ترهلات المهبل تثير قلق النساء... والليزر أحدث علاج لها

يطرأ على المرأة بعد الحمل والولادة الكثير من التغيرات منها اتساع المهبل وارتخاء عضلاته، وهذه التغيرات لها الكثير من الأبعاد الجنسية والاجتماعية، التي تثير قلق النساء. 
 
لإلقاء الضوء على هذه التغيرات المُقلقة، والتعرف على أحدث التقنيات الخاصة بمعالجتها، التقت "هي" الدكتورة ميسون العبيد استشارية أمراض النساء والولادة بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب التخصصي. وأشارت إلى أن الدراسات الطبية أظهرت زيادة نسب ترهلات المهبل عند المرأة الخليجية نتيجة لعوامل متنوعة أهمها العوامل البيئية.
 
ترميم المهبل 
أوضحت الدكتورة ميسون العبيد أن عمليات ترميم المهبل تعد علماً واسعاً تتطلب معرفة كاملة حول مكونات هذه المنطقة من عضلات، واتجاه هذه العضلات والتغذية الدموية والحسية (الشرايين والأوردة والأعصاب الحسية)، لذلك تشمل عمليات ترميم المهبل أربعة حالات وهي الترفيع والذي يكون عبارة عن فصل عضلات المهبل من الأعضاء الملاصقة وهي المستقيم عند الترميم الخلفي، والمثانة ومجرى البول في حالة الترميم الأمامي ورفع المثانة، إضافة إلى إزالة الترهل في المهبل وشد عضلات المهبل ولمها مع بعضها عن طريق الخياطة. 
 
شد عضلات العجان
بينت الدكتورة العبيد أن من العمليات عملية شد عضلات العجان في حالة ترميم الجدار الخلفي للمهبل (العجان)، وهو المنطقة الموجودة بين فتحتي المهبل والشرج ويتكون من أكثر من ثماني عضلات، كثيرا ما تتأذى وترتخي بسبب الولادة المتكررة والطرق الخاطئة لمساعدة خروج الرأس، وكذلك إزالة الجلد الزائد ثم خياطته بصورة متناسقة وبهذا يكون الترميم كاملاً.
 
أسباب جراحات ترميم المهبل
أرجعت الدكتورة أسباب الإقدام على ترميم المهبل إلى وجود خلل في عملية الإخراج بسبب ترهل الجدار الخلفي، إضافة إلى صعوبة إكمال عملية التبول في حالة ترهل الجدار الأمامي للمهبل وهبوط المثانة، وفي بعض حالات ترهل الجدار الأمامي للمهبل ومع هبوط المثانة تتغير وضعية عمق المثانة الطبيعية فتهرب قطرات من البول عند العطس أو الكحة وهو ما يسمى بــstress incontinence وفي هذه الحالة يتم إجراء أنواع خاصة من الفحوص لاستبعاد أسباب أخرى كثيرة لهذه الحالة، ثم تجرى عملية الترفيع إذا لزم الأمر. 
 
أسباب اجتماعية وطبية 
أشارت إلى وجود أسباب غير طبية وتعتبر ثانوية، إذ تتمثل الأسباب الاجتماعية في نظرة المرأة إلى تأثر المنطقة بعد الولادة والخوف من تأثير ذلك على العلاقة الزوجية، أما الأسباب الأخرى فتكون نتيجة لمضاعفات في خياطات التوسيع الذي يتم أثناء الولادة، حيث تحتاج المريضة لشد عضلات العجان وتصحيح الخياطة السابقة بعد علاج الالتهابات التي قد تكون مصاحبة لتلك الولادة. 
 
نتائج إيجابية 
أكدت الدكتورة أن إجراء هذه العملية يخلص المريضة من مشكلات كثيرة ولها نتائج إيجابية من الناحية الصحية والنفسية، ومن أهم النتائج التبول بصفة طبيعية وأيضا عدم صعوبة الإخراج، إضافة إلى ذلك اختفاء الإحساس بالثقل وبروز المهبل عند الكحة والعطس أو حتى عند عملية الإخراج، وأيضا يساعد على تضييق المهبل ومنع دخول وخروج الهواء عند المشي أو القيام بالتمارين الرياضية، ومن هذا المنطلق تزداد الثقة بالنفس وترتفع الحالة المعنوية للعلاقة الزوجية، وهو مطلب ضروري لكل امرأة، بالإضافة إلى التقليل من الالتهابات المهبلية بدرجة كبيرة.
 
إعادة الوضع الطبيعي للمهبل
أكدت الدكتورة أن تلك العملية من العمليات التي يجريها جراحو النساء والولادة منذ سنوات كثيرة لإصلاح التلف في عضلات الحوض بسبب الولادة، ولكن تم تحوير العملية وطريقة إجرائها لتلبية رغبات النساء الكثيرات في العودة لوضع المهبل الطبيعي قبل الولادات للتمتع بحياة زوجية أفضل. 
 
الجديد في علاج ترهلات المهبل
اختتمت الدكتورة ميسون العبيد حديثها قائلة: "لقد أوجدت التطورات التقنية الحديثة حلولاً أكثر لمختلف المشكلات الطبية، ويعد الليزر أحدث تلك التطورات لعلاج ترهلات المهبل، وذلك من خلال تقوية طبقة الكولاجين الداخلية، وذلك من خلال جلسات متعددة، وتتناسب مع الحالات الخفيفة والمتوسطة، وهي في الحقيقة لا تصلح لعلاج هبوط المثانة أو المستقيم، مشيرة إلى أن ميزة تلك الطريقة تكمن في أنها تتم دون تخدير وتتيح للمرأة العودة لعملها وممارسة حياتها الطبيعية وحياتها الجنسية بعد 24 ساعة فقط".