لاول مرة .. استخدام الضوء لخداع الخلايا السرطانية

لازالت البحوث العلمية مستمرة للعثور على طرق العلاج الافضل والاكثر فعالية لمرض السرطان، وفي نهج غير مألوف لمكافحة السرطان استخدم باحثون للمرة الاولى الضوء للوقاية من الاورام ومنع انتشارها عن طريق تكنولوجيا تسمى علم البصريات الوراثي لخداع الاشارات الكهربية في الخلايا السرطانية.

علم البصريات الوراثي لخداع الخلايا السرطانية
اجرى العلماء في جامعة توفتس الامريكية بمركز توفتس لعلم الاحياء التطوري تجارب باستخدام علم البصريات الوراثي، وذلك لاختبار امكانية الاستعانة بهذه الطريقة المستخدمة بالفعل في ابحاث المخ والجهاز العصبي في علاج السرطان، ويمكن وصف هذا البرنامج البحثي بأنه فك للشفرة الكهروبيولوجية.

ووفقا لما اشارت اليه الجمعية السعودية لطب الاسرة والمجتمع، فان عالم الاحياء مايكل ليفين، الذي يرأس مركز توفتس لعلم الاحياء التطوري، قد اوضح انه في حين تظل امكانية استخدام علم البصريات الوراثي في علاج السرطان غير مؤكدة، الى ان التعرف على الوظائف الكهربية في الجسم قد يقود إلى اساليب جديدة لعلاج مجموعة من الامراض، حيث ان الفكرة تشبه كثيرا الدماغ حينما حاول علماء الاعصاب اكتشاف دلالات الاشارات الكهربية في المخ، لمحاولة اكتشاف كيف يجري ترميز انماط الاشارات الكهربية للجسم، ومتابعة القنوات الايونية وهي القنوات من والى الخلايا والتي تسمح بالاستجابة لاشارات معينة، وعندما تكون القنوات مفتوحة تنتج حركة الايونات من الخلية وإليها اشارة كهربية.

ونشط الباحثون القنوات الايونية في الخلايا السرطانية من خلال تعريضها للضوء، وتمكنوا من خلال تنشيط القنوات وتعديل الاشارات الكهربية في الخلايا من منع تكون الخلايا السرطانية او وقف نموها في 30 بالمئة من اجنة الحيوانات الخاضعة للاختبار، ما يعني انه من خلال استهداف الاشارات الكهربية في الخلايا من الممكن السيطرة على سرعة انقسامها والمعلومات التي تتبادلها مع الخلايا القريبة منها.

حقنة لتسليط الضوء على الخلايا السرطانية
من جانب اخر تمكن الباحثون مؤخرا من تطوير حقنة جديدة تعمل على اضاءة الخلايا السرطانية، ما يمكن ان يساعد الجراحين في العثور على وازالة الورم من اول محاولة.

وتأتي هذه الحقنة الجديدة في الوقت الذي يعتمد فيه الاطباء في الوقت الراهن على صور الرنين المغناطيسي او الاشعة المقطعية لارشادهم في ازالة الورم والانسجة المحيطة به، ولكن في كثير من الحالات، لا يتم اكتشاف بعض الانسجة السرطانية وبالتالي تبقى في جسم المريض.

وتساعد مادة الحقن الجديدة وهي عبارة عن سائل ازرق اطلق عليه اسم ليمو 15 (LUMO15) الجراحين على التعرف على الانسجة السرطانية بمجملها عن طريق جعلها تتوهج بعد حقنها بهذه المادة، وفقاً لباحثين من المركز الطبي لجامعة ديوك بمدينة دورهام بولاية كارولاينا الشمالية بامريكا، ومن شأن هذا الاكتشاف ان يجنب المريض الخضوع لعملية جراحية ثانية لازالة اي انسجة سرطانية متبقية.