هذه مخاطر صيحات الحميات الغذائية.. فتجنَبيها!

أدّى اللعب على وتر الرغبة الكبيرة في خسارة الوزن بسرعة إلى ظهور سلسلةٍ من صيحات الحميات الغذائية، والتي تدّعي جميعها أنّها تساعد َعلى خسارة الوزن الزائد والحصول على جسدٍ نحيلٍ ورشيق.
 
لكن الحقيقة أنّ هذه الصيحات قد تتسبّب بتدمير الجهاز الهضمي، وتؤثر سلباً على عمليات الجسم الحيوية الأخرى، كما يوضح الدكتور غانيش بهات، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ’ميديور 24×7‘ بمدينة دبي، مشيراً إلى لجوء الناس لاتباع حلٍّ سريع لإنقاص الوزن، دون إدراك الضغط الهائل الذي يتعرّض له جسدهم وأعضائهم. فأجسادنا بحاجة إلى الغذاء من ثلاث مجموعاتٍ غذائيةٍ رئيسية، هي الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، والتي تكمّلها الفيتامينات والمعادن والألياف، وإهمال مجموعةٍ غذائيةٍ معينة من النظام الغذائي أو اتباع حميةٍ غذائية تعتمد على السوائل فقط، يمكن أنّ يعرقل وظائف الجسم الحيوية، ويؤدي إلى الإصابة بسوء التغذية بحسب د. بهات. 
 
مضار حمية السوائل
حمية السوائل التي تعتمد على شرب العصائر المنظَفة، والتي يُفترض أن تقوم بتخليص الجسم من السموم وتؤدي إلى فقدان الوزن، تلاقي شعبيةً كبيرة بسرعة في جميع أنحاء العالم، كالحمية التي تحتاج إلى شرب 6-12 كأسٍ من مزيجٍ محضّرٍ مسبقاً يضمّ عصير الليمون والفلفل الحريف وشراب القيقب والماء خلال النهار، وشاي مليّن في المساء.
 
ويقول د. بهات أنّ تخليص الجسم من السموم هو أحد وظائف الكبد والكلى الرئيسيّة، وبالتالي فإنّنا لا نحتاج للقيام بذلك باستخدام منظَفات السموم، فالحميات الغذائية التي تعتمد على السوائل فقط تحتوي على كمياتٍ منخفضة من البروتين، الأمر الذي سيعيق بناء الخلايا وتجديد العضلات. وبدلاً من أن تقوم عملية تخليص الجسم من السموم بتحسين مزاج متّبعي هذه الحمية، فهي تؤدي إلى تقلَب مزاجهم وشعورهم بالتعب والإنفعال الشديد، كما أنّها تؤثر على الجهاز الهضمي، ما يسبّب آلاماً في المعدة، ومتلازمة الأمعاء المتهيَجة والحموضة، بالإضافة إلى قرحة المعدة على المدى الطويل، فعدم تناول الطعام يجعل أحماض المعدة تبدأ بهضم جدران المعدة.
 
بروتين أكثر وكربوهيدرات أقل
إحدى صيحات الحميات الغذائية الشائعة الأخرى، هي تلك التي تشجّع متبعيها على استهلاك 50% من السعرات الحرارية التي يحصلون عليها يومياً عبر تناول المواد الغنية بالبروتينات، مع القليل من الكربوهيدرات أو بدونها على الإطلاق، وعن هذه الحمية يقول د. بهات أنه يمكن أن يكون اتباع حميةٍ غنية بالبروتين بنسبٍ عالية ضاراً بصحة الفرد، فعلى الرغم من أنّه يساعد على الشعور بالتخمة بالتأكيد، وبالتالي استهلاك سعراتٍ حراريةٍ أقلّ في المدى القصير، إلّا أنّ نقص الكربوهيدرات يعني استهلاك كمياتٍ أقلّ من الألياف، ما يؤدي إلى الإصابة بالإمساك على المدى الطويل. 
 
ويمكن لهذه الحمية أيضاً أن تعيق وظيفة الكلى على المدى الطويل، حيث سيواجه الجسم مشكلةً بالتخلّص من كميةٍ كبيرةٍ من نواتج استقلاب البروتين الثانوية.
 
الدهون .. سيئة!
كما أصبحت كلمة دهون مرتبطةٌ بالعديد من الدلالات السيئة، خاصةً في عصرنا الحالي، لكن الإستغناء عن الدهون أو استهلاك كمياتٍ قليلة منه، من شأنه أن يعرّض الصحة للكثير من المخاطر.
 
وبحسب د. بهات، فإن أجسامنا تستخدم الدهون للمساعدة في عملية امتصاص الفيتامينات (أ، د، ه، ك) الضرورية للنمو وتعزيز المناعة وتجديد الخلايا ومنع تجلَط الدم، وعدم تناول الدهون كجزءٍ أساسي من النظام الغذائي، يعني عدم الإستفادة من الفيتامينات وتخزينها في أنسجة الكبد، وطرحها في نهاية المطاف، ممّا يؤدي إلى الإصابة بنقص الفيتامين. 
 
ومن المخاطر الأخرى للحميات منخفضة الدهون، أنها تؤدي إلى خفض مستوى الكوليسترول الجيد في الجسم، فالحفاظ على المستويات المثلى للكوليسترول الجيد هو أمرٌ في غاية الأهمية؛ حيث ينقل الكوليسترول السيئ من الدم إلى الكبد، وهناك يمكن طرحه من الجسم. إلّا إنّ أي خللٍ في هذا التوازن، يعني ارتفاع مستويات الكوليسترول السيء، ما يؤدي إلى خطر الإصابة بأمراض القلب.