التصلَب الجانبي الضموري: أكثر تحدياً من دلو الثلج

هي: جمانة الصباغ
 
فيما تتزاحم صفحات المواقع الإجتماعية بالصور الطريفة والتسجيلات لمشاهير وأفراد ينفّذون تحدي دلو الثلج لدعم ALS (التصلَب الجانبي الضموري أو التصلَب اللويحي)، فإن قلة منهم يعرفون عن هذا المرض ومن يصيب وما هي أعراضه.
 
المثال الحي على هذا المرض هو عالم الفيزياء الشهير "ستيفن هوكينغ" الذي لا يزال على قيد الحياة، في حين أن هذا المرض يقضي على معظم من يصيبهم.
 
أول الإصابات وتشخيص المرض كانت في العام 1939 حين أصيب به لاعب البيسبول الأميركي "لو غريغ" بهذا المرض وقد توفي في العام 1941 عن عمر يناهز سبعة وثلاثين. 
 
ما هو مرض ALS؟
هو شكلٌ من أشكال أمراض الأعصاب الحركية. ويُلقب أحياناً ب Maladie de Charcot سريع الإنتشار وقاتل، يسبَب ضموراً في الجهاز العصبي بسبب ضمورالأعصاب الحركية السفلية والعلوية والخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي التي تتحكم في حركة العضلات الإرادية. وبالتالي تكفَ عن إرسال الرسائل العصبية إلى العضلات، وتضعف العضلات تدريجياً، ولا تقوى على أداء مهامها، ويحدث بها إختلاجات (الرعشات غير المرئية) بسبب فقد الإمداد العصبى وأحياناً ضمور هذه العضلات نتيجة فقد هذا الإمداد العصبي. وقد يفقد المرض القدرة على الحركة أو السيطرة على كل الحركات الإرادية، بينما العضلات العاصرة للأمعاء والمثانة والعضلات المسؤولة عن حركة العين عادةً (ولكن ليس دائماً) ما تنجو من هذا التأثير.
 
الوظائف المعرفية عموماً لا تتأثر إلا في حالات معينة كما هو الحال عندما يرتبط هذا المرض مع خرف الفص الأمامي الجانبي، حيث أن بعض التقارير أوضحت أن هناك تغيرات معرفية في كثير من المرضى تُلاحظ عند إخضاعهم لبعض الإختبارات النفسية العصبية. أما الأعصاب الحسية، والجهاز العصبي الذاتي الذي يتحكم في وظائف مثل التعرق، فعادة ما يحافظون على وظائفهم.
 
غالباً ما يبدأ هذا المرض بين الأربعين والستين وهو يصيب الرجال أكثر من النساء. متوسط الفترة الزمنية التي يبقى فيها المريض على قيد الحياة تتراوح بين 3-5 سنوات، كما أن حوالي 20 في المئة من المرضى يعيشون أكثر من 5 سنوات وحوالي 10 في المئة منهم يعيشون أكثر من 10 سنوات.
 
أما المسبَب الحقيقي والمباشر للتصلَب الجانبي الضموري فما زال غير معروف، وقد عُرضت العديد من الآليات كعوامل مسبَبة للمرض، منها عوامل بيئية سامة وفي بعض الحالات الوراثية تمَ تحديد النقص الجيني. لذا من المحتمل أن يكون التداخل بين عدة عوامل هو المسبَب للمرض.
 
الدواء الوحيد الذي أثبتَ حتى الآن أنه يبطَىء قليلاً من وتيرة تطور التصلَب الجانبي الضموري هو "ريلوزول"، وهو يساعد في تخفيف حدَة التصلب وفي تخفيف اضطرابات ومشاكل النطق. كما أنه يساعد في التخفيف من التشنجات ومن مشاكل البلع وتحسين عملية بلع اللعاب.
 
 وقد وجد العلماء أن المرضى الذين قاموا بأخذ هذا العقار مع بداية ظهور المرض، تأخرَ عندهم ظهور أعراض الفشل التنفسي 2 – 3 أشهر مقارنةً بمن لم يتعاطوا العلاج، وإن كان هذا العقار لا يؤثر على الأعصاب المدَمرة فعلاً وبالتالي لا يعيدها إلى سيرتها الأولى. ويجب متابعة المريض الذي يأخذ العلاج بعمل تحليل دم وقياس لإنزيمات الكبد للمتابعة، وتجنب المضاعفات.     
 
من ناحية موازية، إعتبر مركز طبي في ألمانيا أن السيطرة على العلاج والتدريب البدني يلعبان دورًا هامًا في إصلاح خلايا المرضى المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري، وهذا يظهر جلياً في النتائج الإيجابية للمرضى الذين تمَ علاجهم في هذا المركز. كما أن هناك  جمعيةً خاصة بـ "التصلب  الجانبي الضموري" ذكرت أنها تلقت 15.6 مليون دولار على شكل تبرعات خلال الفترة ما بين 29 يوليو إلى 18 أغسطس، من الذين صوروا أنفسهم من خلال أشرطة فيديو أثناء صبَ الماء البارد على أنفسهم، وقد شهد هذا العام زيادةً في التبرعات بلغت 767% مقارنةً بذات الفترة من العام الماضي أي أكثر من سبعة أضعاف ونصف. وجاء المال من 307,598 متبرع جديد فضلاً عن الأشخاص الذين تقدموا بالتبرع بالمال من قبل.
 
الجدير بالذكر أنه لا يوجد حالياً علاج للشفاء من التصلَب الجانبي الضموري، لكن هناك العديد من الأبحاث الجارية لتطوير أنواع جديدة من العلاجات. ويجب على المريض التعرف على هذا المرض ومراحل تطوره، كي يتمكّن من اتخاذ قرارات مدروسة بشأن رعايته.