اكتشاف عدوى جرثومية تقلل فرص الشفاء من مرض كرون

مرض كرون هو مرض التهاب الأمعاء. ويسبب الداء التهابًا في الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى ألم في البطن، وإسهال شديد، وشعور بالتعب، وفقدان الوزن وسوء التغذية. والالتهاب الناتج عن مرض كرون يمكن أن يتضمن مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي عند مختلف الأشخاص.

غالبًا ما تنتشر الإصابة بالالتهاب نتيجة لمرض كرون انتشارًا عميقًا في أنسجة الأمعاء المصابة. ويمكن أن يكون مرض كرون مؤلمًا وموهنًا، وقد يؤدي أحيانًا إلى مضاعفات مهددة للحياة بحسب ما اورد موقع "مايو كلينيك".

لا يوجد علاج شافي لمرض كرون، لكن بعض العلاجات تخفف من علاماته واعراضه الى حد كبير. الا ان اكتشافاً جديداً يفسر عدم جدوى هذه العلاجات عند البعض، مرده الى عدوى جرثومية تمنع الشفاء من مرض كرون.

عدوى جرثومية تقلل فرص الشفاء من مرض كرون

يساعد الاكتشاف الجديد في تفعيل العلاجات المتوفرة للعديد من مرضى كرون

اكتشف فريق بقيادة باحثين من المستشفى الأمريكي "كليفلاند كلينك"، عدوى جرثومية تمنع الشفاء من مرض كرون.

ووفقًا لنتائج الدراسة التي أجراها الفريق والمنشورة في مجلة "ساينس" العلمية الشهيرة، فإن الباحثين عثروا على نوع من الخمائر يشيع وجوده في الأجبان واللحوم المصنعة، في مناطق الجروح التي لم تلتئم عند المرضى المصابين بداء كرون. ومن شأن الاكتشاف أن يشير لطرق علاجية أو وقائية جديدة ضرورية لهذا الداء.

فريق العمل الذي قاده الدكتور ثاديوس ستابينبيك، رئيس قسم الالتهابات والمناعة بمعهد ليرنر للأبحاث التابع لمستشفى كليفلاند كلينك في ولاية أوهايو الأمريكية، وضم باحثين من جامعة واشنطن ومركز سيدارز سيناي الطبي وكلية دارتموث، وجد أن مستويات خميرة "دباريوميسس هانسيني" تكون أعلى لدى المرضى المصابين بداء كرون، لا سيما في المناطق الملتهبة بصورة مزمن من القولون والأمعاء الدقيقة، والتي تشير لوجود جروح مَعوية غير ملتئمة.

وقال الدكتور ستابينبيك إن ضعف التئام الجروح المعوية قد يؤدي إلى التهاب مزمن، وكلاهما من السمات الرئيسة للأمراض الالتهابية التي تصيب الأمعاء. موضحاً أن أهمية الدراسة التي أجراها فريقه، تكمن في العثور على مكوّن مُعدٍ لمرض كرون، وأن استهداف هذه العدوى قد يصبح نهجًا قابلًا للتطبيق، سواء لعلاج المرض أو لتطوير استراتيجيات وقائية قائمة على النظام الغذائي.

وأكد الدكتور ستابينبيك أن هذه الاستراتيجيات "ضرورية للغاية" نظرًا لأن سبل العلاج الحالية تفشل عند حوالي 50% من المرضى.

تفاصيل الدراسة

مرض كرون هو التهاب يصيب الامعاء ويسبب الم البطن والتعب

أجرى الباحثون تحليلًا لخزعات أنسجة معوية مأخوذة من مرضى مصابين بداء كرون، ووجدوا أن الخميرة المذكورة موجودة في معظم العينات مقارنة ب 10%  فقط من عينات أُخذت من أشخاص أصحاء.

كذلك، أجرى الباحثون تسلسلًا لخزع من الحمض النووي الجينومي مأخوذة من مناطق معوية مختلفة لأفراد مصابين بالمرض ينتمون إلى مجموعة أخرى، ووجدوا أن مستويات الخميرة كانت مرتفعة في المناطق الملتهبة في الأمعاء مقارنة بالمناطق غير الملتهبة لدى المريض نفسه.

ولتعريف الآليات النشطة المحدّدة، أجرى الدكتور ستابينبيك وزملاؤه اختبارات على فئران لديها ضعف في التئام الجروح المعوية بصورة تتوافق مع الإصابات التي لوحظت في مرضى كرون، فوجدوا أن مستويات خميرة "دباريوميسس هانسيني" كانت أعلى بشكل ملحوظ فقط داخل الجروح غير الملتئمة، حيث تتمركز هذه الخميرة داخل هذه الجروح مفضلة إياها لوجود نوع معين من الخلايا المناعية يسمى بالخلايا الضامّة.

وتأكّد الباحثون أن الخميرة ليست مسبّبًا للمرض، لكنها تساهم في حدوثه عن طريق زيادة مستوى أحد السيتوكينات المحرّضة على الالتهابات، والذي يُدعى كيموكين CCL5.

وبحسب الدكتور ستابينبيك، فإن النتائج المجتمعة التي توصلت إليها الدراسة تشير إلى أن استهداف كيموكين CCL5 أو الخميرة نفسها قد يكون طريقة علاجية فعالة لتحسين التئام الأمعاء لدى مرضى كرون.