تعرفي الى التهابات أوتار اليد

أيدينا مصدر حيويتنا، إذ إننا نعمل ونتواصل مع الآخرين بها، ولقد انتشرت في الآونة الأخيرة حالات مرضية مزعجة بين السيدات تحديداً يُطلق عليها "التهابات أوتار اليد" والتي عادة ما تكون مصحوبة بآلام شديدة في اليدين. 
 
للتعرف أكثر الى "التهابات أوتار اليد" قابلت "هي" الدكتور وسام المعيوشي، استشاري جراحة العظام وزراعة المفاصل والحاصل على الزمالة الفرنسية، ويعمل لدى مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية، والذي أجابنا مشكوراً على الأسئلة التالية:
 
أصبحت "التهابات أوتار اليد" من الحالات الطبية الشائعة، هل يمكن أن نتعرف على هذه الحالة المرضية بطريقة موجزة؟
 
أوتار اليدين تعمل على الربط ما بين عضلات الساعد وعضلات الرسغ مع العظام الموجودة في الأصابع والإبهام، الأمر الذي يسمح لنا بثني الرسغ ومفاصل اليد وتحريك أصابعنا وكذلك الإبهام، وتبقى الأوتار في مكانها بفضل وجود الأغشية الليفية، التي تكون على شكل أنبوب، وتُغطى الأوتار بنسيج منزلق يسمى الغشاء المصلي (synovial membrane) يساعدها على الانزلاق بنعومة.
 
ونتيجة للإكثار من الاستعمال، أو بسبب وجود حالة مرضية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو رفع وزن ثقيل، أو التكرار المفرط للحركة، يظهر الالتهاب والألم على شكل رسالة من الجسم تنبه المريض لوقف التحركات المفرطة.
 
وقد تكون التهابات الأوتار أحياناً من دون سبب واضح، فقد تتعرض الأوتار والأغمدة الوترية للالتهاب والتورم وتزداد سمكاً مسببة الألم الذي يقود إلى الحد من الحركة. 
 
وفي الآونة الأخيرة ومع تقدم التكنولوجيا ظهر العديد من الوظائف الجديدة لليدين بما في ذلك استخدام الهواتف، والألعاب أو الدردشة، والذي يؤدي استخدامها بشكل مفرط إلى التهاب وألم في الأوتار.
 
هل تتعدد المشاكل التي تصيب أوتار اليد، ماهي؟
في الحقيقة فإن معظم مشكلات الأوتار تكون بسيطة، ولكن إهمالها يمكن أن يؤدي إلى تطورها إلى التهاب غمد الوتر التضيق ووتر تورمات.
 
هل تعد النساء هن الأكثر تعرضا للإصابة بالتهابات أوتار اليد؟ 
مع التطور التقني والتكنولوجي، ومع كثرة الإقبال النسائي على اقتناء تلك الأجهزة والأدوات مثل الهواتف الذكية، بالإضافة إلى الأعمال اليدوية والمنزلية التي تقوم بها المرأة، كل تلك العوامل تجعل السيدات الأكثر تعرضاً لتلك الالتهابات.
 
ما هي الأعراض المصاحبة لالتهابات أوتار اليد؟
تتمثل الأعراض في ظهور آلام تختلف في شدتها من حالة لأخرى، حسب قوة الالتهاب، وقد تتطور الحالة إلى تورم يخف تدريجياً.
 
ما هي طرق العلاج الخاصة بهذه المشكلة؟
هناك مراحل متدرجة في العلاج، إذ عادة ما نبدأ بتوجيه المريض بالحصول على أكبر قدر من الراحة من خلال الابتعاد عن النشاطات التي تؤدي إلى إجهاد اليد، كما يمكننا اللجوء إلى التجبير مع بعض الأدوية التي تساعد الشخص في إراحة الأوتار، ويمكننا كذلك حقن الأدوية المضادة للالتهابات في بعض الحالات.
 
هل يمكن أن يفيد التدخل الجراحي في الحد من هذه المشكلة؟
العلاج الجراحي يعد حلاً أخيراً، إذا ما فشلت السبل التقليدية، أو في حالات تكرار إصابة الشخص بتلك الالتهابات.
 
هل يوجد عوامل خطورة تزيد من خطر الإصابة بالتهاب أوتار اليد؟
هناك العديد من الحالات الطبية تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض مثل السكري، وأمراض المفاصل الروماتويدي.
 
هل هناك طرق وقاية يمكن أن تتبعها النساء تحديداً للحد من الإصابة بهذه الالتهابات؟
مما لاشك فيه فإن الوقاية في كافة الحالات المرضية أفضل من العلاج، وفي حالة التهاب الأوتار فإنه من الضروري على الشخص الاعتدال في ممارسة كافة الأنشطة لاسيما التي لها علاقة بحركة اليد مثل رفع الأشياء الثقيلة، والاقتصاد في التعامل مع أجهزة التكنولوجيا الحديث، وفي حال ظهور أية آلام على المصاب التوقف مباشرة الرياضات الثقيلة والعمل، واستشارة الطبيب في وقت مبكر.