الشخير الدائم ينذر بمشكلة صحية محتملة

قد يعرَضنا الشخير للسخرية خلال التجمعات العائلية، لكنه قد يكون أيضاً مؤشراً على وجود انسداد خطير في الأنف. ووفقاً لـ’مؤسسة النوم الوطنية‘، يؤثر الشخير على 90 مليون من الأمريكيين البالغين، منهم 37 مليون شخصٍ يعاني منه بشكل منتظم. ويمكن أن يؤثر الشخير على كلا الجنسين مسبَباً النوم المتقطع، ما يؤدي إلى ضعف مستوى التركيز أثناء النهار.
 
ويتحدث الدكتور مادهوسودان شيندري، أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى ’ميديور 24×7‘ في دبي عن الشخير بأنه الصوت الخشن الذي يحدث نتيجةً لاهتزازات اللهاة، وأنسجةً أخرى في الفم والأنف والحلق (مجرى الهواء العلوي)، وهو ناتجٌ عن الإضطراب داخل مجرى الهواء أثناء الشهيق. 
 
ويحدث الإضطراب بسبب انسداد جزئي في أي مكان من ذروة الأنف إمتداداً إلى الحبال الصوتية. وقد يحدث هذا الإنسداد فقط أثناء النوم، أو قد يستمر طوال الوقت، ويصل لأسواً حالاته أثناء النوم. ويعود ذلك إلى أن عضلات الجسم تكون في حالة استرخاء أثناء النوم، حيث لا توجد قوةٌ عضلية كافية لمنع اهتزاز الأنسجة الهوائية. وبالمقابل تساهم العضلات في الحفاظ على المجاري التنفسية في وضعها الأمثل أثناء اليقظة، وهذا هو السبب في أننا لا نشخر عند اليقظة.
 
عادةً ما ينتج احتقان الأنف أو التورم في الأنسجة الأنفية عن الحساسية والعدوى الفيروسية أو المهيَجات البيئية، مثل الغبار الذي يمكن أن يسبَب انسداد الأنف، ما يؤدي إلى الشخير لبضعة أيام. ومع ذلك، قد ينتج انسداد الأنف المستمر عن انحراف الحاجز الأنفي، وهو الهيكل الذي يقسم الأنف إلى فجوتين. وعندما يحدث التواءٌ في الحاجز الأنفي، يُشار إليه باسم انحراف، والذي يؤدي بدوره إلى انسداد إحدى أو كلتي فتحتي الأنف. 
 
ويمكن معالجة هذه المشكلة عن طريق إجراء جراحة بسيطة في إحدى العيادات، حيث يتم تقويم العظام والغضاريف التي تسبَب الإنحراف.
 
يتسبَب الشخير المستمر أيضاً بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن. ويعاني الجميع من الصداع والرشح وحتى التهاب الأذن مرةً واحدة على الأقل في السنة، لكن هذه المشاكل تُعتبر جزءاً من الحياة اليومية للمرضى المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن.
 
لا يُعتبر انسداد الأنف السبب الوحيد لحدوث الشخير، حيث تلعب بعض العوامل المتعلقة بنمط الحياة مثل السُمنة، واللهاة الطويل أو الحنك الرخو، وكبر اللوزتين واللسان بالمقارنة مع حجم الفك، دوراً في تعزيز صعوبة الحالة. 
 
يسارع الأشخاص الذين يعانون من الشخير لوقت طويل إلى محاولة الحصول على علاج مضاد أو استشارة من قبل الأهل والأصدقاء في محاولة للتخلص من الشخير.
 
ويشير الدكتور مادهوسودان شيندري أن هذه العلاجات السريعة تقدم حلاً مؤقتاُ للمشكلة، إذ يجب على المريض إستشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان هناك حالة طبية داخلية تسبَب الشخير المستمر.