الشد العضلي هل ينذر بارتفاع الكوليسترول الضار

من منا لم يختبر الشد العضلي في القدم أو الفخذ أو اليدين والبطن، بطريقة تجعل من الصعب تحريك الجزء المصاب بالشد لبعض الوقت.

والحقيقة أن الشد العضلي هو حالة من تشنج العضلات ناجمة عن تقلصات مفاجئة تحدث للعضلات المختلفة، غالباً ما تكون مؤلمة جداً وتمتد بين عدة ثواني لغاية ربع ساعة، وقد تصيب العضلات المختلفة في الجسم سواء خلال الحركة أو الجلوس أو حتى النوم.

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الشد العضلي، بعضها له علاقة بمشاكل صحية مثل الفشل الكلوي أو قصور الغدة الدرقية؛ والبعض الآخر يتمثل في ممارسات حياتية خاطئة أو شديدة مثل إرهاق العضلات الناتج عن التمرين الرياضي القاسي، الجفاف في الجسم، ضغط وإصابة العصب الشوكي نتيجة المشي أو الوقوف، إضافة إلى الحمل وتناول الكحول بكثرة.

إلا أن مصادر طبية أشارت إلى أن الشد العضلي قد يكون بمثابة إنذار على ارتفاع الكوليسترول الضار في الجسم. فما هي طبيعة هذه الأخبار وتفاصيلها، وما دلالاتها على صحة الإنسان؟ هذا ما سنحاول الإضاءة عليه اليوم من خلال معلومات جمعناها من عدة مواقع تحدثت عن الأمر.

ارتفاع الكوليسترول الضار يزيد خطر امراض القلب
ارتفاع الكوليسترول الضار يزيد خطر امراض القلب

علاقة الشد العضلي بارتفاع الكوليسترول الضار

بداية لا بد من التذكير بأهمية الكوليسترول كواحد من العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم للبناء والنمو. ويسهم الكوليسترول الجيد في بناء الخلايا السليمة للجسم، لكن الكوليسترول الضار هو الذي يحمل الخطر على صحة الإنسان كونه يقف كأحد الأسباب الرئيسية وراء أمراض القلب.

ويتراكم الكوليسترول الضار في الجسم جراء الإكثار من تناول الأطعمة الدهنية والدسمة، قلة ممارسة الرياضة، زيادة الوزن والتدخين إضافة إلى العامل الوراثي. ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل الجلطات والسكتات وغيرها.

وبالعودة إلى العلاقة بين الشد العضلي وارتفاع الكوليسترول الضار، أشار موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن صحيفة Times of India إلى أن الكوليسترول الضار هو قاتل غير مرئي، كونه "يمهد الطريق لمشاكل صحية خطيرة دون أن يعاني الفرد من علامات واضحة."

ويبدو أن تراكم الكوليسترول في الشرايين، يتسبب بحدوث تقلصات أو شد عضلي في 5 مناطق من الجسم ويمكن اعتباره واحداً من أعراض مرض الشريان المحيطي، أحد مضاعفات ارتفاع الكوليسترول الضار.

ومرض الشريان المحيطي PDA هو مرض تتراكم فيه اللويحات مثل الكوليسترول في الشرايين التي تحمل الدم إلى الرأس والأعضاء والأطراف. ما يؤدي لحدوث مشكلة شائعة في الدورة الدموية، حيث تتسبب الشرايين الضيقة بتقليل تدفق الدم إلى الذراعين أو الساقين، ما يجعلها لا تحصل على كمية كافية من الدم لتلبية احتياجات الجسم الطبيعية. ويمكن لبعض عوامل الخطر أن تزيد من مرض الشريان المحيطي مثل التدخين والشيخوخة ومرض السكري.

وبحسب الأطباء في قسم الجراحة التابع لجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو الأمريكية، يمكن أن تشمل أعراض ارتفاع الكوليسترول التقلصات أو الشد العضلي في الساقين والأرداف والفخذين والقدمين، لكنها أعراض يمكن أن تخف بعد الحصول على الراحة.

في حين أن الأعراض الأخرى لاعتلال الشرايين المحيطية، أو ما يُعرف بإسم مرض الشريان المحيطي، تشمل الآتي:

  • الشعور بنبضات ضعيفة أو غائبة في الساقين أو القدمين.
  • تقرحات أو جروح في أصابع القدم أو القدمين أو الساقين، تلتئم ببطء أو بشكل سيء أو لا تلتئم على الإطلاق.
  • شحوب لون البشرة أو تحولها إلى اللون الأزرق.
  • انخفاض درجة الحرارة في أحد الساقين مقارنة بالساق الأخرى.
  • ضعف نمو الأظافر على أصابع القدم.
  • انخفاض نمو الشعر على الساقين.
خفض الكوليسترول الضار باتباع نظام غذائي صحي
خفض الكوليسترول الضار باتباع نظام غذائي صحي

وفي حال المعاناة من بعض أو كل هذه الأعراض، ينصح الخبراء بضرورة استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، مع الإشارة إلى أن العديد من المصابين باعتلال الشرايين المحيطية قد لا يعانون من أية أعراض ولا تظهر عليهم علامات الإصابة بالمرض.

نصائح لخفض خطر اعتلال الشرايين المحيطية

الخطوة الأولى التي ينصح بها الأطباء وخبراء الصحة، هي باعتماد نمط حياة صحي يرتكز على الطعام الصحي وخفض الوزن وممارسة الرياضة باستمرار، في محاولة حثيثة لتقليل خطر الإصابة باعتلال الشرايين المحيطية وغيرها من المشاكل الصحية المتعلقة بارتفاع الكوليسترول الضار.

ويجب على الأشخاص المُعرضين لخطر هذه الأمراض، التقليل من تناول الدهون المشبعة واستبدالها بمصادر الدهون غير المشبعة، المتوفرة بكثرة في الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون ودوار الشمس والجوز وزيوت البذور. كما تُعد زيوت السمك مصدراً جيداً للدهون الصحية غير المشبعة، وخاصة دهون أوميغا-3.

كذلك يشدد الخبراء على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لخفض مستويات الكوليسترول الضار المرتفعة، وذلك بمعدل لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً. ويمكن التدرج في ممارسة الرياضة بحيث يبدأ المرء بالمشي السريع والسباحة وركوب الدراجات ثم الذهاب نحو التمارين الأشد. وينصح الخبراء بوجوب اختيار النشاط البدني المناسب والمحبب للشخص لضمان الإستمرارية والمواظبة على ممارسته.

في النهاية، لا يسعنا سوى إعادة التذكير بضرورة الحفاظ على صحتك عزيزتي القارئة في عمر مبكر، والوقاية من أية أمراض خطيرة لها علاقة بنمط الحياة غير الصحي مثل أمراض القلب. فالوقاية في عمر أصغر تقلل من إصابتك بالأمراض عند التقدم بالسن.