«صالة كوادرو للفنون الجميلة» تستكشف فن «الكولاج»

الصالة تستضيف معرضاً تسلط من خلاله الضوء على خصوصية فن «الكولاج» الذي اشتهر بفضل تجربة بيكاسو في مطلع القرن العشرين 

تستضيف «صالة كوادرو للفنون الجميلة» معرضاً فنياً تستكشف من خلاله سمات فن الكولاج، وتأثير تلك التقنية الإبداعية في الفنون التقليدية، مثل الرسم والتصوير. فمن خلال أعمال عشرة فنانين، يبرز المعرض القدرة المميزة لفن الكولاج في دمج الواقع في الأعمال الفنية عبر إدخال عناصر خارجية، وكذلك قدرته على تجاوز قيود اللوحة القماشية والحدود ثنائية الأبعاد.

ويتسم الكولاج بقدرته على منح الأشياء العادية بُعداً جديداً ومفهوماً مختلفاً، إذ اعتاد الفنان الهولندي ديداريك كرايجيفيلد على جمع فئات الخشب خلال رحلاته وأسفاره وتجميعها في أعمال فنية ثلاثية الأبعاد. ولإبقائه على الألوان الأصلية للأخشاب التي جمعها حيث تحافظ كل قطعة على أصالتها وخصوصيتها. وأما الفنان التشكيلي السعودي محمد الغامدي فيؤكد رؤيته الخاصة للبيئة المحيطة به التي يستعير منها مواده، حيث دأب على جمع بقايا الأخشاب وغيرها من المواد المهملة في مدينته مكة المكرمة ومن ثم جمعها في أعمال كولاجية.

وللفنان الإسباني أليكس دي فلوفيا رؤية وقصة أخرى مع فن الكولاج، فأعماله المستلهمة من فن الخط تتخللها أشياء مهمَلة جمعها خلال إقامته بدبي، مثل تذاكر المترو ووصول الاستلام من المطاعم وقسائم الشحن وغيرها ليذكِّرنا من خلالها بتجربته الخاصة في المدينة.

وتتيح تقنية الكولاج للفنانين ابتكارات من مواد مجمَّعة من أزمنة متباينة، وأمكنة متباعدة، وكأنها تأخذ من يشاهدها في جولة تتلاحق خلالها اللقطات. وهنا يستخدم الفنان الفلسطيني عبد الرحمن قطناني القصدير المموَّج والورق المقوّى والخِرق البالية المأخوذة من مخيم صبرا في لبنان لإبداع صور ظليَّة (السلويت) لأطفال يلعبون، جامعاً بين المعاناة المريرة وبصيص الأمل. وبالمثل، يستحضر الفنان المصري كريم لطفي شوارع القاهرة عبر الجمع بين ملصقات متراكمة ومواد مهمَلة جنباً إلى جنب مع عناصر من إبداعه. وأما الفنانة اللبنانية نادين قانصوه فتلصق صوراً من مجلات ودوريات نُشرت عام 1968 (العام الذي وُلدت فيه) على صور لمتجر في الحيّ البيروتي الذي عاشت به، ليصبح الخط الفاصل بين ما هو واقع وما هو مُستذكَر ضبابياً مشتتاً بين صور الحاضر باللونين الأبيض والأسود والصور الملصقة لأعوام بعيدة مضت.  

ويتفق النقاد على أن فن الكولاج قادر على تجاوز الحدود ثنائية الأبعاد. وهنا تستحضر الفنانة الإماراتية خلود شرفي شخصية كوكب الشرق أم كلثوم بكل تألقها عبر تجسيدها من خلال الوسيلة الإعلامية التي حولتها إلى أسطورة، وهي الكاميرا والشريط السينمائي وجهاز العرض الضوئي.

وتعليقاً على استضافة المعرض، قال بشار الشروقي، مدير «صالة كوادرو للفنون الجميلة»: "أكثر ما يبهر في فن الكولاج فكرة أن يأخذ الفنان شيئاً قديماً مهمَلاً ليحوله إلى عمل يشدّ الأنظار".

وسيقام حفل استقبال عند افتتاح المعرض وذلك يوم الثلاثاء 4 أكتوبر عند الساعة 7:30 مساء.

ويشمل المعرض أعمال الفنانين محمد الغامدي، وعمر الراشد، وإبراهيم بوسعد، وأليكس دي فلوفيا، وخالد حافظ، ونادين قانصوه، وعبد الرحمن قطناني، وديداريك كرايجيفيلد، وكريم لطفي، وخلود شرفي.