هبوط الرحم: مشكلةٌ صحية تُعالج بخجل

هناك العديد من المسائل الصحية التي تواجه النساء لكنها تبقى ضمن المحظورات ولا يتم التحدث عنها أو طرحها بشكل صريح، منعاً للإحراج الإجتماعي.
 
لكن ذلك ينعكس سلباً على صحة المرأة وبالتالي لا بدَ من التوعية نحو الإهتمام أكثر بأي طارئ صحي يواجهنا كنساء ولا نخشى من الحديث عنه وإيجاد العلاج المناسب له بالوقت المناسب.
 
من هذه المسائل التي تخجل بعض النساء من الحديث عنها، مسألة هبوط الرحم أو هبوط المهبل؛ وهي مسألةٌ تعترض سبيل حياة معظم النساء بعد الزواج والإنجاب، حتى السيدات اللواتي لم ينجبنَ معرَضاتٌ لهذا النوع من الأمراض النسائية.
 
نقدم لك اليوم عزيزتي تفصيلاً عن مرض هبوط الرحم، أسبابه، أعراضه وكيفية علاجه. هذه نصيحةٌ أيضاً وليس مجرد عرض كتابي، لتكون كل سيدة واعيةً ومدركة لصحتها وإيلائها العناية اللازمة لأن كل شيء لا يهم بقدر أهمية العناية بصحتنا.
 
ما هو هبوط الرحم؟
 
هبوط المهبل أو هبوط الرحم أو ميلان الرحم (والمعروف باللغة الإنكليزية Uterine prolapse ) له أسماءٌ عديدة أخرى تُطلق عليه: مثل جهاز هبوط الحوض، تدَلي الرحم أو سقوط الرحم، تهدَل الرحم، هبوط المهبل، والسقوط المهبلي.
 
وهبوط المهبل هو شكلٌ من أشكال هبوط الأعضاء التناسلية للإناث، وفيها يهبط الرحم ويتدلى نحو المهبل، وفي الحالات الشديدة قد يتدلى حتى يخرج من فتحة المهبل.
 
أسباب هبوط الرحم
 
يُعتبر السبب الأكثر شيوعاً من هبوط الرحم هو الصدمة أثناء الولادة، ولا سيما الولادات المتعددة أو الصعبة. فحوالي 50٪ من النساء اللواتي أنجبنَ عدداً من الأطفال، يشهدنَ تطوير شكل ما من أشكال هبوط الحوض في حياتهم. 
 
كما يُعتبر هبوط الرحم شائعاً بكثرة عند النساء المتقدمات في العمر، خصوصاً أولئك الذين حدث لديهنَ إنقطاع الطمث. 
 
وتدَلي الرحم والمهبل يعني هبوطهما أسفل الوضع الطبيعي، وعادةً ما يحدث هبوط العضوين معآ لأن الأربطة التي تحفظهما في الحوض تصلهما معآ بجدار الحوض. ويسهم ضعف عضلة أرضية (أو قاع) الحوض في هبوط الرحم والمهبل.
 
في بعض الاحيان يبدأ السقوط بالرحم ليجذب معه الجزء العلوي للمهبل، وقد يحدث العكس ويكون ظهور الهبوط في الرحم أكبر من الهبوط في جدار المهبل ، والعكس صحيح. 
 
من الاسباب العديدة لهبوط الرحم:
- ضعف أربطة عنق الرحم ويشمل:
1. ضعفٌ خلقي مسببآ سقوط الجهاز التناسلي في سن مبكرة، وقد يحدث السقوط قبل الزواج والولادة.
2. أسبابٌ لها علاقة بولادة خاطئة، وتشمل: تكرار الولادة دون وجود فترة زمنية مناسبة وفاصلة حتى تستعيد الأربطة والعضلات قوتها؛ الحزق لمحاولة الولادة قبل اتساع كامل لعنق الرحم، حيث يحدث هذا ضغط الرأس على عنق الرحم قبل اتساعه مُضعفآ أربطته؛ محاولة توليد الرأس عن طريق الجفت أو جهاز الشفط أو توليد "المجيء بالمقعدة" قبل اتساع عنق الرحم إتساعآ كاملآ؛ وإذا كان المولود كبير الحجم محدثآ تمزقآ في الأغشية المحيطة بالمهبل التي تسانده.
3. ضعف الأربطة والعضلات بعد سن اليأس ، حيث يقلَ هرمون الإستروجين الذي يؤثر على حيوية وقوة هذه الأربطة والعضلات.
- تمزَق عضلات أرضية الحوض والعجان، ويحدث بسبب الولادة وعدم خياطة هذه التمزقات.
- ميلان الرحم إلى الخلف ما يؤدي إلى هبوط الرحم بالمهبل ثم الشدَ عليه.
- السعال والإمساك المزمنين.
- وجود أورام بالبطن، تؤدي لزيادة الضغط بالتجويف البطني ضاغطة على الرحم إلى أسفل، وكذلك الجذب على الرحم من أسفل عن طريق السقوط المهبلي.
 
تابعينا في المقالة القادمة حيث نتحدث أكثر عن أنواع هبوط الرحم، الأعراض التي ترافقه وطرق علاجه.