تنظيم السكر في الدم يحمي الكلى من المضاعفات الخطيرة

أكد خبراء من مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، أن أهم الخطوات التي ينبغي التركيز عليها في علاج مرض اعتلال الكلية السكري، وهو شكل من أشكال أمراض الكلى المزمنة المرتبطة بداء السكري من النوعين الأول والثاني، تكمن في خفض مستوى السكر في الدم، ومن ثم التأكد من تنظيم ضغط الدم والالتزام بتناول الأدوية التي يحددها الطبيب المختص.

وتزامناً مع اليوم العالمي للكلى الذي يصادف 11 مارس من كل عام، أوضح الدكتور مصطفى أحمد، استشاري أمراض الكلى في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، أن حوالي 25٪ من مرضى السكري يصابون في نهاية المطاف بأمراض الكلى.

ويعد مرض اعتلال الكلى السكري من المضاعفات الخطيرة التي قد يتعرض لها مريض السكري نظراً لكونه يؤثر على قدرة الكلى على التخلص من الفضلات والسوائل الزائدة في الجسم.

كيفية الوقاية من مرض اعتلال الكلية السكري

اتباع نمط حياة صحي يحمي من اعتلال الكلية السكري

وشدّد الدكتور مصطفى أن الطريقة الأفضل للوقاية من مرض اعتلال الكلية السكري - أو تأخير احتمالية الإصابة به – تتمثل في اتباع نمط حياة صحي وعلاج العامل المسبب والكامن وراء مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

مضيفاً "من أجل تقييم مدى قدرة المريض على التحكم بنسبة السكر في الدم، فإننا نجري له فحص الهيموجلوبين السكري، المعروف أيضاً باسم اختبار HbA1c، والذي يقيس مستوى التحكم في نسبة السكر في الدم خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر الماضية. وفي حال تمكن المريض من خفض النتيجة من 9٪ إلى 7٪ فقط - على سبيل المثال - فإن ذلك سيساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض الكلى بنسبة 50٪ - 70٪".

وأضاف الدكتور مصطفى أن مرض الكلى المزمن غالباً ما يكون له علامات أو أعراض قليلة في المراحل المبكرة، وقد لا تتضح تلك الأعراض حتى تتضرر وظائف الكلى بشكل كبير. لذا من الضروري إجراء فحص دوري لوظائف الكلى بمجرد تشخيص مرضى السكري لدى المريض، ويمكن القيام بذلك بدايةً عن طريق اختبارات الدم والبول الاعتيادية والبسيطة.

وأكد الدكتور مصطفى على أهمية تشخيص الإصابة بأمراض الكلى المزمنة ومعالجة العوامل المسببة لها في أقرب وقت ممكن لتفادي تطور المرض إلى مرحلة متأخرة من الفشل الكلوي، والذي يُعد مرضاً خطيراً قد يؤدي إلى الموت ما لم يتم غسيل الكلى بشكل دوري أو إجراء عملية زرع كلى.

وتشمل العوامل الأخرى التي يمكنها الحد من مخاطر الإصابة بأمراض الكلى أو المساعدة في الوقاية من تفاقم الحالة، الحفاظ على وزن صحي والإقلاع عن التدخين.

نصائح غذائية لمرضى الكلى

من جهته، أشار الدكتور بهاء شعث، استشاري أمراض الكلى في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، الى ضرورة اتباع بعض النصائح الغذائية المعتمدة على خطط وبرامج يتم وضعها خصيصاً لمرضى الكلى، بغية الحفاظ على صحة الكلى.

ومن هذه النصائح

اعتلال الكلية السكري من مضاعفات مرض السكري الخطيرة

·       ضرورة تناول حصتين من اللحوم او بدائل اللحوم للحصول على كمية البروتين المطلوبة. لكن، عندما تتراجع وظائف الكلى إلى مرحلة يصبح فيها غسيل الكلى ضرورياً، يجب على المرضى زيادة حصة البروتين في نظامهم الغذائي كون المريض يخسر كميات كبيرة من البروتين أثناء عمليات غسيل الكلى.

·       الدهون: يشدد الدكتور بهاء على ضرورة تناول الدهون الصحية وتجنب غير الصحية منها مثل الدهون المتحولة، من قبل مرضى الكلى المعرضين أكثر للإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية، واختيار الدهون الأحادية غير المشبعة مثل زيت الزيتون والمكسرات.

·       الصوديوم: لمنع احتباس السوائل في الجسم وزيادة خطر الاصابة بامراض القلب، يجب عدم تناول أكثر من 1500 جرام من الصوديوم يومياً.

·       البوتاسيوم: يمكن أن يتعرض المريض لبعض المشاكل عندما تكون مستويات البوتاسيوم في الدم منخفضة أو مرتفعة جداً. وفي حال كان الشخص يعاني من مشاكل في وظائف الكلى، فقد يؤدي ذلك إلى تراكم البوتاسيوم في الدم، مما يتسبب في مشاكل خطيرة للقلب. وأوضح الدكتور بهاء أنه يمكن تجنب تراكم البوتاسيوم من خلال اتباع نظام غذائي قليل البوتاسيوم.

·       الفوسفور: تؤدي مشاكل الكلى أيضاً إلى تراكم الفوسفور في الدم. ويحذر الدكتور بهاء من أن وجود كمية كبيرة من الفوسفور في الدم يؤدي إلى سحب الكالسيوم من العظام بأساليب مختلفة تشمل فيتامين د، والكالسيوم والباراثورمون، مما يجعلها هشة وقابلة للكسر.