أيهما أفضل لتجنب عدوى كوفيد 19 جل التعقيم أم غسل اليدين

أيهما أفضل لتجنب عدوى كوفيد 19 جل التعقيم أم غسل اليدين، للإجابة عن هذا السؤال لا بد من معرفة مزايا وخصائص كل من جل التعقيم الذي بات يستخدم بشكل واسع منذ بدء جائحة كورونا أواخر العام 2019، وبين مسألة غسل اليدين التي يشدَد عليها الأطباء وخبراء الصحة للوقاية من الأمراض على اختلافها.

ومنذ بداية أزمة كورونا، تهافت الناس على شراء جل التعقيم بأشكاله المختلفة من الأسواق وعملوا على استخدامه بشكل دائم وحتى مفرط في بعض الأحيان، للحيلولة دون الإصابة بعدوى فيروس كورونا الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 4 ملايين و800 ألف شخص حول العالم حتى الساعة.

لكن المختصين يفضلون التركيز على مسألة غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر أكثر من استخدام جل التعقيم، كون الأخير قد يحمل بعض الأضرار التحسسية والجلدية لكثير من الناس.

أيهما أفضل لتجنب عدوى كوفيد 19 جل التعقيم أم غسل اليدين

في تقارير منشورة على موقع صحيفة "رأي اليوم" الإلكتروني وغيره من المواقع الإخبارية، يتحدث الخبراء عن ماهية استخدام جل التعقيم للوقاية من عدوى كوفيد 19.

وجل التعقيم الذي نعرفه حالياً، تم اكتشافه في العام 1966 على شكل هلام قائم على الكحول لتنظيف وتعقيم اليدين في حال عدم توافر الماء والصابون. وتحول إلى مادة يحملها الناس معهم أينما ذهبوا في العام 2009 مع تفشي وباء إنفلونزا الخنازير (أتش1 أن1)، لتصبح زجاجات المواد الصغيرة من جل التعقيم متوافرة في كل مكان تقريباً.

وعلى الرغم من التشكيلة الكبيرة لمعقمات اليدين بألوانها وروائحها الزكية ووصفاتها التي بات بالإمكان تحضيرها في المنزل من خلال وصفات موجودة على الإنترنت، إلا أن السؤال البديهي ما زال يطرح نفسه بشكل قوي: هل جل التعقيم أفضل من غسل اليدين في الوقاية من عدوى كوفيد 19؟

نسبة عالية من الكحول في جل التعقيم

تجيب هيئة الخدمات الصحية الوطنية وهيئة الصحة العامة في بريطانيا على هذا التساؤ بطريقة غير مباشرة، من خلال تأكيد على أن جل التعقيم الفعال في محاربة معظم الفيروسات يجب أن يحتوي على ما لا يقل عن 60% من الكحول. مع الإشارة إلى أن معظم المعقمات المتوافرة في الأسواق حالياً تحتوي على حوالي 60-95% من مادة الكحول.

ولأصحاب البشرة الحساسة الذين قد يعانون من حدة نسبة الكحول في جل التعقيم، تتوافر خيارات كثيرة لا تحتوي على هذه المادة، وإنما عوامل أخرى مضادة للفيروسات والجراثيم مثل التريكلوسان الذي يستخدم في الكثير من المنتجات، بدء من الصابون ووصولاً إلى معجون الأسنان.

لكن أبحاثاً عدة وجدت أن التريكلوسان يمكن أن يضرّ بنظام الغدد الصماء في الجسم، وقد حظرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية استخدامه في منتجات النظافة نهاية العام 2017.

وبحسب سالي بلومفيلد، الأستاذة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فإن "الفيروسات أكثر مقاومة للمطهرات من البكتيريا". إلا أنه ولحسن الحظ، فإن فيروس كورونا ذو غلاف، بمعنى أنه يمتلك طبقة من حوله يمكن للكحول مهاجمتها والوقاية من التهديد الناجم عن عدوى هذ الفيروس.

لكنها لا تنصح بتصنيع معقم خاص بكل فرد، كونه قد يكون فعالاً في القضاء على بعض البكتيريا فقط دون الفيروسات. كما أن المنتجات التجارية تحتوي على ملينات أكثر نعومة على البشرة، وبالتالي فإن صنع جل تعقيم منزلي خالي من هذه الملينات قد يشكل خطراً على البشرة.

كما نصحت بلومفيلد بمعرفة الوقت المناسب لاستخدام جل التعقيم، كون فيروس كورونا يمكن أن ينتقل عبر قطرات السعال من شخص لآخر، وبالتالي لا يجب استخدامه بشكل مفرط عند استلام البضائع أو الطرود نظراً لضعف احتمال انتقاله منها إلينا.

كذلك نصحت الخبيرة البريطانية بضرورة غسل اليدين بالماء والصابون بصورة دورية، او استخدام جل التعقيم في حال عدم توفر الماء والصابون في الأماكن العامة. على أن يبادر كل شخص فور عودته إلى المنزل أو المكتب أو مكان العمل بغسل اليدين جيداً قبل لمس أي شيء خاصة الوجه. كون الفيروس يحتاج لخلايا حية قد يتكاثر، وهي الخلايا الموجودة حول العينين والفم والأنف.

ما هو الخيار الأفضل للوقاية من عدوى كوفيد 19

يعدَ غسل اليدين أفضل السبل للوقاية من عدوى فيروس كورونا وغيرها من الفيروسات، وذلك بحسب تأكيد العديد من الدراسات منها دراسة أجرتها الجمعية الأميركية للميكروبيولوجيا عام 2019، وتوصلت فيها إلى أن استخدام الماء الجاري والصابون لغسل اليدين هو الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من عدوى فيروس كورونا بالمقارنة مع جل التعقيم.

وينصح الخبراء بغسل اليدين بالصابون على كلا الجانبين وبين الأصابع وتحت الأظافر، يداً تلو الأخرى، ثم شطفهما جيداً بالماء الجاري لمدة 20 ثانية.