الشوربة حل سحري لكثير من الأمراض وهذه أفضل أنواعها

اعتادت أمهاتنا وجداتنا للمسارعة في تحضير طبق شوربة ساخن فور شعورنا بالمرض أو بعد عودتنا من الطبيب وتشخيص إصابتنا بالإنفلونزا. ويقوم معظمنا اليوم بنفس الإجراء فور إحساسنا بالمرض أو لمجرد توعك أحد أطفالنا.

فما هو السر وراء هذه العلاقة الوطيدة بين تناول الشوربة الدافئة وبين الشفاء من المرض؟ ليس سحراً بالتأكيد، بل أن هذا الطبق البسيط بمكوناته يحمل الفوائد الصحية الجمة التي تعزز مناعة الجسم وتساعده على تجاوز المرض بجانب الأدوية، في حال دعت الحاجة لذلك.

لذا أردنا البحث أكثر في ارتباط الشوربة بالتعافي من المرض، وما هي الفوائد التي نجنيها من تناول طبق شوربة صحي يحوي مكونات معينة. وعليه توجهنا بالأسئلة إلى نيكي كلارك، مؤسسة علامة Re:Nourish لأصناف الشوربة الصحية للإستفسار أكثر عن فوائد تناول الشوربة عند المرض، وأنواع الشوربة الواجب تناولها في حالة المرض. إضافة لمعلومات جمعناها لك عزيزتي القارئة عن فوائد بعض أصناف الشوربة تحديداً، وما هي أنواع الشوربة التي لا ينبغي تناولها سواء في حال المرض أو السلامة العامة.

الشوربة حل سحري لعلاج الامراض-رئيسية واولى
الشوربة حل سحري لعلاج الامراض

لماذا الشوربة مهمة لتسريع عملية التعافي أثناء المرض

بحسب كلارك وهي أخصائية تغذية عملت لسنوات كممرضة وبات لديها معرفة كبيرة بأن اتباع نظام غذائي صحي يؤدي لنمط حياتي صحي، تُعد التغذية الجيدة أمراً بالغ الأهمية للتعافي بعد المرض أو الخضوع لعملية جراحية، إذ يحتاج الجسم إلى إصلاح نفسه بنفسه.

ومن أجل تحقيق هذه الغاية، تُعتبر الشوربة الطازجة الحل الأمثل لاحتوائها على الماء والإلكتروليتات الضرورية لترطيب الجسم بعد فقدان الدم أو الإصابة بالجفاف. وهي مواد يسهل على الجسم امتصاصها كما تُسهل على الجهاز الهضمي الحصول على العناصر الغذائية بسرعة. مثال على ذلك، تستغرق شوربة الخضار مدة ثلاثين دقيقة في المعدة حتى يتم هضمها.

وفي سؤال لأخصائية التغذية التي قامت بإعداد أصناف مغذية من الشوربات ذات وظيفة صحية حائزة على العديد من الجوائز ومتوفرة للمستهلكين في العديد من المحال التجارية لتسخينها وتناولها فوراً، حول أنواع الشوربة الواجب تناولها أثناء المرض لضمان التعافي، نصحت كلارك قراء موقع "هي" بتجربة أصناف الشوربة التي قامت بتحضيرها والتي تُعد غنية بالفيتامينات والمعادن، وهي خالية من أية مواد حافظة أو سكريات. وتركز كلارك في معظم وصفاتها على الزنجبيل كعلاج طبيعي رائع للمساعدة في علاج الغثيان والمرض.

وفي السياق ذاته، تقول كلارك أن أساسيات الشوربة الصحية لتسريع التعافي وتقوية مناعة الجسم ضد الأمراض، تتمثل في إحتوائها على الكثير من الخضراوات الطبيعية الطازجة، والماء الذي تغليه بشرط عدم التخلص منه لأن هذا الماء يحتوي على الفوائد الصحية بالإضافة إلى عدم إحتوائها على سكر مضاف أو مواد حافظة. كما يجب أن يكون محتوى الشوربة الصحية من الملح منخفضاً لأنك لا ترغبين في تجفيف الجسم أكثر، وكلنا يعلم علاقة الملح بزيادة إدرار البول وبالتالي الإصابة بالتجفاف.

هل يمكن للأطفال تناول أنواع الشوربة ذاتها كالبالغين

هذا فيما يخص الكبار، لكن ماذا عن الأطفال الصغار، هل بإمكانهم تناول أنواع الشوربة ذاتها مثل البالغين؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، ما هي التعديلات اللازمة لجعلها أكثر ملاءمة الأطفال.

