هل قلة النوم والسهر يسببان سرطان الثدي

هل قلة النوم والسهر يسببان سرطان الثدي؟ سؤال يراودنا أثناء الحديث والتوعية عن الفحص والكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي يصيب أكثر من مليوني امرأة سنوياً وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، وما يزيد عن 200 ألف امرأة في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط بحسب تقرير جلوبوكان لعام 2018.

وتلعب عدة عوامل رئيسية وثانوية في الاصابة بمرض سرطان الثدي، أولها وأبرزها العامل الجيني او العامل الوراثي، ثم تأتي عوامل نمط الحياة غير الصحي وقلة الحركة والبدانة والتوتر واضطرابات النوم، التي نتطرق اليها في موضوعنا اليوم ونربط بينها وبين خطر الاصابة بسرطان الثدي.

ومن منطلق حملة مجلة "هي" هذا العام تحت شعار "واجهي_كامرأة"، ندعو جميع السيدات لإجراء الفحوصات اللازمة للكشف المبكر عن الاصابة بالمرض والحصول على العلاج المناسب الذي بات متوفراً وبشكل متطور نتيجة التقدم العلمي والطبي الذي نشهده في أيامنا الحالية.

هل قلة النوم والسهر يسببان سرطان الثدي؟

دراسات عدة بحثت في هذه العلاقة المعقدة، وأجريت الابحاث على العديد من النساء ممن يعانين من درجات متفاوتة من اضطرابات النوم سواء الخفيفة او المتوسطة او الحادة.

وفي دراسة اجراها باحثون في العام 2016  في جامعة مشيغان الاميركية ونشرت تفاصيلها صحيفة "الدايلي ميل"، خلصت الى وجود علاقة شبه مؤكدة بين قلة النوم والاصابة بسرطان الثدي.

والسبب في ذلك يعود لعمل هرمون الميلاتونين الذي يفرزه الدماغ ووظيفته قمع نمو الاورام الخبيثة، الذي يشهد تراجعاً حاداً في أفرازه في الجسم نتيجة عدم النوم لساعات كافية يومياً. ما يعني ان الاشخاص الذين يعملون خلال الليل او الذين يسهرون لوقت طويل، هم اكثر عرضة للاصابة بسرطان الثدي من غيرهم.

وخلال الدراسة، قام الباحثون بتنمية اورام من خلايا جذعية تسمى الخلايا الثورية باستخدام مواد كيماوية لتحفيز نمو الاورام. وتم إخضاع جزء من المشاركين لعلاج بالميلاتونين، ليجد الباحثون لاحقاً ان هذا العلاج ساهم بخفض عدد الكرات الثدوية بشكل كبير.

وبحسب جيمس تروسكو، عضو فريق الباحثين، فان هذا العمل يبين كيف يمكن ضبط نمو الخلايا الجذعية السرطانية بهرمونات طبيعية. ونقلت صحيفة "الديلي ميل" عن تروسكو قوله "ان الدراسة تؤمن طريقة جديدة مهمة لاكتشاف المواد الكيماوية التي تحفز نمو الاورام بالمسح الاشعاعي اضافة لتحديد العقاقير التي يمكن استخدامها في المستشفى".

ومعلوم ان الغدة الصنوبرية في الدماغ لا تقوم بانتاج هرمون الميلاتونين الا خلال الليل، ولذلك لضبط دورات النوم. وتقوم هذه العملية بالحفاظ على الايقاع السيركادي الذي يقف وراء الشعور بالتعب اثناء الليل والاستيقاظ حين يطلع النهار.

وينتج الدماغ في الشتاء وخلال ساعات النهار القصيرة، كمية أكبر من هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم ما يتسبب باصابة بعض الأشخاص بما يعرف ب اكتئاب الشتاء. وينخفض مستوى هذا الهرمون مع التقدم بالسن، فيما يكون ضئيلاً او يتوقف تماماً عند كبار السن.

اطعمة تحتوي على الميلاتونين

يمكن الحصول على كميات قليلة من هرمون الميلاتونين من بعض الاطعمة مثل الكرز، والموز، وبعض اللحوم، والحبوب. كما يمكن الحصول عليه عن طريق المكملات التي يصفها الطبيب بعد تشخيص حالة اضطراب النوم لمحاربة الارق دون اية مخاطر صحية على ان تكون بجرعات صغيرة.

وتجدر الاشارة الى ان تناول هذه المكملات قد يسبب بعض الاثار الجانبية مثل ارتفاع ضغط الدم، لذا لا ينبغي تناولها دون وصفة طبية.

قلة النوم تسبب سرطان الثدي في سن اليأس

من جهة أخرى، أظهرت دراسة أمريكية اجريت في العام 2016 وجود رابط بين الاصابة بسرطان الثدي عند بلوغ سن اليأس وبين قلة النوم.

والدراسة التي قام بها باحثون من جامعة "كايس وسترن ريزيرف" الأميركية، خلصت الى ان النساء اللواتي ينمن لساعات اقل هن اكثر عرضة لخطر الاصابة بانواع شرسة من سرطان الثدي، مقارنة بالنساء الآخريات اللاتي ينمن لساعات أطول.