ناجون من كوفيد-19 يزعمون المعاناة من روائح كريهة

يظهر فقدان حاسة الشم والتذوق في الحالات الخفيفة إلى المعتدلة من الاصابة بعدوى فيروس كورونا، كواحدة من أكثر العلامات المبكرة غير المعتادة ل مرض كوفيد-19.

والأنوسميا أي فقدان حاسة الشم، هي أحد الأعراض التي عانى منها عدد من المرضى واحتاجت بعض الوقت ليتعافوا من هذه المشكلة.

لكنها ليست المشكلة الوحيدة التي ترتبط بحاسة الشم لدى مصابي فيروس كورونا، فقد زعم بعض الناجين من المرض ان الفيروس تسبب لهم بمشاكل جمة في حاسة الشم تجعلهم يشمون روائح "مقززة" مثل الخبز المحمص المحترق وزنخة السمك.

فما هي صحة هذه المزاعم، وماذا يقول الاطباء عنها؟

مشاكل في حاسة الشم بعد التعافي من كورونا

شم الروائح الكريهة يتفاوت بين متعافي وآخر

هذه الظاهرة الغريبة التي انتشرت بين مرضى فيروس كورونا المتعافين تحمل اسم "باروسميا" حسبما صرَح الدكتورة نيرمال كومار، جراح أذن وأنف وحنجرة في المملكة المتحدة، لشبكة "سكاي نيوز".

مضيفاً انه شهد شهادتين لمريضين مصابين بالباروسيما، أحدهما قال أنه لا يستطيع شم أي رائحة أخرى غير رائحة السمك، فيما قال الآخر انه يشم رائحة احتراق عندما لا يكون هناك دخان حوله.

وأوضح كومار أنه لاحظ أعراضا غريبة تشهد زيادة في الإصابة عند الشباب، وكذلك لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية، بسبب التعرض للفيروس في المستشفيات. معتبراً ان الفيروس يؤثر على الأعصاب في سقف الأنف، ويعمل بمثابة صدمة للجهاز العصبي، فيما الأعصاب لا تعمل.

وفي شهادته على هذا الموضوع، قال دانييل سافيسكي البالغ من العمر 24 عاما من لندن، انه بدأ يعاني من الأعراض الغريبة بعد فقدان حاسة الشم والذوق أثناء محاربته عدوى الفيروس.

وأضاف أن الأشياء ذات الرائحة القوية مثل صناديق القمامة، تفوح منها رائحة الكبريت أو الخبز المحمص. وقد قلل ذلك من استمتاعه بالطعام، مشيراً لشعوره بالاحباط بسبب عدم القدرة على شم رائحة أطعمة معينة كما يرغب.

 شم زنخة السمك ورائحة الخبز المحترق ضمن متعافي كورونا

من ناحيتها، قالت لين كوربيت العاملة لدى وكيل عقارات في ساسيكس بإنجلترا، إنها فقدت أيضا حاسة الشم أثناء معركتها مع الفيروس. كما أن معظم الأشياء كانت رائحتها مقززة، وهي رائحة كريهة يصعب وصفها لأنني لم أصادفها من قبل، اضافت كوربيت.

كما كشفت الشابة الانجليزية من ان للغاز والكحول روائح كريهة لا تطاق، لكنها ممتنة لنجاتها من الفيروس حتى وإن لم تعد حاسة الشم لديها بشكل تام. 

وكشفت أن الغاز والبيرة لهما أيضا روائح كريهة لا تطاق. ولكنها قالت إنه حتى لو لم تعد حاسة الشم لديها، فهي ممتنة لأنها نجت من الفيروس.

تجدر الاشارة الى ان اتباع بعض الطرق الطبيعية البسيطة، يساعد في استعادة الاحساس بحاستي الشم والتذوق، منها استنشاق الليمون، او وضع قطرة واحدة من زيت الخروع الدافئ في كل من فتحتي الأنف مرة في الصباح ومرة أخرى قبل النوم، للمساعدة في تنظيف فتحات الأنف واستعادة حاسة الشم، او استخدام البخار للمساعدة في تقليل الالتهاب والاحتقان في ممر الأنف واستعادة حاستي الشم والذوق المفقودتين نتيجة الاصابة بالمرض.