طرحنا هذا السؤال على كلارك وأجابت بالتالي: "نعم بالتأكيد، يمكن للأطفال تناول نفس أنواع الشوربة كالبالغين طالما لم يُضاف إليها الملح. الشوربة هي العلاج الأمثل للأطفال حيث يسهل عليهم هضمها واستعادة الطاقة والحيوية إلى الجسم. قد يصاب الأطفال أيضاً بالجفاف بسرعة كبيرة بعد المرض، وبالتالي تساعد الشوربة في الحفاظ على رطوبة جسمهم. وبالتالي فالشوربة تُعد مثالية لجميع أفراد الأسرة."

الشوربة وفوائدها الصحية

الشوربة مفيدة طالما انها ليست جاهزة وغنية بالصوديوم والدهون
الشوربة مفيدة طالما انها ليست جاهزة وغنية بالصوديوم والدهون

بعدما تعرفنا من أخصائية التغذية نيكي كلارك على أهمية الشوربة للتعافي من المرض، وأساسياتها لتخدم هذا الغرض، نستطلع وإياك عزيزتي لفوائد الشوربة على الصحة وما يمكن أن نجنيه من تناول طبق صغير من هذا الصنف الشهي.

وتُعتبر الشوربة مصدر غني بالفيتامينات والمعادن وغيرها من المغذيات التي يحتاجها الجسم. وهي سهلة الهضم وسلسة الطعم، وبالتأكيد سريعة التحضير وتلبي حاجات الجميع.

يسهم تناول الشوربة في توفير الفوائد الصحية التالية:

  • تليين المعدة وتهئيتها لاستقبال أصناف الطعام الأخرى، خاصة الصلبة منها.
  • تدفئة المعدة وتليين الأمعاء ما يساعد على سهولة الإخراج وقلة الإصابة بالإمساك.
  • الشوربة غنية بالألياف الغذائية الصحية، وأصناف الشوربة مثل الخضار والبقوليات تحافظ على صحة الجهاز الهضمي وتقلل الإصابة بالنفخة وعسر الهضم وغيرها من مشاكل هذا الجهاز.
  • الشوربة طبق صحي طبيعي، يعتمد على الخضار واللحوم أو الدجاج إضافة إلى البقوليات والأرز وغيرها من العناصر الغذائية. وبالتالي يمكن التعويض بها عن تناول أصناف أخرى من الطعام في الوجبة الواحدة.
  • الشوربة غنية بنسبة عالية من الماء الذي يغذي خلايا الجسم ويحافظ على نضارة البشرة.
  • طريقة تحضير الشوربة بشكل صحي عن طريق السلق والغلي، يساعد في محافظتها على قيمتها الغذائية الموجودة فيها. وبالتالي تبقى محتفظة بالفيتامينات والمعادن والبروتينات.
  • تعزز الشوربة الشعور بالشبع والإمتلاء في المعدة، ما يساعد على تناول كميات أقل من الطعام وخسارة الوزن في حال الرغبة بذلك، أو الحفاظ على وزن صحي.

أمثلة على أصناف الشوربة الصحية

إن كنت تبحثين عن أصناف مميزة للشوربة غير شوربة الدجاج التقليدية أو شوربة الخضار، يمكنك الإستعانة ببعض هذه الأمثلة كما وردت في عدد من المواقع:

  • شوربة العدس: سواء العدس المجروش أو العدس الأسود، غنية بالبروتين والحديد. تحافظ على صحة القلب، تعزز صحة الجهاز الهضمي، تضبط نسبة السكر في الدم، تخفض الكوليسترول المرتفع، مصدر ممتاز للطاقة، ومفيدة للنباتيين كونها غنية بالبروتينات.
  • شوربة الأرز والطماطم: غنية بالبروتين والحديد والنشويات. فعالة في تحسين صحة العظام، تعزيز صحة الأوعية الدموية، مقاومة العديد من الأمراض مثل الجلطات بفضل محتواها من الليكوبين، الحد من الإصابة بفقر الدم، تحسين القدرات العقلية، محاربة السرطان والمساعدة على خسارة الوزن.
  • شوربة الشمندر: تُقدم باردة عادة وهي غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات. ومن فوائد هذه الشوربة الأساسية، المساهمة في إنقاص الوزن كونها فقيرة بالسعرات الحرارية والكوليسترول، غنية بالألياف وتعزز تدفق الماء من الجسم.
  • شوربة الشوفان: غنية بالألياف، فيتامين ب6، المغنيسيوم والبوتاسيوم. وتساعد على ضبط مستويات السكر بالدم، الحد من الإمساك وتزويد الجسم بالطاقة.

