ما هو تأثير الحالة النفسية على الجهاز المناعي

ما هو تأثير الحالة النفسية على الجهاز المناعي، سؤال يوحي من الوهلة الأولى سرد الأمراض التي يترتب عليها ضعف المناعة نتيجة سوء الحالة النفسية بصفة عامة.

لكن الأمر انقلب رأس على عقب، فبعد أزمة فيروس كورونا المستجد  التي فرضت علينا تشيكل  أمورحياتنا من أول وجديد بالشكل الإجباري دون أي فرصة للاختيار.

تاثير الحالة النفسية على الجهاز المناعي

باتت الدراسات الحديثة  تسابق الزمن في دعم الصحة النفسية، التي تعد بمثابة محور الحياة وأساس تخطي الصعاب والأزمات البشرية والأمراض المستعصية دون استثناء.

ورغم أنه هناك دراسات متنوعة لا حصر لها، ربطت بين الحالة النفسية وصحة وظائف الجسم الحيوية منذ قديم الزمن، إلا أن ضرورة توعية الأفراد بالأضرار الجسيمة الناتجة عن سوء الحالة النفسية وتأثيرها على الجهاز المناعي، أخذت الاهتمام الأول من العلماء والأطباء على مستوى أنحاء العالم في ظل شبح فيروس كورونا الذي يطاردنا ولم يأذن الله إلى الآن بقهره والقضاء عليه.

وبناء على ذلك سنتطرق خلال السطور القادمة إلى أهم أمراض الجهاز المناعي الناتجة عن سوء الحالة النفسية وكيفية الوقاية منها، من خلال كل من استشاري ومدرس الباطنة والروماتيزم والمناعة الدكتور محمد ثروت حجازي بكلية طب القصر العيني في جامعة القاهرة، كذلك استشاري الطب النفسي الدكتور خالد العوفي بمجمع إرادة والصحة النفسية في جدة.

رفع كفاءة الحالة النفسية اساس قهر الأمراض المناعية وفيروس كورونا المستجد

تأثير الحالة النفسية على الجهاز المناعي

وبحسب ما قاله استشاري المناعة الدكتورمحمد، الجهاز المناعي هو شبكة من الخلايا والأنسجة والأعضاءالتي تتحد للتدافع عن أي مخاطر أوهجمات خارجية تشنها عليه الميكروبات، وبالتالي الحالة النفسية جزء لا يتجزأ من دعم الجهاز المناعي في المجمل العام.

الخوف من المستقبل والإجهاد النفسي اسباب مدمرة لوظائف الجهاز المناعي

فضلا عن ذلك، فالحالة النفسية والجهاز المناعي بينهما علاقة طردية لا يمكن تجزأتها، من أجل حماية جميع الوظائف الحيوية للجسم دون التهاون.

إذ أثبتت جميع الدراسات السابقة والحالية، أنه كلما كانت الحالة النفسية مرتفعة، كلما زادت قوة الجهاز المناعي في القضاء على جميع الأمراض سواء الطارئة أو المزمنة.

أهم أمراض الجهاز المناعي نتيجة سوء الحالة النفسية

أوضح الدكتور محمد، أن الأمراض المناعية متنوعة، والتي تتفاوت نسب الإصابة بها حسب طبيعة الجسم وحالته الصحية، لكن ربما تشهد الفترة القادمة زيادة بعضها بين أفراد المجتمع نتيجة اضطراب الحالة النفسية، انتشار التوتر العصبي جراء الظروف الحالية التي نمر بها بصفة عامة، خصوصا الأمراض المناعية التالية

الجهاز المناعي هو المدافع الاول عن الجسم ضد المخاطر والهجمات التي تشنها الميكروبات

  • مرض الذئبة الحمراء.
  • ارتفاع مستويات الكورتيزول في الدم، ما يؤدي إلى ضعف الجسم وعدم قدرته على مقاومة الالتهابات المتنوعة.
  • أمراض المناعة الذاتية الالتهابية المزمنة.
  • ارتفاع نسبة الادرينالين نتيجة التوتر والضغط النفسي، ما يؤدي إلى إجهاد الجهاز المناعي بالتالي منع الاستجابات المناعية في كل من أمراض المناعة الذاتية والعدوى.

وذلك بخلاف ظهور بعض الأمراض الروماتيزمية " الروماتويد المفصلي"، السرطانات، الاضطرابات الفسيولوجية الآخرى نتيجة سوء الحالة النفسية.

من ناحية أخرى أكد الدكتور محمد، على العلاقة الطردية بين الإجهاد النفسي والمناعة، خصوصا أن التفاعلات الإجتماعية السلبية أو التنافسية، الشعور بالوحدة، الخوف من المستقبل، مشاعر الفقدان والفشل، كلها من الأمور التي من شأنها أن  تحدث خلل في الجهاز المناعي وتزيد من استجابات الجسم للإصابة بالالتهابات والأمراض المتنوعة في المجمل العام.

دعم الحالة النفسية ورفع كفاءة الجهاز المناعي

استشاري الطب النفسي الدكتور خالد العوفي

من جانبه أكد استشاري الطب النفسي الدكتور خالد، على ضرورة دعم الحالة النفسية ورفع كفاءة الجهاز المناعي بالحلول الجذرية في ظل الظروف الحالية التي نعيشها في مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد على النحو التالي

  • تحفيزالعقل الباطني على التفكير الإيجابي بصفة مستمرة.
  • بث روح التفاؤل للعقل وتعزيزها بالمحادثات الإيجانية مع الآخرين.
  • التقيد بالخطط قصيرة الأجل في حل جميع الأمور الحياتية الحالية دون الملل أو الحزن.
  • الابتعاد عن الأشخاص السلبيين.
  • تخصيص أوقات محددة يوميا لسماع الأغاني المبهجة و الأناشيد الدينية التي تعبر عن الذكريات الجميلة وتبعث شعاع التحدي والتفاؤل بالمستقبل.
  • ممارسة الرياضة لطرد سموم الأفكار السلبية وتحفيز هرمون السعادة على قيادة المرحلة الحالية والمستقبلية.
  • التأمل والإسترخاء غذاء الروح، ولا نعني ممارسة رياضة اليوغا فحسب، فالنور الهادئ بالغرفة وقراءة  القرآن أوالقصص والروايات الحالمة كفية بتهدئة النفس البشرة.

وأخيرا، نستكمل معادلة التفاؤل بالغذاء الصحي والتدابير الوقائية، لدعم وظائف الجهاز المناعي المدافع الأول عن الجسم في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد.