في اليوم العالمي للزهايمر.. تدابير وقائية لمشكلة التجول لدى المصابين بالمرض

في يوم 21 سبتمبر من كل عام، ينطلق اليوم العالمي للزهايمر. بدأت الحكاية منذ عام 1984 في واشنطن حيث قدمت مجموعة من الخبراء بـ مرض ألزهايمر حلمًا واحدًا ورؤية هدفها: "حياة أفضل للأشخاص الذي يعانون من الخرف ولذويهم". ومنذ 25 سنة، لم تتغير الرؤية، وكذلك العاطفة لم تتزعزع، مع تضاعف عدد أعضاء جمعية مرضى الزهايمر من 4 أعضاء لتصل إلى أكثر من 75 جمعية عالمية للزهايمر.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يُعد مرض الزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعاً، ومن بين نحو 55 مليون شخص مصاب بالخرف على مستوى العالم، يُقدر أن نسبة المصابين بداء الزهايمر تتراوح بين 60% إلى 70%. وتضيفالمنظمة الأممية أن هناك ما يقرب من 10 ملايين حالة خرف جديدة كل عام، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بالتزامن مع ارتفاع نسبة السكان المسنين في عدد كبير من البلدان.

وفي هذا السياق، أوضحت خبيرة من مستشفى كليفلاند كلينك أن ما يُعرف بـ"التجول بلا هدف أو وجهة" هو أحد الأعراض الشائعة بين الأفراد المصابين بمرض الزهايمر، ولكن هناك بعض الطرق العملية البسيطة التي يمكنها تقليل المخاطر المرتبطة بهذه الحالة المرضية.

شينا ماير خبيرة العلاج المهني من كليفلاند كلينك
شينا ماير خبيرة العلاج المهني من كليفلاند كلينك

أهمية علاج مشكلة التجول بلا هدف لمرضى الزهايمر

أشارت شينا ماير، خبيرة العلاج المهني ومديرة برنامج إعادة التأهيل السريري في مركز كليفلاند كلينيك لو روفو لصحة الدماغ، إلى أن عارض "التجول" هو مفهوم واسع إلى حد ما، إذ لا يشير التجول إلى الأشخاص الذين يتجولون جسدياً بعيداً عن منازلهم أو يمشون بمفردهم في الأماكن العامة فقط، وإنما أيضاً يمكن أن يحدث داخل المنزل على شكل المشي بسرعة متكررة، أو التعبير بشكل متكرر عن الحاجة للمغادرة والذهاب إلى مكان ما. حتى عندما يكون هذا المكان أو المفهوم غير منطقي، مثل الرغبة في العودة إلى منزل الطفولة قبل عودة الأب من العمل.

وأضافت ماير: "في حين أن نحو 20٪ من الأفراد الذين يعيشون في المجتمع ومصابون بالخرف ومنهم 60٪ يعيشون في مؤسسات رعاية وتأهيل يعانون من عارض التجول، إلّا أن هذه النسبة لا تعكس بالضرورة حجم المشكلة، ذلك لأن أفراد الأسرة لا يُبلغون عادة عن عارض التجول ولا يتناولونه بشكل متكرر كما ينبغي أثناء زيارة مراكز الرعاية الصحية والتحدث مع الأطباء المختصين، أو أنهم قد يخطئون في شرح (التجول بلا وجهة) على أنه سلوك آخر. بالإضافة إلى ذلك، قد لا يكون مقدمو الرعاية الصحية على دراية بالمناهج الأخرى التي يمكن أن تساعد في إدارة هذه الحالة، مثل الأنشطة الاجتماعية والعلاج المهني.

الزهايمر احد اشكال الخرف ويسبب العديد من الاعراض
الزهايمر احد اشكال الخرف ويسبب العديد من الاعراض

وشددت ماير على أهمية معالجة عارض التجول لدى المصابين بالزهايمر نظراً للآثار السلبية التي يمكن أن تنتج عنه. ففي حين يمكن أن يكون التجول داخل بيئة خاضعة للرقابة آمناً إلى حد ما، إلا أن الآثار المترتبة عليه خارج البيئات الآمنة قد تكون خطيرة. ويمكن أن يكون للتجول عواقب نفسية حادة مثل التوتر أو القلق أو الاكتئاب. كما يمكن أن يؤدي لإصابتهم باضطرابات النوم التي تؤثر أكثر في وظائفهم الإدراكية، أو الحاجة لإدخال المريض إلى مركز رعاية صحية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر التعرض لأذى جسدي بما في ذلك نقص السكر بالدم، انخفاض حرارة الجسم، ضربات الشمس، السقوط، والإصابات الأخرى، حتى الموت.وأشارت إلى أن خطر "التجول" يزداد مع شدة الضعف الإدراكي، وأن الأفراد الذين يعانون من عارض التجول مرات عديدة في الأسبوع يعانون دائماً من الخرف المعتدل على الأقل.

