احذري "المرض الصامت"

إعداد – شروق هشام 
 
يطلق على مرض هشاشة العظام لقب "المرض الصامت"، ويعد هذا المرض أكثر أمراض العظام انتشارا حول العالم، وتمثل النساء النسبة الأعلى للإصابة به. وكشفت الإحصائية الأخيرة لوزارة الصحة السعودية أن نسبة الإصابة بمرض هشاشة العظام في المملكة في صفوف النساء وصلت إلى 67%.
 
للتعرف أكثر على هذا المرض، التقت "هي" الدكتور نصوح السعيدي استشاري الروماتيزم وأمراض المفاصل، والحاصل على البورد الفرنسي، ويعمل لدى مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية، وطرحت عليه الأسئلة التالية:
 
لماذا يسمى هذا المرض بـ"المرض الصامت"؟
يسمى مرض هشاشة العظام بالمرض الصامت لأنه يتطور ببطء على مدى السنين، و قد لا يعرف المريض أنه مصاب به حتى يحدث كسر في العظام، وهو من أكثر أمراض العظام شيوعاً، وتكون فيه العظام ضعيفة وهشة وأكثر عرضة للكسر، وفي معظم الأحيان تحدث هذه الكسور في العمود الفقري والرسغ والورك ولكنها قد تصيب عظاماً أخرى كالذراع والحوض.
 
ما هي أعراض هذا المرض؟
لا توجد أعراض أو آلام في بداية المرض، ولكن عندما تضعف العظام يبدأ المريض بالشعور بألم في العظام وأسفل الظهر أو في الرقبة بسبب كسور في عظام العمود الفقري، إضافة إلى إمكانية الإصابة بكسور في الفقرات أو الرسغ أو الورك أو غيرها من العظام، مع إمكانية فقدان الطول مع مرور الوقت وكذلك السير بإنحناء.
 
ما هي الخيارات الدوائية المتوفرة لعلاجه؟
هناك خيارات دوائية علاجية متنوعة يحددها الطبيب المعالج لأنها تعمل بآليات مختلفة، فمنها الأدوية البانية للعظام، ومنها الأدوية المتخصصة في وقف هدم العظام.
 
هل النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام؟ لماذا؟
نعم، النساء هن الأكثر عرضة للإصابة به، إذ تعانين من هشاشة العظام بنسة أكبر من الرجال، وذلك يعود الى التغيرات في مستويات هرمون الأستروجين (هرمون أنثوي ضروري لبناء العظام) وبعد انقطاع الطمث ينخفض مستوى هذا الهرمون بالجسم ما يتسبب في انخفاض سريع في كثافة العظام. 
 
ما هي العوامل التي قد تزيد من احتمال الاصابة بهذا المرض؟ 
تحدث هشاشة العظام عندما يفشل الجسم في تصنيع عظام جديدة كافية، أو عندما يهدم الجسم الكثير من العظام القديمة، أو كلاهما معاً، وتعتمد قوة العظام على حجمها وكثافتها والتي بدورها تتأثر بكمية الكالسيوم والفسفور والمعادن الأخرى. 
 
فإذا كان المريض لا يحصل على كمية كافية من الكالسيوم أو لا يقوم الجسم بامتصاص كمية كافية من الكالسيوم من العظام، فإن صناعة العظم ونسيج العظام قد تتأثر، إضافة إلى أن فيتامين "د" ضروري أيضاً للعظام حيث أنه يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم.
 
وتعتبر الهرمونات من الأسباب الرئيسية لحدوث هشاشة العظام عند الرجال والنساء، وعادة ما تكون النساء فوق عمر الخمسين والرجال فوق عمر الستين أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
 
ومن الأسباب الأخرى للإصابة به العوامل الوراثية، الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، أو أمراض الكلى المزمنة وفرط نشاط الغدد جار الدرقية وداء السكري وغيرها.
 
ماهي وسائل التشخيص؟
يقوم اختبار كثافة العظام، بقياس كثافة العظام الموجودة في العمود الفقري والرسغ والورك (أكثر المناطق إصابة بالمرض) ومقارنتها بكثافة العظام عند الشباب البالغين الأصحاء.
 
وقد أتاحت التكنولوجيا الطبية الحديثة إمكانية التنبؤ المبكر للإصابة بمرض هشاشة العظام ويتمثل ذلك من خلال الفحص بجهاز Lunar iDXA الجديد الذي يستخدم في قياس كثافة العظام والذي يعتبر أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، ويستخدم في العديد من الحالات وهي قياس كثافة العمود الفقري من الجهتين الأمامية والجانبية وقياس كثافة عظم الفخذ الواحد وقياس كثافة الفخذين معآ في آن واحد وقياس كثافة عنق عظمة الورك وقياس كثافة عظم الساعد بالإضافة إلى قياس كثافة العظم لكامل الجسم.
 
ما هي النصائح التي يمكن أن تحد من الإصابة بهذا المرض؟ 
إن اتباع أسلوب حياة صحي هو أفضل وسيلة للحد من الإصابة بمرض هشاشة العظام وتطوره، ومن العوامل الأساسية للحفاظ على صحة العظام الحصول على كميات كافية من الكالسيوم عن طريق تناول الأغذية الغنية به كالجبن واللوز والبروكلي والسبانخ والسلمون ومنتجات فول الصويا والحليب قليل الدسم واللبن، وأيضاً الحصول على كميات كافية من فيتامين "د" عن طريق التعرض لأشعة الشمس، وتناول الأغذية الغنية بزيت السمك كسمك السردين والتونا وصفار البيض، وكذلك ممارسة التمارين بانتظام حيث أنها تقوي العظام وتقلل من إحتمالية حدوث الكسور فيها، إضافة إلى الامتناع عن التدخين.
 
أما في حالة الإصابة فإن على المريض التخلص من الأعراض بالمحافظة على الوضعية السليمة للجسم، ويتمثل هذا بإبقاء الرأس مرفوعاً لأعلى والأكتاف إلى الخلف والجزء العلوي للظهر مسطحاً والجزء السفلي للعمود الفقري مقوساً، فإن هذا يساعد على تخفيف الضغط على العمود الفقري، كما على المصاب ألا يحني ظهره عند القراءة أو ممارسة الأعمال اليدوية، وعلاج الألم بعد استشارة الطبيب.