مؤتمر مستشفيات المستقبل: بحث مشكلة نقص العاملين في مجال الرعاية الصحية

هي: جمانة الصباغ
 
شهدت المنطقة العربية بأسرها زيادة في الطلب على العاملين في الرعاية الصحية كما ظهرت مشكلة عدم توفر ما يكفي من الكوادر الطبية الماهرة. ويقترح الخبراء إستغلال منشآت الرعاية الصحية والحكومات للتقنية بغرض زيادة الإستفادة من مجموعة الكوادر الماهرة الحالية بدلاً من الإستعانة بكوادر ماهرة جديدة غير اقتصادية أو مؤهلة. وينطوي استغلال التقنية في مجال الرعاية الصحية على أكثر من مجرد استخدام أجهزة الروبوت والتطبيقات واجتماعات الفيديو؛ فهو يتطلب إعادة تنظيم أدوار العاملين في المجال وأسلوب تنفيذ العمل. 
 
في إطار مؤتمر مستشفيات المستقبل الذي يُقام ضمن فعاليات معرض ومؤتمر الشرق الأوسط لبناء المستشفيات والبنى التحتية الخاصة بها في الفترة من 2 إلى 4 يونيو 2014 في دبي، يناقش بريان دي فرانشيسكا، الرئيس التنفيذي ل "فير تو" في دبي، فعالية التقنية وكفاءتها في علاج النقص الخطير والمزمن في العاملين المؤهلين في الرعاية الصحية في أنحاء المنطقة، وتغيير العمليات والحوافز ومؤشرات الأداء الرئيسية للخروج بأكبر استفادة من التقنية المتاحة.
 
ويتابع السيد دي فرانشيسكا: "ببساطة: لا تصف عبارة ’هناك مشكلة نقص في العاملين في الرعاية الصحية‘ التحديات الإقليمية الخطيرة التي تواجهنا بشكل كامل أو دقيق؛ فهناك نقصٌ عام في العاملين في الرعاية الصحية، وفي هذه المنطقة ذات الطلب سريع الزيادة على العاملين في الرعاية الصحية المصحوب بنقص في إنتاجهم محليًا، وصل النقص الحالي في العاملين إلى مستوى خطير وهناك احتمال كبير بأن يزداد الوضع سوءًا. لكن المشكلة لا تكمن في النقص في الأعداد فقط، إنما هناك مخاوف بشأن جودة العاملين وإنتاجيتهم كذلك". 
 
"تسمح لنا التقنية بمشاركة العقول النابغة عن بُعد. وهذا ما يشمل تقييم السكتة الدماغية، والتعليم الطبي المستمر، وإعداد التقارير حول أفلام الأشعة السينية وعينات الباثولوجي، والكثير غير ذلك عن بُعد. ومن هذا المنطلق، يمكن زيادة استغلال العاملين المحليين في الرعاية الصحية وضمان الوصول إلى الخبراء المميزين في التخصصات الفرعية من خارج المنطقة."
 
وأضاف السيد فرانشيسكا، "من الأهمية بمكان ملاحظة أن التقنية لا تحلَ محل الإنسان ولا تقضي على العامل البشري أو الحساسية الإنسانية بين الطبيب والمريض، بل على العكس، فهي تسعى إلى تطوير منهج شخصي أكثر فاعليةً ودقةً. وهذا يعني السماح للأطباء المميزين بممارسة المزيد من العمل الذي يتقنونه وتوفير المزيد من الرعاية الشخصية والدقيقة".
 
وحول هذا الموضوع، قال الدكتور بانكو جيورجيف، شريك في ماكينزي آند كمباني بأبوظبي في الإمارات، والذي سيلقي أيضًا كلمة في المؤتمر، "تعتمد نماذج الرعاية في الإمارات اليوم بشكل أساسي على المتخصصين في الرعاية الصحية الحاصلين على أعلى مستويات التدريب وأصحاب الأجور المرتفعة الذين أصبح العثور عليهم صعبًا. من الممكن إجراء تحوُّل جذري في مجموعة المهارات المطلوبة نحو الحلول التقنية والموظفين من أصحاب المهارات المنخفضة مع تقديم رعاية ذات جودة فائقة. ومع ذلك لا يزال اعتماد التقنية في المستشفيات قاصرًا ومتأخرًا بكثير عن غيره من المجالات. إلا أن التقنية ستصبح من العوامل الرئيسية لتمكين الاتجاهات الثلاثة السابقة كما هو موضح في أمثلة أبرز أصحاب الابتكارات".