صراع عالمي مع "إيبولا"

هي: جمانة الصباغ
 
يبدو أن وباء إيبولا لم يعد يهدد القارة الأفريقية فقط، فهو يزحف نحو بقية أصقاع العالم مخلَفاً وراءه المزيد من الإصابات والوفيات. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن حصيلة ضحايا إيبولا تجاوزت عتبة أربعة ألاف وفاة وفق آخر حصيلة نشرتها يوم الجمعة الماضي. وقالت المنظمة أنه تمَ حتى 8 أكتوبر تسجيل 8399 إصابة في سبعة بلدان وأدت إلى وفاة 4033 شخصاً.
 
وفي الولايات المتحدة الأميركية، سُجلت إصابتان بإيبولا، واحدةٌ لمريض من ليبيريا كان مصاباً بالوباء، ليتبين لاحقاً إصابة أحد العاملين في المجال الصحي بعد علاجه للمريض الأفريقي. في وقت دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اتخاذ خطوات إضافية لضمان أن النظام الصحي الأميركي جاهزٌ لاتباع القواعد الصحية في التعامل مع الإيبولا منعاً لأي خرق صحي قد يؤدي إلى مزيد من الإصابات.
 
ويبدو أن معظم الحالات التي سُجلت عالمياً هي لعاملين في القطاع الصحي ومشرفين على حالات إصابة بوباء إيبولا، ما يستدعي حزماً وحرصاً كبيرين من كافة القطاعات الصحية لمنع تكرار هذه الإصابات مستقبلاً.
 
إسبانيا
سجلت إسبانيا حالة إصابة واحدة حتى الآن لممرضة تدعى تيريزا روميرو، لكن يبدو أن وضعها بات يتحسن مع العلاج، وقد أعلن المسؤولون أن الممرضة تحسنت وأنها أصبحت قادرةً على الكلام، مضيفين أن وضعها خطير لكنه يتحسن، في وقت بدأ فيه الأطباء بإخضاع روميرو للدواء التجريبي "زد-ماب" وهو أحد العقاقير العديدة التي يجري العمل سريعاً على تطويرها بغرض المساعدة على إنقاذ أرواج المصابين بهذا المرض. 
 
وقد انتقل الفيروس للممرضة الإسبانية بعد معالجتها لشخص إسباني أُعيد إلى بلاده بعد إصابته بإيبولا في أفريقيا.
 
المملكة المتحدة
أعلنت بريطانيا أنها ستبدأ فحص المسافرين القادمين إلى البلاد عبر المطارين الرئيسيين في لندن وعن طريق محطة قطارات يوروستار مع أوروبا تحسباً لاحتمال الإصابة بفيروس الإيبولا.
 
وزادت الإصابة الإسبانية من قلق البريطانيين بشأن مخاطر انتقال المرض إلى بلادهم، خصوصاً مع وضع لندن كمركز عالمي للسفر، وطالب بعض السياسيين الحكومة بتكثيف سبل الدفاع عند الحدود.
 
تعزيز إجراءات الفحص سيُنفذ في البداية في مطاري هيثرو وغاتويك ومحطة يوروستار، وستشمل الإجراءات فحص تواريخ السفر للمسافرين ومن الذي خالطهم وترتيباتهم للسفر في المستقبل بالإضافة إلى تقييم طبي محتمل .وقالت الحكومة البريطانية أن مستوى الخطر بوجه عام في البلاد ما زال منخفضاً لكن الفحوصات الإضافية تستهدف تحسين سبل رصد وعزل حالات الإصابة بالإيبولا.
 
كندا
أعلنت وزيرة الصحة الكندية أن جرعات من لقاح مجَرب ضد فيروس "إيبولا" قدمتها كندا لمنظمة الصحة العالمية قبل حوالى شهرين ما زالت في كندا لآن المنظمة لم تقرر بعد ما اذا كانت سوف تستعملها. وأضافت الوزيرة: "رئيس وكالة الصحة العامة قال لي أن جرعات اللقاح التي قدمناها لمنظمة الصحة العالمية ما زالت في وينيبيغ لآن المنظمة لم تقرر ما إذا كانت سوف توزعها". وأضافت "نأمل أن تتمكن من ذلك".
 
فيما قالت سوزانا جاكاب المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا أنه لا يمكن تفادي ظهور المزيد من حالات الإصابة بمرض الإيبولا في أوروبا، لكن القارة مستعدة جيداً للسيطرة على المرض.
 
وكانت دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وهولندا وألمانيا وسويسرا قد عالجت مرضى تم ترحيلهم بعد إصابتهم بالمرض في غرب أفريقيا حيث تنتشر الإيبولا في غينيا وسيراليون وليبيريا منذ مارس الماضي.وتوقعت دراسةٌ أجراها علماء يتعقبون وباء الإيبولا وبيانات حركة الطيران زيادةً في خطر انتقال المرض إلى أوروبا عن طريق أشخاص لا يعلمون أنهم مصابون.
 
مصر والمغرب
أعلن وزير الصحة المصري عادل العدوي أنه تمَ نقل مواطن مصري كان مصاباً بفيروس إيبولا وشُفي منه إلى غرفة العزل في أحد مستشفيات القاهرة فور عودته من سيراليون كإجراء احترازي. وقد وافقت وزارة الصحة المصرية على عودة المواطن المصري إلى بلاده تنفيذاً لتعليمات منظمة الصحة العالمية وبعد أن أُجري له تحليلان للكشف عن فيروس إيبولا وجاءت نتيجتهما سلبية.
 
وأضاف وزير الصحة أنه "في إطار الإجراءات الاحترازية فإنه يتم مناظرة المسافرين المصريين والأجانب القادمين من دول حدثت بها إصابات بالإيبولا في منفذ دخولهم إلى مصر، وتتمَ متابعة حالتهم الصحية لمدة 3 أسابيع في أماكن إقامتهم". 
 
أما في المغرب، وتخوفاً من وصول فيروس إيبولا، فقد طلبت وزارة الشباب والرياضة المغربية رسمياً تأجيل إقامة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مطلع 2015 بسبب الوباء. وسيدرس الإتحاد الأفريقي طلب المغرب في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في الجزائر.
 
الشرق الأوسط
أعلن المدير الإقليمي لشرق البحر المتوسط بمنظمة الصحة العالمية الدكتور علاء الدين العلوان أنه لم يتم تسجيل أية حالات للإصابة بإيبولا في منطقة الشرق الأوسط، مع تقديم كل الدعم لهذه الدول لمواجهة هذا الوباء.