هل النوم على البطن يساعد في إنقاذ حياة بعض مصابي فيروس كورونا

هل النوم على البطن يساعد في إنقاذ حياة بعض مصابي فيروس كورونا، وهي مسألة لاحظها الكثيرون في خضم أزمة فيروس كورونا المستمرة منذ حوالي السنتين. إذ يعمد الأطباء لوضع بعض مرضى كورونا على بطونهم أثناء العلاج خاصة في العناية المركزة.

ويطلق على هذا الإجراء تعبير "الإنبطاح"، وهي عملية تهدف لمساعدة مرضى كورونا ممن يعانون من مشاكل في التنفس على الراحة والتعافي بشكل أسرع وأفضل، وذلك من خلال زيادة كمية الأكسجين التي يستنشقونها.

فما هي خصائص النوم على البطن، وكيف يساعد في إنقاذ حياة بعض مصابي فيروس كورونا، وهل من مخاطر لهذا الإجراء؟ هذا ما نكشف عنه بناء لمعلومات نشرها موقع "بي بي سي عربي".

هل النوم على البطن يساعد في إنقاذ حياة بعض مصابي فيروس كورونا

النوم على البطن اجراء يعتمد لمرضى متلازمة العجز التنفسي الحاد

بحسب الموقع، فإن النوم على البطن يسهم في العديد من الفوائد لمرضى كورونا، منها التخلص من السوائل المتجمعة في الرئة والتي تؤثر سلباً على التنفس. وتزداد الحاجة لهذا الإجراء في حالات مصابي فيروس كورونا الذي تم إدخالهم للعناية المركزة بسبب خطورة حالتهم الصحية.

كما ان النوم على البطن يزيد من انسياب الأكسجين، وهو ما أكده خبير العناية المركزة وأمراض الجهاز التنفسي والأستاذ في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية باناغيس غالياتساتوس قائلاً: "العديد من مصابي فيروس كورونا لا يستطيعون استنشاق كميات كافية من الأكسجين، وهذا يسبب ضرراً كبيراً، وحتى لو زودوا بالأكسجين، لا يعد هذا كافياً في الكثير من الأحيان ولذا نقلبهم على بطونهم لمساعدة الرئة على التمدد".

ويضيف غالياتساتوس أن الجزء الأثقل من الرئتين يقع في الظهر، لذا فإن المرضى الراقدين على ظهورهم يعانون من صعوبات في استنشاق الكمية الكافية من الهواء، كون أوزانهم تضغط على الجزء الأكبر من الرئتين.

في حين يساعد النوم على البطن أو الإنبطاح، في تدفق كميات أكبر من الأكسجين والمساعدة في استخدام أجزاء أخرى من الرئتين. ووفقاً للخبير غالياتساتوس "بإمكان هذا الأسلوب أن يأتي بنتيجة ملموسة، وقد شاهدنا نجاحه عند العديد من المرضى".

إجراء توصي به منظمة الصحة العالمية

وكانت منظمة الصحة العالمية أوصت في وقت سابق، باستخدام أسلوب النوم على البطن لمصابي فيروس كورونا ممن يعانون من متلازمة العجز التنفسي الحاد (ARDS) لمدة 12 إلى 16 ساعة في اليوم. مشيرة لإمكانية استخدام الأسلوب ذاته مع الأطفال، بشرط وجود عاملين مدربين وخبرة كافية لضمان أمان المرضى.

فيما كشفت نتائج بحث أجرته الجمعية الأمريكية للأمراض الصدرية، واعتمدت فيه على 12 حالة إصابة خطيرة بكوفيد 19 لمرضى مصابين بمتلازمة العجز التنفسي الحاد وأدخلوا مستشفى جينينتان في مدينة ووهان الصينية، أن المرضى الذين لم يقضوا وقتاً كافياً في وضعية الانبطاح شهدوا ضعفاً في أداء الرئتين مقارنة بالمرضى الآخرين الذين أخضعوا لهذا الإجراء.

مخاطر النوم على البطن لمصابي فيروس كورونا

النوم على البطن لبعض مصابي فيروس كورونا يزيد من تدفق الاكسجين

على الرغم من فعالية هذا الإجراء وبساطته التي قد يعتقدها البعض، إلا أن إجراء النوم على البطن لا يخلو من المخاطر والتعقيدات. وأولها الوقت الطويل الذي يتطلبه قلب المرضى على البطن والحاجة للعديد من ذوي الخبرة في المجال الطبي.

ويؤكد غالياتساتوس هذه النقطة قائلاً: "الأمر ليس بالهين، ويتطلب مشاركة 4 أو 5 أشخاص لإتمامه بنجاح".

وقد يكون هذا الأمر صعباً في بعض المستشفيات التي تعاني من نقص الكوادر الطبية والتمريضية بموازة الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بكوفيد-19.

كما أن النوم على البطن لمصابي فيروس كورونا ينم عنه العديد من الأعراض الجانبية، خصوصاً الأشخاص الذين يعانون من السمنة. وعليه يجب إتخاذ أقصى درجات الحيطة مع المرضى الذين يعانون من إصابات في الصدر والمرضى الذين أخضعوا للتنفس الاصطناعي أو الذين يستخدمون الأنابيب البولية، بحسب غالياتساتوس.

والنوم على البطن قد يزيد من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية وانسداد المجاري التنفسية في بعض الحالات.