النظام الغذائي الصحيح للوقاية من السرطان

هي: جمانة الصباغ
 
هل يمكن أن يكون الغذاء علاجاً لمرضى السرطان؟ أم أن النظام الغذائي المتوازن هو سبيلٌ فقط للوقاية من السرطان وليس الشفاء منه؟
 
حاولنا إيجاد الإجابة عند أصحاب الإختصاص، فوجدنا كتاباً بعنوان "النظام الغذائي الصحيح للوقاية من السرطان" للبروفسور ديفيد خياط، رئيس قسم السرطان في مستشفى بيتييه سالبيتريير، وبروفسور في جامعة بيار وماري كوري في باريس. 
 
في كتابه، يستعرض البروفسور اللبناني الأصل وحامل الجنسية الفرنسية، والذي عيَنه الرئيس الفرنسي جاك شيراك مسؤولاً عن الحملة الوطنية للسرطان من العام 2002 حتى العام 2007، يستعرض لخلاصة مفادها أن الإنسان متى ما غيَر من سلوكه الغذائي واتجه نحو كثرة استهلاك الدهون واللحوم والمشروبات الغازية والحلويات على أنواعها، إزدادت لديه إحتمالات الإصابة بالسرطان.
 
مثالٌ على ذلك اليابانيات اللواتي كنَ يعتمدنَ على الأسماك والخضار والفواكه قبل قدومهنَ للولايات المتحدة، حيث أصبحت إحتمالات إصابتهنَ بسرطان الثدي توازي نسبة إصابة الأميركيات به بعد هجرتهنَ. والسبب؟ تغيَر السلوك والنظام الغذائي مما جعلهنَ يكسبنَ أوزاناً زائدة ويعرضنَ أنفسهنَ أكثر للإصابة بمرض سرطان الثدي.
 
مسبَبات الإصابة بالسرطان
يعدَد البروفسور خياط الأسباب التي تؤدي للإصابة بالسرطان، يأتي في مقدمتها التدخين واستهلاك التبغ بنسبة 30%، التأثير السرطاني للهرمونات (30%)، العوامل البيولوجية (5%)، العوامل الطبيعية الفيزيائية (5%)، العوامل الوراثية (5%)، والتلوث (5%)، فيما يبقى عامل التغذية بنسبة (20%). وهي نسبةٌ عالية قد تكون أكبر من ذلك كما يقول البروفسور خياط، وذلك عند الحديث عن التلوث والإشعاعات أو حتى العوامل الجرثومية الموجودة في أغذيتنا. ويجزم البروفسور خياط أن ثلث حالات السرطان مرتبطٌ، بشكل مباشر أو غير مباشر، بنوعية تغذيتنا.
 
متى وكيف يكون الغذاء مضراً؟
إن اختلال التوازن في الأشياء يجعل منها مصدر خطر أحياناً، وكذلك الغذاء، متى ما اختلَ التوازن فيه يؤدي إلى حدوث الأمراض. ولهذا ينصح البروفسور خياط قراءه بالعودة إلى "الفطرة السليمة" التي أرشدت البشرية طوال تاريخها، والتي يجب أن تكون دائماً المقياس الذي من خلال نغربل المعلومات التي تصلنا من هنا وهناك حول فوائد ومضار الكثير من الأغذية، وكذلك حول النظام الحياتي والغذائي الأسلم.
 
يصعب التأكد تماماً من أن تناول بعض الأغذية سيحول دون الإصابة بالسرطان، أو أن تناول أطعمة معينة سيحتَم الإصابة بالسرطان. لكن عند اعتماد التوازن في كل شيء وخصوصاً في تناول الغذاء، يصبح احتمال الإصابة بالسرطان منخفضاً، ولكن لا يجعلكم بمنأى عن الإصابة بالسرطان لأسباب أخرى.
 
كذلك فإن طريقة إعداد وطهو الطعام والمكونات أو الإضافات التي تلحقه تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في احتمال الإصابة بالسرطان. فالأسماك وعلى الرغم من صيتها الحسن وغناها بالبروتينات والأوميغا 3، إلا أنها تحوي أيضاً بعض الملوثات والمواد التي يرجح أن تكون مسرطنة للبشر. في حين لم يثبت بالمطلق مسؤولية اللحوم الحمراء في الإصابة بسرطان القولون.
 
نتابع في الجزء الثاني غداً لما يجب تجنَبه للوقاية والحدَ من الإصابة بالسرطان، العوامل المضادة للسرطان وقواعد ذهبية يقدمها البروفسور خياط لمكافحة السرطان.