مع بداية الشتاء.. كل ما تحتاجين معرفته عن الإلتهاب الرئوي

قد تكون الإنفلونزا ونزلات البرد هي أكثر المشاكل الصحية التي يواجهها الناس مع قدوم فصل الخريف وقرب موسم الشتاء القارص. إلا أن الإلتهاب الرئوي يُعدَ كذلك من المتاعب الصحية التي يتعرض لها الإنسان مع انخفاض درجات الحرارة والتعرض لتيارات الهواء الباردة في فصلي الخريف والشتاء.

وبحسب الدكتورة أمينة سلاماني، أخصائية باطنية في المستشفى التخصصي الكندي بدبي، فالإلتهاب الرئوي هو التهاب تنفسي حاد يصيب الرئتين أو أحدهما،نتيجة لعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية،وهو من أكثر أسباب الوفيات شيوعاً في أنحاء العالم بجانب أمراض خطيرة أخرى مثل السرطان والقلب.

ويمكن أن يتراوح مدى خطورة الإلتهاب الرئوي من درجة خفيفة إلى شديدة الخطورة مُسببة للوفاة، خاصة عند الرضع والأطفال الصغار، والأشخاص الأكبر من 65 سنة، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في جهاز المناعة.

أنواع وأسباب الإلتهاب الرئوي

تشير أخصائية الباطنية لوجود 3 أنواع رئيسية للإلتهاب الرئوي هي الآتية:

1. الإلتهاب الرئوي المُكتسب من المجتمع: وهو أكثر أنواع الإلتهابات شيوعاً، يُصاب به الشخص أثناء اختلاطه بالبيئة المحيطة به،ويكون إما ناتجاً عن:

• الإلتهابات البكتيرية الناجمة عن المُكورات العقدية الرئوية، وهو الأكثر انتشاراً.
• أو عن ميكروبات تشبه البكتيريا، ويُطلق عليه إسم الإلتهاب الرئوي الجوال وهو أقل حدة.
• أو ناتج عن الفيروسات، بما في ذلك مرض فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
• أو ناتج عن الفطريات الموجودة في التربة أو فضلات الطيور. وأكثر المصابين به هم من يعانون من الأمراض المزمنة وضعف المناعة.

2. الإلتهاب الرئوي المُكتسب من المستشفى: وهو التهاب جرثومي يُصاب به المريض أثناء إقامته بالمستشفى، وهو أشد خطراً نظرا لمقاومة البكتيريا المتسببة للمضادات الحيوية.
3. الإلتهاب الرئوي الشفطي: قد يُصاب به الشخص عندما يتعرض لأي بكتيريا مُستنشقة سواء من لعاب أو طعام أو شراب أو قيء. وتزداد الإصابة بهذا النوع من الإلتهاب في حالة وجود إصابة في الدماغ أو مشكلة في البلع أو في حالة الإدمان على الكحول أو المخدرات.

وفيما يخص الأسباب، تقول الدكتور سلاماني أن الرئتين تتشكلان من أكياس صغيرة تُدعى الحويصلات الرئوية، وتلكالاكياس تمتلئ بالهواء عندما يتنفس الشخص الصحيح. وعندما يُصاب هذا الشخص بالإلتهاب الرئوي، تمتلئ الحويصلات بمواد سائلة وصديد مما يحدَ من دخول الأكسجين،ويكون ذلك إما نتيجة لالتهابات بكتيرية أو فيروسية أو فطرية.

الإلتهاب الفيروسي والبكتيري قد يكون مُعدياً،إذ تنتقل الميكروبات بسهولة بواسطة قطرات اللعاب من شخص لآخرعن طريقالسعال أو العطس.أما بالنسبة للإلتهاب الرئوي الناجم عن الفطريات، فهو عادةً ما يكون غير معدي وهو مرتبط بضعف مناعة الشخص نفسه.

علامات وأعراض الإلتهاب الرئوي

تتراوح عادة بين الخفيفة والشديدة، وذلك بناءً على عوامل مثل نوع الجرثومة المُسبِّبة للعدوى، العمر، والحالة الصحية العامة. وكثيراً ما تتشابه العلامات والأعراض الخفيفة مع علامات وأعراض نزلة البرد أو الإنفلونزا، ولكنها تستمر لفترة أطول.

قد تتضمن علامات وأعراض الإلتهاب الرئوي:

• ألم في الصدر، وضيق التنفس.
• التشوش الذهني أو التغيرات في الوعي العقلي (عند البالغين من عمر 65 وأكثر).
• السعال الجاف مبدئياً، والذي قد ينتج عنه البلغم فيما بعد.
• الإرهاق والتعب والصداع.
• الحمى والتعرق والارتجاف.
• درجة حرارة جسم أقل من الطبيعية (عند البالغين الأكبر من 65 عامًا والأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف).
• الغثيان أو القيء أو الإسهال وفقدان الشهية ونزول الوزن.

عوامل خطر ومضاعفات الإلتهاب الرئوي

بعض الحالات قد تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالإلتهاب الرئوي، تُفنَدها الدكتورة سلاماني بالتالي:

• إصابة الرضع والأطفال الصغار الأقل من خمس سنوات.
• كبار السن فوق 65 عاماً.
• وجود أمراض مزمنة كالإنسداد الرئوي المزمنوالربو وأمراض القلبومرض السكري.
• التدخين.
• أمراض تُضعف جهاز المناعة كالإيدز، والمرضى الذين خضعوا لزراعة الأعضاء، أو الذين يتلقون علاجاً كيميائياًأو الستيرويدات طويلة الأمد.

أما مضاعفات هذا المرض فيمكن تلخيصها بالآتي:

• صعوبة التنفس الحاد والذي يستلزم استخدام جهاز التنفس الصناعي.
• انتشار البكتيريا في مجرى الدم، مُسبباًالفشل العام لباقي أعضاء الجسم.
• تراكم السوائل حول الرئتين والإرتشاح البلوري.
• خراج الرئة ويحدث جراء تشكَل صديد في أحدتجاويف الرئة.

كيفية الوقاية من الإلتهاب الرئوي

تنصح أخصائية الباطنية بوجوب اتباع بعض النصائح المهمة التي تقيك وعائلتك من الإلتهاب الرئوي، وتتضمن:

• تلقىيالتطعيمات اللازمة: وتتوفر اللقاحات للوقاية من بعض أنواع الإلتهاب الرئوي والإنفلونزا. تحدثي مع طبيبك حول طرق الحصول على هذه الجرعات.
• التأكد من تلقي الأطفال للتطعيم.
• الحفاظ علىالنظافة الجيدة: لحماية نفسك من عدوى الجهاز التنفسي التي غالبًا ما تؤدي إلى الالتهاب الرئوي، اغسلي يديك بانتظام أو استخدمي مطهرًا لليد يحتوي على الكحول.
• الإمتناع عن التدخين: إذ يُدمَر التدخين الدفاعات الطبيعية للرئة ضد عدوى الجهاز التنفسي.
• المحافظة على جهاز مناعي قوي: من خلال الحصول على نوم كافٍ، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي.