ليكن ذهنك متوقداً طوال الوقت

الشرود الذهني مشكلة يشكو منها الكثير من الناس، وتتفاقم كلما تقدم العمر وكثرت مصاعب الحياة. وهي مشكلةٌ تعطل أفضل قوى الإنسان التي يتميز بها عن سائر المخلوقات: العقل والفكر.
 
فهل تعانين من عدم التركيز والشرود الذهني وبالتالي النسيان في كثير من الأوقات؟ هل تشعرين أن قدرتك العقلية على التقاط الأمور وفهمها بسرعة باتت محدودةً مع الوقت؟ وهل تخافين من تدهور ذكائك بمرور الزمن؟
 
لست وحدك من يعاني من هذه الأعراض، فكثيرون حول العالم يشكون من هذه المشكلة، لكن الأسباب والنسب تختلف من شخص لآخر. إلا أنَ هناك أسباباً رئيسية لعدم التركيز والنسيان عند معظمنا، ألا وهي:
 
•سوء النظام الغذائي وعدم الإنتظام فى وجبات الطعام.
•نقص الحديد (الأنيميا وفُقر الدم).
•نقص السكر في الدم.
•عدم توازن الهرمونات أو اضطراب إفراز الغدد، خاصةً نقص إفراز الغدة الدرقية، والغدة فوق الكلوية.
•نقص حامض الفوليك.
•نقص "الثيامين" المعروف بـ"فيتامين الأعصاب"، لأن أي نقص، وإن كان بسيطًا، فى هذه المادة يصاحبه خلل فى أنشطة المخ.
•نقص فيتامين بي 12.
•التوتر والعوامل الإجتماعية والعاطفية، كالمشاحنات والمنازعات المستمرة داخل البيت أو فى مقر العمل أو المشكلات المادية.
•الأمراض النفسية، كالقلق المرضي أو الوسواس القهري أو الإكتئاب.
•سيطرة أحلام اليقظة على التفكير.
•الإرهاق الشديد.
•إرتفاع درجة الحرارة فى المكان.
•نوعية الإضاءة.
• قلة ساعات النوم.
• الضوضاء والأصوات العالية في الحوار.
 
الحلول لمشكلة الشرود
مهما كانت الأسباب فهناك خطوات إن اتبعَها أي شخص، فسوف تزيد نسبة ذكائه وتعود بعقله إلى حالة الإنتعاش واليقظة وسرعة الفهم.
 
وهذه الخطوات هي:
1. الإسترخاء والتنفس بعمق: إن أفضل ما يُنصح به من أجل أن يبقى العقل دائماً في حالة شباب وصحة جيدة هو الإسترخاء مع ممارسة تمارين التنفس بعمق، حيث أن ذلك من شأنه أن ينشَط الدورة الدموية ويؤثر بشكل إيجابي على صحة العقل. 
 
2. المعدة طريق الذكاء: إحدى الطرق التي يمكن أن يسلكها الإنسان لإعادة الحيوية والنشاط إلى عقله هيت غذيته جيداً؛ حيث يقول العلماء إن المعدة هي الطريق السليم لعقل نشط ويقظ.
 
ومما لا شك فيه أن جميعنا سمع عن الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة التي من المعروف عنها أنها تحارب مرض السرطان، وقد أثبتت الدراسات أن تناول الأطعمة التي تحتوي على هذه المضادات لا يحارب السرطان فقط، بل هو مفيدٌ أيضاً لصحة العقل ونشاطه، ومنها الفواكه والخضراوات وبعض الحبوب كالقمح وجوز الهند والتوابل.
 
3. برامج اللياقة العقلية: من المعروف علمياً أن عقولنا تقل كفاءتها بشكل طبيعي في سن الثلاثين، لكن في نفس الوقت، وحسبما يقول مايكل ميرزنيتش أستاذ علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في أبحاثه، فإن الإنسان في أي مرحلة عمرية يمكنه أن يدرَب ويشغَل عقله ليصبح أكثر سرعة ونشاطاً. وشبَه الدكتور مايكل عقل الإنسان بآلة التعلم، وكل ما على الإنسان منا أن يوفره لعقله هو الأدوات الصحيحة لتدريبه على النشاط والسرعة. ومن المعروف أن الدكتور ميرزنيتش قد طوَر نظام التدريب الذي يعتمد على الكمبيوتر ويعمل على زيادة قدرات العقل، ويُعرف هذا البرنامج باسم (برنامج اللياقة العقلية) يعتمد على تطوير المهارات السمعية والكلامية، ويتعاملالبرنامج مع من يخضع له بطرح أسئلة تميَز بين أصوات يتم عرضها ببطء في البداية ثم تسريع النطق بها من أجل جعل المخ أكثر يقظة تجاه ما تلتقطه الأذن. 
 
يمكنكم التعرف أكثر الى هذا البرنامج وعلى أبحاث الدكتور ميرزينتيش من خلال الموقع الإلكتروني: http://merzenich.positscience.com/
 
4. إجازة من التفكير: إحذروا من أن تأخذكم هموم وأمور الحياة بالإستغراق في التفكير المستمر؛ لأنه إذا كانت إثارة العقل بالتفكير في حل الألغاز والمشاكل أمراً مفيداً لصحته، فإن إبقاءه هادئا أمرٌ مفيدٌ أيضاً لنشاطه. فضغوط الحياة والتفكير فيها باستمرار يسبَب أضراراً كبيرة لخلايا المخ ويعوق أيضاً العمليات المعرفية كالتعلم والتذكر، ومن ثم فإن التفكير بهدوء في الأمور الشائكة يريح العقل ويجدَد قدرته على التفكير بشكل سليم.
 
كما يؤكد الباحثون في كلية طب جامعة هارفرد أن أفضل طريقة لإعطاء المخ إجازة تعود بالفوائد الصحية عليه، هي أن يحصل الإنسان على عدد ساعات النوم كافيةً له.
 
5. الضحك لتنشيط العقل: أثبتت الدراسات أن هرمون الدوبامين الذي يفرزه الجسم عند الضحك أو الشعور بالسعادة هو نفسه الذي يحفظ أجزاء المخ ويجعله نشطاً، وكلما زاد إفراز الجسم لهذا الهرمون كان النشاط الذهني للإنسان في أفضل حالاته. والتالي فإن مشاهدة الأفلام الكوميدية أو سماع نكتة مضحكة أمرٌ مفيدٌ للعقل ويرفع درجة فهمه واستعداده لحل كل ما يقابله من قضايا. 
 
6. حذار من الوحدة والتدخين: أثبتت الكثير من الدراسات أن الأداء العقلي والمعرفي لدى المدخنين أقل بكثير عند غير المدخنين، حيث يكون التدخين سلبياً على الذاكرة وعلى الوظائف الإدراكية للمدخن، كما يُحدث شرب الكحوليات نفس التأثير السلبي على وظائف المخ. 
 
ومن ناحية أخرى، أثبتت العديد من الدراسات أن العلاقات الوطيدة للإنسان بالمحيطين به تحسَن أداءه المعرفي، وتشير إحدى هذه الدراسات إلى أن الوحدة أو غياب تواصل الشخص مع الأصدقاء والأسرة والجيران يؤدي إلى تدهور العملية المعرفية لديه، وأن الترابط الاجتماعي والتواصل مع الآخرين يزيد نشاط المخ وذكاءه.