أهمية التغذية الصحية والمتوازنة في حياة المرأة

بقلم: نادين طيارة
أخصائية التغذية ومديرة مركز"رايت بايت" (Right Bite)، الرائد في استشارات التغذية وتقديم الطعام الصحي
 
يحتفل العالم في 8 مارس من كل عام بيوم المرأة العالمي في محاولة لتقديم بعض العرفان للمرأة على ما تُحققه من إنجازات وتضحيات وما تفيض به من حب على كل من حولها. وتُحدد الأمم المتحدة في كل عام شعاراً خاصاً للإحتفال بهذه المناسبة، وقد اختارت هذا العام موضوع "التغيير المُلهِم" كشعار للإحتفال بهذا اليوم.
 
ولا شك أنه من حسن حظنا كنساء أن نعيش في هذا العصر الذي يشهد وجود المرأة القادرة على تغيير وجه العالم بإنجازاتها، وجعل هذه الأرض مكاناً أفضل للعيش. ويدفعنا ذلك نحو المزيد من التطور والتغيير الإيجابي حيث لا حدود للطموح والإرادة. ويكفي أن تكون المرأة قادرةً على خوض هذه الحياة المعاصرة والإندماح فيها بحب وفرح لتكون مصدراً للإلهام في حياة الكثرين من المحيطين بها.
 
وليس من السهل تحديد ملامح الحياة المثالية، ولا توجد صيغة أو معادلة محددة قادرة على تحقيق هذه النتيجة في زمنٍ يواجه فيه كل شخص ظروفاً تختلف عن الآخر. إلا أن الثابت الوحيد في ما يخص سعادة المرأة هو أن التغذية الصحية تبقى دائماً من أهم العوامل التي تُعزز حصول المرأة على حياة طويلة وصحية.
 
ومن المتعارف عليه منذ القدم وحتى اليوم أن للغذاء الصحي بالغ الأثر على حياتنا. وبالرغم من وجود بعض الاشخاص الذين يتبعون مبدأ الاستمتاع بالمأكولات غير الصحية بحجة أننا نعيش مرة واحدة فقط، تبقى الحقيقة الأقوى أننا نحتاج أن نكون أصحاء للإستمتاع بهذه الحياة الواحدة التي نعيشها، ولن يتحقق ذلك مع إهمال التغذية الصحية.
 
ولا يتطلب إتباع نمط حياة صحي الإلتزام بحمية صارمة والشعور الدائم بالجوع والإمتناع عن تناول المأكولات المحببة واستبدالها بخيارات غير شهية. بل يكفي إجراء بعض التغيرات في انتقاء الخيارات الغذائية لكي تتمتع المرأة بصحة سليمة وتبدو بشكل أفضل وتحظى بشعور جيد عندما تحصل على الوزن الذي تحلم به والطاقة التي تحتاجها بهدف تحقيق إنجازاتها. ويمكن لبعض الإرشادات الغذائية البسيطة أن تقود المرأة نحو هذا التغيير المنشود:
 
•تناول كمية كافية من كل فئة من فئات الطعام الأساسية وهي الحبوب والخضراوات والفواكه ومشتقات الألبان واللحوم.
 
•التنويع في الإختيار ضمن فئات الطعام الخمس الأساسية من يوم لآخر ومن أسبوع لآخر وباختلاف فصول السنة.
 
•الإعتماد على المنتجات الكاملة عند انتقاء أصناف الخبز والحبوب والأرز والباستا، والإكثار من الخضار والبقوليات والفواكه، بحيث يبلغ الحد الأدنى المطلوب تناوله يومياً حصتين من الفواكه وخمس حصص من الخضار، والبحث عن البروتين غير الدهني الموجود في صدور الدجاج والأسماك ومنتجات الألبان والأجبان والحليب القليل الدسم، والتركيز على تناول الدهون الصحية كتلك الموجودة في المكسرات والأفوكادو وزيت الزيتون.
 
•تناول 3 وجبات رئيسية يتخللها وجبة أو جبتين خفيفتين خلال اليوم. مع التركيز على الإلتزام بتناول الفطور الذي يعمل على تحفيز عمليلات الإستقلاب في الجسم وتنظيم الشهية، بالإضافة إلى تأثيره الإيجابي في التحكم بمستويات السكر في الدم ما يزوَد الجسم بالطاقة التي يحتاجها خلال اليوم.
 
•الإنتباه إلى كمية الطعام خلال الوجبة الواحدة.
 
•الإبتعاد قدر الإمكان عن تناول الأطعمة المصنّعة والمعالجة، وقراءة المكونات الغذائية بعناية قبل اتخاذ خيار الشراء، والبحث عن الأصناف التي تُحدد نسبة السكر والمُحليات الصناعية والزيوت والدهون في بداية قائمة المكونات.
 
•القيام بنشاطات جسدية متعددة لموازنة معدل السُعرات الحرارية في الجسم، فالتمارين الرياضية عاملٌ مهم في الحفاظ على صحة المرأة، حيث تساعد المواظبة على ممارسة النشاطات الرياضية في التحكم بالوزن وشد العضلات والحد من التوتر.
 
وللتأكيد على أهمية اتباع المرأة لحمية غذائية، نورد بعض التأثيرات الإيجابية التي تطرأ على حياة المرأة الملتزمة بنمط غذائي صحي:
 
•تحسين الصحة العامة بفضل الحفاظ على مستويات صحية من الوزن وشكل الجسم وضغط الدم والكوليسترول.
 
•تحسين قدرة الدماغ وزيادة القدرة على الإنتاج خلال اليوم، حيث تساعد التغذية المتوازنة في ضخ المزيد من الدم نحو الدماغ مما يؤمن الحماية من أمراض الشيخوخة والزهايمر، وينعكس في توليد المزيد من الطاقة اللازمة للعمل والإستمتاع على حد سواء.
 
•مساعدة المرأة على الظهور في أحسن حالاتها، والتمتع بمزاج جيد، والتخفيف من حدة الشعور بالتوتر، ورسم ابتسامة دائمة على وجهها، والحفاظ على صحة البشرة، والتخفيف من ظهور التجاعيد والحد من الترهلات.
 
•الوقاية من الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وبعض أمراض السرطان وهشاشة العظام.
 
•تعزيز قوة العظام وتقوية المناعة والتقليل من احتمال إلتقاط العدوى.
 
•المساعدة في الوصول للوزن المثالي، وتقليل إحتمال الإصابة بالأمراض الناتجة عن السمنة كالعقم والتوتر والأرق.
 
•دعم النمو الصحي وتطوير القدرات العقلية لدى الأطفال.
 
خاص بموقع "هي"