ضرورة دمج الوقاية من العدوى مع هندسة المستشفيات أثناء تصميمها

هي: جمانة الصباغ
 
لا تزال سلامة المرضى الشاغل الأساسي في ما يخص إدارة فيروس كورونا المتسبَب في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بدول مجلس التعاون الخليجي. وينادي خبراء الصحة بالمنطقة باتخاذ تدابير مكثَفة للتعامل مع قصور التطهير البيئي الذي يسهَل بدوره نقل فيروس كورونا الشرق الأوسط. ومما لا شك فيه أن هناك ضرورةً لدمج الوقاية من العدوى في هندسة المستشفيات أثناء التصميم للمساعدة في الوقاية من الفيروسات الجديدة والتي عاودت الإنتشار مرة أخرى. 
 
الدكتورة مشيرة عناني، أستاذ مساعد ورئيس قسم الأمراض المعدية ومدير برنامج في كلية الطب بمدينة الملك فهد الطبية بالسعودية، تلقي كلمةً حول المشكلات العاجلة بخصوص سلامة المرضى المرتبطة بإدارة فيروس كورونا الشرق الأوسط في إطار معرض ومؤتمر سلامة المرضى الشرق الأوسط الذي سيُقام في الفترة من 16 إلى 18 سبتمبر 2014 في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض بالإمارات. 
 
تقول الدكتورة عناني: "من وجهة نظري، تتمثل أهم المشكلات المرتبطة بسلامة المرضى في عام 2014 في نقص تدابير الوقاية من العدوى ومراقبتها، إلى جانب النظافة البيئية العامة؛ لا سيما نظافة الأيدي التي لم تصل إلى أفضل مستوى ممكن لها بعد في الكثير من مؤسسات الرعاية الصحية بالمنطقة مما يساهم بدوره في نشر هذه الجراثيم الخارقة، والفيروسات الجديدة بين المرضى ويهدد سلامتهم. وكما اكتشفنا، يتجمع فيروس كورونا الشرق الأوسط في المستشفيات وينشط في ظل ضعف الوقاية من العدوى مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الفيروس في مستشفيات متعددة بالخليج العربي؛ حيث يفتقد عدد كبير من المستشفيات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي إلى توافر غرف الضغط السلبي وفلاتر جزيئات الهواء عالية الكفاءة للتعامل مع الزيادة في مسبَبات عدوى الجهاز التنفسي المحمولة في الهواء".
 
هناك العديد من الطرق للتعامل مع العدوى؛ لكن، أهم خطوة هي التشخيص. وقد ساعد استحداث إختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل في الوقت الفعلي (PCR) – وهو اختبارٌ تشخيصي لفيروس كورونا الشرق الأوسط، ويُستخدم في العديد من المستشفيات بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي - في التعرّف السريع على فيروس كورونا واحتوائه مما يثبت أنه أكثر كفاءةً من إرسال عينات إلى مختبر إقليمي والإنتظار بضعة أيام للحصول على النتائج.
 
وقد تعاملت مستشفيات دول مجلس التعاون الخليجي مع انتشار فيروس كورونا الشرق الأوسط من خلال زيادة وعي العاملين في المستشفى عن طريق التواصل المباشر مع الإدارة العليا، ورسائل البريد الإلكتروني المتكررة للتذكير، وتقديم اختبارات مصغَرة للعاملين لمراقبة العدوى، والشفافية، ومسارات الإدارة للحالات المشتبه بها أو المحتملة أو المؤكدة. 
 
تعتقد الدكتورة عناني بأن الفريق متعدد التخصصات نجح في تنسيق الجهود لمواجهة التحدي الذي يمثَله فيروس كورونا الشرق الأوسط؛ لكن المواقف التي ترتفع فيها درجة المخاطر مثل فترة الحج المقبلة لا تزال تدعو إلى القلق.
 
وأضافت الدكتورة عناني، "عادةً ما تتسبب الحشود الكبيرة خلال الحج والعمرة في ازدحام هائل مما يهيَئ بيئة عالية المخاطر للحجاج والمعتمرين. وننصح الحجاج باتباع نظام غذائي متوازن، والحرص على العادات الصحية في النوم، واتخاذ التدابير الوقائية القياسية لتجنب العدوى، والحفاظ على النظافة الشخصية والتنفسية (آداب العطس)، وتجنب مصافحة الأشخاص الذين يبدو عليهم المرض، وارتداء قناع الوجه في الأماكن المزدحمة مثل المساجد؛ كما ينصح بتكرار استخدام مطهرات اليدين".