طرق طهي الشوربة الصحية

تحضير شوربة صحية باضافة الخضروات والعناصر الغذائية الاخرى
تحضير شوربة صحية باضافة الخضروات والعناصر الغذائية الاخرى

يؤكد خبراء الصحة على أن طهي الشوربة بشكل صحي، يسهم في تعزيز مزاياها الغذائية والعلاجية العالية. وبالتالي ينبغي معرفة طرق طهي الشوربة الصحية من خلال اتباع الخطوات التالية:

  • عوضاً عن فتح علبة أو ظرف شوربة جاهز تشترينه من المتجر، اصنعي مرق الشوربة بنفسك. هذا يسمح لك بتحسين نكهة الشوربة الخاصة بك دون زيادة مستويات الصوديوم. مثلاً، لتحضير شوربة خضروات لذيذة، قومي بشوي مجموعة متنوعة من الخضروات، وبمجرد أن يتحول لونها إلى البني، أضيفيها إلى قدر من الماء المغلي واتركيها على نار خفيفة لمدة ساعة. ثم صبي الشوربة من خلال مصفاة ونكهيها بالتوابل والأعشاب العطرية.
  • مذاق الشوربة الكريمية لذيذ، لكنه مليء بالدهون والسعرات الحرارية بفضل الإضافات  التي يضمها هذا الصنف من الشوربات، مثل الزبدة والقشدة الثقيلة. لا يزال بإمكانك الإستمتاع بشوربة صحية كثيفة وغنية الملمس بدون كافة الدهون، عن طريق هرس القرنبيط المطبوخ أو البطاطس أو الأرز أو الشوفان مع مكونات الشوربة الأخرى. ويمكنك أيضًا استبدال الكريمة المطلوبة في الوصفة بالزبادي اليوناني أو حليب جوز الهند الخالي من الدسم.
  • تُعد الخضروات طريقة رائعة لإضافة المزيد من المذاق والفائدة إلى الشوربة، مع زيادة القيمة الغذائية والألياف في كل وعاء. قومي بإضافة أي صنف من أصناف الخضروات الموجودة لديك خاصة الخضراء منها، كونها مفعمة بمضادات الأكسدة والألياف الغذائية التي تعزز مناعة الجسم وتحارب الإمساك. فقط تأكدي من إضافة هذه الأصناف في نهاية الطهي، حتى لا تخسر الكثير من عناصرها بسبب كثرة الطبخ. يمكن إضافة خضار أخرى، مثل الفطر والبصل والشمر والكرفس والجزر والقرع والجزر الأبيض لإضفاء المزيد من النكهة والتغذية لطبق الشوربة.
  • يمكن أن تكون الشوربة وجبة رائعة منخفضة السعرات الحرارية، وكلما احتوت على المزيد من الألياف، كلما زادت قيمتها الغذائية. يمكنك زيادة محتوى الألياف في أي صنف شوربة صحي عن طريق إضافة الفاصوليا أو العدس أو الحبوب الكاملة أو الخضار. بعض الحبوب الأخرى لتجربتها؟ الشعير والكينوا والفارو والبرغل والأرز البري أو المعكرونة المصنوعة من القمح الكامل خيارات صحية لا تستغني عنها.
  • في محاولة لخفض استهلاك الصوديوم في أطباق الشوربة المختلفة، يمكنك استخدام التوابل والأعشاب العطرية مثل الكمون، الفلفل الأسود، الزعتر، الكزبرة والكاري والتي تضفي مذاقاً مميزاً على الشوربة.

هل جميع أصناف الشوربة صحية

تجيب الدكتورة أمل فرج، أخصائية التغذية العلاجية وعضو فريق Bloom – The Diet Experts في مراكز Inshape، بالنفي على هذا السؤال مضيفة أن ليس كل أنواع الشوربة مفيدة وصحية؛ فالشوربة الجاهزة سهلة التحضير سواء كانت "مُعلبة" أو "مُكيسة" أي تأتي ضمن أكياس، ليس لها أية فوائد على الإطلاق بل تسبب العديد من الأضرار مثل عسر الهضم. كما أن هذه الأصناف من الشوربة قليلة العناصر الغذائية التي تكاد تكون معدومة فيها، في مقابل محتواها العالي من المواد الحافظة ومُكسبات الطعم غير الصحية.

ونصحت أخصائية التغذية العلاجية بضرورة تجنب الشوربة الجاهزة والإعتماد أكثر على الشوربة المُعدة منزلياًن لضمان غناها بالعناصر الغذائية الكاملة التي يحتاجها الجسم للتعافي والسلامة.