرض الجزر المعدي المريئي. واتضح أن هؤلاء المرضى يعانون من حساسية مفرطة للحموضة الصاعدة من المعدة. كما أن بعضاً من المرضى يصابون باضطرابات حركية في المريء. 

 

الظاهرة الأكثر إنتشاراً والمرتبطة بألام الصدر هي ظاهرة ما يُعرف بمريء كسَارة الجوز، والتي ينقبض فيها المريء بقوة شديدة. وثمة ظواهر أخرى مثل تشنجات المريء، وتعذر الإرتخاء المريئي ومشاكل أخرى غير محددة في عمل المريء. 

 

ومؤخراً، تمَ اكتشاف مسببَات إضافية أخرى، من بينها: القلق النفسي، والتقلصات المتواصلة في عضلة المريء والحساسية الزائدة في أعصاب المريء لمنبَهات مختلفة. وكذلك يرتبط ألم االصدر بتناول المشروبات الحارة أو الباردة جداً مما يؤثر على عمل المريء.

 

بعد التأكد من عدم وجود مرض في القلب، يُصار إلى إجراء فحص تنظير للمعدة، أو التصوير. وفي حال الإشتباه بوجود اضطراب حركي في عمل المريء، يتم قياس الضغط (manometry) في المريء. وهنالك إختبارات تحد (challenge tests) تقوم بتنبيه المريء وبذلك يمكن الحصول على شكاوى المريض النموذجية. 

 

في اختبار برنشتاين، يؤدي حقن إيدروفونيوم إلى استثارة تقلصات شديدة في المريء وإلى ظهور ألام نموذجية مميزة.

 

وفي السنوات الاخيرة، يُتبَع استخدام الإختبار العلاجي بواسطة مثبَطات البروتونات مثل بانتوبرازول  وأوميبرازول وبانتوبرازول، التي تمنع إفراز الأحماض من المعدة. هذا العلاج، الذي يستغرق مدة أسبوع أو اثنين وبجرعة كبيرة، يهدف إلى معالجة الألم وتأكيد التشخيص.