دراسة: الالتهابات المزمنة تسبب فقدان الذاكرة

يكثر الحديث في الفترة الاخيرة عن الالتهابات واضرارها على الصحة وكيف ان علاجها يساعد في تعزيز الصحة ككل.

والحقيقة ان الالتهابات تعد السبب الاول والمباشر، ضمن اسباب اخرى، في الاصابة بالامراض المختلفة، ويبدو ان الضرر يتعدى جسم الانسان ليصل الى الدماغ ايضا في اشارة خطيرة الى التأثير السلبي الذي يمكن ان تخلفه الالتهابات على الصحة الذهنية حسبما وجدت احدى الدراسات.

الالتهابات المزمنة وراء فقدان فقدان الذاكرة

في دراسة اجراها فريق من الاطباء الامريكيين في جامعة ديوك بكارولاينا الشمالية، توصل الباحثون الى ان الالتهابات التي تصيب جسم الانسان وتؤدي لاطلاق الاليات الدفاعية لجهاز المناعة، يمكن ان يكون لها تأثير مباشر على عمل الدماغ عند التقدم بالسن وهو ما يتجلى في حدوث خلل بالذاكرة والتقلبات المزاجية. 

وبحسب الباحثة الامريكية ستاسي بيلبو من جامعة ديوك، فان هناك ثمة ادلة تم استنتاجها من الابحاث المخبرية ودلت على ان الفئران التي تعرضت لالتهابات سببتها بكتيريا من فئة "كولي" في صغرها، لم تتمتع بنفس الذاكرة القوية بالمقارنة مع اقرانها من الفئران السليمة.

وقالت بيلبو ان السبب في ذلك يعود لمواصلة جهاز المناعة انتاج خلايا "ميكروغليال" الاساسية في نظام الدفاع عن الجسم مع الزمن، كما تعود اثناء الصغر، ما يؤدي لتركيز هذه الخلايا في منطقة من الدماغ مسؤولة عن الذاكرة، وهو ما يضر بعملها.

هذا وتمكن الفريق الطبي العامل على البحث من تأكيد نظريته بعد قيامه بخفض نسبة هذه الخلايا في الجسم، ما انعكس بالتحسن في اداء الذاكرة والقدرات التعليمية.

من جهة اخرى، قالت روث بارينوتس وهي باحثة عملت على بحث مشابه في جامعة كولورادو الامريكية ان نتائج بحثها اثبتت امكانية ظهور حالات ضعف الذاكرة المرتبطة بالالتهابات المتكررة حتى خلال مرحلة الشباب.

في حين ان الطبيبة جودي فان دو واتر، التي عملت على ابحاث مشابهة تهدف لمعرفة تأثير جهاز المناعة على عمل الدماغ ككل، وجدت اجساما مضادة عند بعض الامهات يمكن لها التأثير على نمو أدمغة الأجنة، وربطت ذلك بامكانية ان تلد تلك النساء اطفالا يعانون التوحد في المستقبل.