دراسة: كورونا قد يضاعف أعداد المصابين بالسكري

يوماً بعد يوم، يتصاعد الخوف من تفشي متحورات فيروس كورونا حول العالم ومضاعفاتها الخطيرة خاصة متحور "دلتا" الذي يشهد انتشاراً كبيراً في العديد من الدول. وذلك في خضم عودة الحياة شبة الطبيعية في دول كثيرة، وعدم الإلتزام بالكمامة في بعض الدول الأوروبية والأمريكية التي شهدت نسبة عالية من حملات التطعيم ضد عدوى فيروس كورونا.

وفيما تحذر منظمة الصحة العالمية وغيرها من الدوائر الصحية من مغبة عدم الإستهتار والحفاظ على الإجراءات الإحترازية للوقاية من فيروس كورونا حتى بعد التلقيح، يبدو أن خطراً صحياً جديداً يلوح في الأفق مع تسجيل إصابات كثيرة بمرض السكري نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.

هذا ما حذرت منه دراسة إيطالية حديثة، مشيرة إلى احتمال زيادة أعداد المصابين بمرض السكري جراء الإصابة بمرض كوفيد-19. فما هي تفاصيل هذه الدراسة المقلقة؟ هذا ما نعرفه سوياً بناء على معلومات أوردها موقع جريدة "الشرق الأوسط" السعودية.

الإصابة بكورونا قد تسبب مرض السكري

مرض كوفيد-19 يؤدي لمشاكل في التمثيل الغذائي للجلوكوز

هذا ما خلصت إليه دراسة قام بها باحثون من جامعة ميلانو الإيطالية ونشرت نتائجها في دورية "نيتشر ميتابوليزم"، متوقعة زيادة أعداد مرضى السكري بشكل كبير، وذلك بسبب تأثير فيروس كورونا على البنكرياس. وحدد الباحثون أن نحو نصف المرضى الذين أدخلوا المستشفى بسبب مرض كوفيد-19 خلال بداية تفشي المرض، كان لديهم مستويات عالية من السكر.

وبحسب باولو فيورينا، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث بقسم أمراض الكلى في مستشفى بوسطن للأطفال في الولايات المتحدة، فإن هؤلاء المرضى لم يكونوا مصابين بمرض السكري قبل إصابتهم بفيروس كورونا. وعند دخولهم المستشفى، فإن حوالي 46% منهم عانوا من ارتفاع سكر الدم الجديد. وفيما تم علاج بعضهم، بقي حوالي 35% من هؤلاء المرضى يعانون من ارتفاع سكر الدم لمدة 6 أشهر على الأقل بعد الإصابة بالفيروس.

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون بتقييم صحة 551 شخصاً أدخلوا المستشفى في إيطاليا من مارس حتى مايو 2020، في فترة متابعة استمرت 6 أشهر بعد دخول المستشفى.

وبالمقارنة مع المصابين الذين لم يظهروا أية علامات غير طبيعية في مستوى الجلوكوز، فإن مرضى ارتفاع السكر في الدم واجهوا مضاعفات أسوأ منها البقاء بالمستشفى لوقت أطول، أو المعاناة من أعراض سريرية سيئة، وصولاً إلى الحاجة الشديدة للأوكسجين والتهوية، ومزيداً من العلاج في العناية المركزة.

كورونا يسبب مشاكل في التمثيل الغذائي للجلوكوز

 يتسبب مرض كوفيد-19 بارتفاع سكر الدم عند المصابين به

وأفاد فيورينا أن الهدف من الدراسة، كان فهم الألية التي أدت لضعف أداء هؤلاء المرضى بالمقارنة مع أقرانهم ممن لم يعانون من ارتفاع سكر الدم. وكان الباحث الإيطالي نشر سابقاً، بحثاً أظهر أن مرض كوفيد-19 يؤدي لمشاكل في التمثيل الغذائي للجلوكوز. ولمعرفة المزيد حول هذا الأمر، تم تزويد كافة المرضى بجهاز استشعار الجلوكوز عند الدخول إلى المستشفى.

ومع الوقت، اكتشف فيورينا وفريقه الكثير من الشذوذ في التحكم بالتمثيل الغذائي للجلوكوز عند مرضى كورونا الذين أصيبوا بارتفاع السكر في الدم. كما لاحظوا مستويات هرمونية غير طبيعية لدى المرضى الذين عانوا من ارتفاع سكر الدم، وفرط إنتاج أنسولين الدم الشديد، ومستويات غير طبيعية من الأنسولين إضافة إلى ضعف وظيفة خلايا "بيتا" التي تقوم بإفراز الأنسولين.

وفي تعليقه على هذه النتائج، قال فيورينا: "يشير المظهر الهرموني بشكل أساسي إلى أن وظيفة البنكرياس غير طبيعية لدى المرضى المصابين بمرض كوفيد – 19، ويستمر الأمر لفترة طويلة بعد الشفاء".

كما يعاني مرضى فرط سكر الدم أيضاً من تشوهات قوية في كمية السيتوكينات الالتهابية، بما فيها (IL – 6) . وفيما انخفض شذوذ التمثيل الغذائي للجلوكوز مع الوقت عند بعض المرضى، بقيت حالات أخرى، فيما سجل كثير من المرضى مستويات أعلى من الجلوكوز بعد تناول الطعام الأكل وهرمونات البنكرياس غير الطبيعية في فترة ما بعد كوفيد-19.

وأشار فيورينا إلى أن هذه الدراسة، هي واحدة من أولى الدراسات التي كشفت أن مرض كوفيد-19 ذو تأثير مباشر على البنكرياس ليس فقط خلال المرحلة الحرجة أثناء العلاج في المستشفى، وإنما أيضاً على صحة المرضى المصابين به على المدى الطويل.

هل من علاج لهذا التأثير

 كورونا قد يضاعف اعداد المصابين بالسكري

وفقاً لفيورينا، فإن كيفية علاج المرضى الذين يعانون من تشوهات الجلوكوز المرتبطة بمرض كوفيد-19 ما زالت تثير الأسئلة، حول ما إذا كان يجب علاج المرضى بأدوية مضادة لمرض السكري فقط مثل محسسات الأنسولين، أم يجب استخدام الأدوية المضادة للإلتهابات.

وأشار فيورينا إلى أنه في حال مواصلة استهداف الأنسولين وحجبه، لكن في ظل وجود التهاب قوي ومزمن، فإن ذلك سوف يؤدي لتلف مزمن، مقترحاً القيام بدراسات أكبر لاختبار العلاج المضاد للسكري والالتهابات.