السعوديات والإصابة بمرض السرطان: حقائق وحلول

هي – شروق هشام 
تعتبر السعودية من ضمن الدول التي تشهد سنويا ارتفاعا ملحوظاً في أعداد المصابين بأمراض السرطان المرعبة، وللأسف تشير العديد من الدراسات والتقارير إلى إن معدل إصابة النساء السعوديات بهذه الأمراض أعلى من الرجال. 
 
سنلقي الضوء على أحدث تقرير بهذا الشأن، مع توضيح أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء السعوديات، وما هي الأسباب والحلول اللازمة للحد من الإصابة بها: 
 
إحصائيات
كشف رئيس الجمعية السعودية للأورام الدكتور عصام مرشد أن عدد مرضى السرطان في المملكة من جميع الجنسيات بلغ 12309، حسب آخر تقرير للسجل السعودي للأورام، تتوزع وفقاً للنسب التالية: 
 
الإناث: 51%
الذكور: 49%
غير السعوديين: 52% 
السعوديون: 48%
 
وأوضح رئيس الجمعية السعودية للأورام لإحدى الصحف المحلية، إن معدل الإصابة لدى السعوديين بلغ 82 في كل 100 ألف من السكان سنوياً لكلا الجنسين، وللنساء 84 لكل 100 ألف امرأة، و80 لكل 100 ألف رجل سنوياً، فيما بلغ معدل العمر عند التشخيص 59 عاماً للرجال و50 عاماً للنساء. 
 
وكانت العاصمة السعودية هي أعلى المناطق تسجيلاً للحالات تليها مكة المكرمة، الشرقية، عسير، المدينة المنورة، ثم القصيم، مع ملاحظة أن نمط الزيادة السنوية منذ عام 1994 يتراوح ما بين 10 – 11٪ والعدد التراكمي للحالات منذ 1994 إلى 2007م بلغ حوالي 110 آلاف حالة لكل الجنسيات، منهم 85 إلى 90% بين السعوديين (من البالغين).
 
 
أما الأطفال في العام 2007م فشكلوا 800 حالة ما يعادل 6.5% من إجمالي الحالات المسجلة لكل الجنسيات، 59% للذكور و41% للإناث، أما حالات الأطفال السعوديين، فكانت 658 حالة للذكور بنسبة 60% والبقية للإناث.
 
وذكر مرشد أن نسبة الشفاء الكلية عند نقطة الـ5 سنوات تبلغ 64.9% لدى الجنسين، أما للنساء فكانت 64.4% والرجال 56.3%، في حين تبلغ هذه النسب في الولايات المتحدة الأميركية إجمالاً لدى الجنسين 89%، وللنساء 89% والرجال 86%. وبرَّر قلة النسبة في المملكة إلى تأخر التشخيص بشكل أكبر مما يحدث في الغرب، ما يعكس أهمية الفحص المبكر والوقاية والتوعية، لافتاً إلى أن علاج المريض في مراحل متأخرة قد يصل في معدله إلى أكثر من مليون ريال، وهذا المبلغ يقل بشكل كبير إلى ما دون 200 ريال أو أقل عند العلاج في مرحلة مبكرة.
 
أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين السعوديات
جاءت أكثر عشر أنواع سرطان انتشاراً بين السعوديات بحسب إحصائيات السرطان في المملكة العربية السعودية من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بالترتيب التالي:
 
1. سرطان الثدي (10.3%).
2. سرطان الغدة الدرقية (8.8%).
3. ابيضاض الدم (6.7%).
4. اللمفوما غير الهدجكنية (5.9%).
5. سرطان القولون والمستقيم (5.4%).
6. سرطان المبيض (4.3%).
7. سرطان الكبد (4.1%).
8. سرطان الرحم (3.8%).
9. سرطان الجهاز العصبي (3.5%).
10. سرطان المعدة (3.5%).
 
أسباب وحلول
وعن أسباب استفحال الحالات السرطانية بين السعوديات، أوضح الدكتور أنور يوسف استشاري أمراض وطب الأسرة لـ"هي" إن ضعف الوعي والثقافة الصحية عند النساء في بلادنا تساهم كثيرا في عدم الكشف المبكر للمرض إلا في مراحله المتأخرة جدا، ما يجعل الحالة صعبة، مؤكدا ضرورة أن تقوم كل امرأة بعملية الفحص الشامل بشكل منتظم ودوري، حيث أن التشخيص المبكر للمرض وللورم يساهم بنسبة كبيرة في الشفاء قد تصل إلى 95 بالمائة. ومن هنا تبلورت فكرة إنشاء مراكز متخصّصة في الكشف المبكر عن الأورام السرطانية سواءً كانت هذه المراكز ثابتة أم متنقلة، وهذه المراكز تقدّم خدماتها مجّاناً للمواطنين والمواطنات على أيدي أشخاص مختصين أكفّاء.
 
ولفت إلى انه تحدث 30% من الوفيات الناجمة عن السرطان لعدة أسباب تأتي في مقدمتها نقص الثقافة والوعي الصحي كما ذكرنا، وكذلك وجود عوامل خطر سلوكية وغذائية رئيسة منها العادات الغذائية السيئة، وقلّة النشاط البدني، وعادات التدخين، وكثرة استخدام المواد الحافظة. 
 
حقائق أخرى
يُذكر أن مرض السرطان يعد من أهمّ أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، ومن المتوقع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، وأن يناهز 13.1 مليون وفاة في عام 2030م، بحسب دراسة من مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر وجامعة الدمام.
 
وتسعى الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان لنشر التوعية بمرض السرطان، ونشر ثقافة الكشف المبكر عنه بالعديد من الحملات الإعلانية والفعاليات المختلفة، بالإضافة إلى الخدمات المادية والنفسية والاجتماعية التي تقدمها للمرضى. وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان الدكتور عبدالله بن سليمان العمرو، أن أعمال الجمعية وخدماتها خلال النصف الأول من العام الجاري 1435هـ شملت أكثر من 9 آلاف خدمة، وبتكلفة إجمالية قدرها 6,686,398 ريالا.