أسباب وعلاجات التجول لدى مرضى الزهايمر

ضرورة حل مشكلة التجول بلا هدف لمرضى الزهايمر
ضرورة حل مشكلة التجول بلا هدف لمرضى الزهايمر

لفتت ماير إلى أنه بالنظر إلى الأسباب التي تدفع المصابين إلى "التجول"، تشير مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تركز على وجهات النظر النفسية والاجتماعية حول "التجول" إلى ثلاثة سيناريوهات؛ أولها هروب الشخص من بيئة غير مألوفة، وثانيها، الرغبة في التفاعل الاجتماعي، وثالثها، ممارسة السلوك الناجم عن القلق أو قلة النشاط. وتشمل العوامل الأخرى التي تزيد من عارض التجول، القدرة على تحمل الضغط المنخفض مدى الحياة؛ واعتقاد الفرد أنه لا يزال يعمل؛ ورغبته المتكررة في البحث عن أشخاص أو أماكن محددة.

وأضافت ماير: "من خلال تجربتي الشخصية في مساعدة الأفراد المصابين بالخرف والزهايمر، وجدتُ أن العواطف والشعور يؤديان دوراً مهماً في إدارة الأعراض. وغالباً ما كان الأشخاص المصابين بعارض التجول غير قادرين على فهم أو إيصال أنهم كانوا يعانون من القلق أو الملل أو عدم الراحة أو الأوهام أو الهلوسة المتعلقة بأشخاص أو أماكن سابقة."

ونوهت ماير إلى أنه يمكن لأفراد الأسرة وأولئك الذين يعتنون بالأفراد المصابين بمرض الزهايمر طلب المساعدة من مختصي العلاج المهني، الذي يدركون تأثير الأنشطة الروتينية وأنماط الحياة المتسقة والبيئة المحيطة في الأشياء التي يتعين علينا تأديتها ونريد أن نكون قادرين على إنجازها في يوم معين. ويمكن لهؤلاء المعالجين تدريب أفراد العائلة أو الأصدقاء أو مقدمي الرعاية على استخدام استراتيجيات إعادة التوجيه والتحقق والاستماع الإنعكاسي والتلميح للحد من عارض التجول غير الآمن وتهدئة الانفعالات إذا لزم الأمر."

خطوات عملية لتقليل مخاطر التجول لمرضى الزهايمر

هذا وقدمت ماير مجموعة من الخطوات العملية التي يمكن لأفراد العائلة ومقدمي الرعاية اتخاذها لتقليل "التجول" أو على الأقل المساعدة في ضمان سلامة المريض، وتشمل هذه الخطوات:

  • تنبيه السلطات المحلية حول شخص مُعرض للتجول من غير وجهة، إذا كان ذلك مناسباً، ومعرفة موارد السلامة المحلية في المنطقة.
  • إعادة توجيه المريض بأمان أو الحد من الوصول إلى أبواب الخروج، مثل عن طريق وضع مرآة أمام هذه الأبواب أو تمويهها، وكذلك تغطية مقابض الأبواب أو تركيب مغلاق للباب بعيداً عن متناول المريض.
  • قفل مفاتيح المركبات.
  • استكشاف المنتجات المصممة لتحسين سلامة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، مثل المنتجات في المواقع الإلكترونية الخاصة بمؤسسات رعاية مرضى الزهايمر.
  • الاستفادة من أجهزة التعقب GPS أو الأنظمة التقنية الأخرى مثل التنبيه الآمن/التنبيه الطبي التي توفر تغطية داخل المنزل وخارجه.
  • جعل الشخص يرتدي قلادة أو سوار تعريف.
  • تركيب أجهزة إنذار لتنبيه مقدم الرعاية حول هروب المريض من منطقة آمنة.